Quantcast
2025 ماي 28 - تم تعديله في [التاريخ]

الورود لطلاب وطالبات الباكلوريا.. عبد القادر الإدريسي


الورود لطلاب وطالبات الباكلوريا.. عبد القادر الإدريسي

تفرض الامتحانات الإشهادية (وهو تعبير ينفرد به المغرب) حالات من  الترقب والتوقع في انتظار الإعلان عن النتائج، تعم جميع الأسر التي لها أبناؤها وبناتها في المدارس، خاصة في المراحل المتقدمة، وتحدث، في الغالب الأعم، قدراً من القلق والارتباك، وأحياناً الاضطراب النفسي، على المستويين، مستوى الطلاب والطالبات، ومستوى أولياء الأمور. 

وحسب نصيحة الأطباء، يجب التحلي بالسكينة والهدوء خلال فترة الامتحانات، والتحكم في الأعصاب أثناء فترة انتظار النتائج، من قبل المستويين أيضاً، تجنباً لأية اضطرابات نفسية قد تضر بالصحة العامة.

سئل طبيب نفساني ذات يوم ما هي النصيحة التي يقدمها للطلاب والطالبات في زمن الامتحانات الإشهادية، فكان رده (أقول للجميع إن العالم لن يتغير بعد ظهور النتائج، سواء أكانت إيجابية ومفرحة، أم كانت على النقيض من ذلك). وسئل رجل تربية وتعليم قضى نصف قرن في هذا المجال، السؤال تفسه، فأجاب (مهما يكن مستوى أي امتحان، فهو ليس نهاية المطاف، والأمل يتجدد في كل دورة زمانية، ولا يأس مع الحياة في كل الأحوال).

والمبالغة في الجزع ليست محمودة، وكلما دخل الطالب أو الطالبة قاعة الامتحان، بنفس هادئة، وبقلب ثابت، وبأمل عريض، وبثقة في النجاح، نال ونالت الدرجة التي  يتطلعان إليها، وفازا الفوز الذي يحقق الحلم ويوصلهما إلى ما يطمحان إليه ويطمعان فيه.

وأرى أن لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي وللرياضة، دوراً يتعين أن تقوم بها، لزرع الثقة في الممتحنين،  ولبث الأمان في النفوس، وللإبقاء على جذوة الأمل مشتعلة، ولتوضيح معالم الطريق أمام فلذات أكبادنا من طلابنا وطالباتنا، ولترسيخ اليقين بأن غداً أجمل، مهما تكن نتائج الامتحانات، ولتحويل قاعات الامتحان إلى فضاء للفرح والشعور بالاطمئنان والتفاؤل والاستبشار، بحيث يحس الجميع بالسكينة وبالهدوء وبالثقة بالنفس، فلا تكون هذه القاعات موحشة ومرعبة ومخيفة.

أحلم بأن توزع الوزارة المعنية الورودَ على الطلاب والطالبات، وبأن تختار للحراسة ذوي الوجوه المبتسمة الطافحة بالبشر، من رجال التعليم ونسائه، فهذا أمر من شأنه أن يحول أيام الامتحان إلى أيام بهجة وفرح واطمئنان نفس وارتياح ضمير وصفاء ذهن وثقة بالقدرة على اجتياز الامتحان على خير ما يرام.

الوزارة المعنية يمكن أن تحدث تغييراً معنوياً في الأجواء التي تسود زمن الامتحانات، إذا ما عملت بقواعد التربية المتفائلة وبأصول التعليم المنعش للأمل وبمبادئ علم النفس التربوي الباني للشخصية السوية التي تحقق الأحلام في النجاح وترسخ التفاؤل بالحياة.
 

الكاتب: عبد القادر الإدريسي


              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار