2020 نونبر 19 - تم تعديله في [التاريخ]

الوزاني: ذوي الإحتياجات الخاصة بالمنازل حبيسي الجدران

رحيمة الوزاني مفتشة في مجال التوجيه التربوي ورئيسة جمعية ملائكة تدعو وزارة أمزازي لإنقاذ هذه الفئة من الإهمال والجدران، وعلى الوزارة مراعاة ما جاء في الرؤية الاستراتيجية للتعليم(2015-2030) خاصة مبدأ الانصاف وتكافؤ الفرص.


أغلبهم توقفوا عن متابعة دروسهم الحضورية بسبب الجائحة والتزاموا المنازل.

العلم الإلكترونية : حاورتها: نعيمة الحرار

انتهى الحجر المنزلي عند أغلب المغاربة، لكن فئات أخرى مازالت تعيش المعاناة بين الجدران منذ 16 مارس 2020 بسبب جائحة كوفيد التي غيرت سير الحياة الطبيعية ببلادنا وبالعالم ، والحديث هنا عن فئة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين دفعت الجائحة أهلهم الى ابقائهم في المنازل حفاظا على صحتهم، حتى بعد شهر شتنبر تاريخ الدخول المدرسي ما يعني أن هؤلاء الأطفال قضوا أزيد من ثمانية اشهر في البيوت ولا يدري أحد كيف يقضون وقتهم علما أن أغلب الأمهات لا تتوفرن على المهارات اللازمة للعناية بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وعن هذه المحنة التي تمر منها فئة الطفلات والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ومعاناتهم داخل البيوت من الفراغ والحرمان من التعليم والأنشطة الموازية ، كان لنا هذا الحوار المفتوح مع رحيمة الوزاني مفتشة في مجال التوجيه التربوي ورئيسة جمعية ملائكة التي تعنى بالأطفال المصابين بمتلازمة داون ( التثلث الصبغي21) فرع "حي النهضة "بالرباط، والتي تحمل في قلبها هي ومنخرطات في الجمعية هم جعل الأقسام المندمجة اقساما حقيقية للتعلم وللتربية والتكوين والتأطير وابقائها مفتوحة وفعالة حتى في زمن الجائحة.. ورسميا ف 70 في المئة من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يتوفرون على أي مستوى دراسي ولا يتعدى عدد المستفيدين من التعليم الابتدائي 4.6 في المائة ، ويصل عدد الأقسام المدمجة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة حوالي 700 قسم، تحتضن أزيد من 8000 تلميذ وتلميذة، 37 في المئة منهم إناث خلال عام 2017 لنتابع..

تقول الوزاني بحرقة كبيرة أن معاناة هؤلاء الأطفال كبيرة جدا لأن بنيتهم الصحية هشة وجهاز مناعتهم ضعيف الى حد ما، ويحتاجون الى رعاية صحية ونفسية مؤكدة أن أكثر من النصف لم يلتحقوا بالأقسام المندمجة التي تشرف عليها الجمعية بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، مضيفة أن الأطفال الذين التحقوا مازالوا مستمرين في تلقي الدروس والأنشطة اليدوية التي توفرها الجمعية في ظروف جيدة في احترام للتدابير الوقائية اللازمة التي أقرتها السلطات العمومية، مع اعتمادها لتوقيت مناسب يبدأ في التاسعة صباحا الى الثانية بعد الظهر ، والمربيات المشرفات على الأقسام يعملن في ظروف عادية وذلك بتقديم الدروس والأنشطة الضرورية لإبراز مهاراتهم وتمكينهم من تكوينات تمكنهم من الاندماج في المجتمع و الاستقلالية وحتى متابعة تعليمهم خاصة في مجال التكوين المهني لان الكثير منهم يتمتع بمستوى عال من التركيز، وأيضا الاتقان في العمل وبالتالي فدعمهم ضروري وعلى الأسر أن تعي هذا الامر فمتلازمة داون لا تعني الإعاقة التامة وهي درجات، بل هناك الكثير من هؤلاء الطفلات والأطفال من تمكن من التعلم والتكوين والعمل والعيش في ظروف جيدة بفضل دروس التعليم والتكوين، التي تقوم بها الجمعيات وكذا الدعم الذي تقدمه الوزارة، التي مع الأسف لم تعمل ما يلزم بالنسبة لهذه الفئة خلال زمن الجائحة وبالتالي فأكثرهم ظل حبيس المنازل لان من الصعب على الأهل أن يتابعوا معهم التعليم عن بعد، ولتجاوز هذا الحرمان والتهميش تقدمنا داخل الجمعية باقتراح للوزارة تطالب فيه ببعث مستشارات اجتماعيات لزيارة هذه الفئة مرتين أو على الأقل مرة في الأسبوع للتواصل معهم وإبقاء جسر التعلم قائما حتى وهم في بيوتهم بدل هذا التخلي التام من الوزارة عن هذه الفئة من المجتمع، علما أننا في الجمعية نعمد الى السؤال عن أحوالهم ومدهم ببرامج تعليمية وترفيهية لاعتمادها في البيت، لكن للأسف فأغلب الأمهات والاباء لا يستطيعون مواكبة الدروس عن بعد مع أطفالهم وكذلك عدم توفرهم على الإمكانيات المادية لاقتناء الأجهزة الالكترونية للتواصل عن بعد، وحتى الدعم المالي الذي تقدمه الوزارة والخاص بأجور المربيات والذي لا يتجاوز 1500 درهم للمربية ترسله بشكل متأخر علما ان الجمعية تدفع لهن 3000 درهم للشهر، وهؤلاء المربيات لهن تكوين عال وخبرة في التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة"التثلث الصبغي) وبالتالي فأعضاء الجمعية والمحسنون هم من يسهرون بشكل كبير على إبقاء هذه الأقسام مفتوحة حتى لا يكون مصير اغلب الأطفال المصابين بمتلازمة داون الممدرسين في هذه الأقسام هو البقاء في المنزل، بكل ما يعنيه من تعميق الإعاقة ومضاعفاتها الجانبية تقول رحيمة الوزاني خاصة ان هؤلاء الأطفال بنيتهم الصحية هشة كما قلت، وبالتالي فالجميع معني بإنقاذهم بدءا من الوزارة الى المجتمع المدني وكذلك وزارة التضامن وغيرها من المؤسسات التي يجب ان تلتفت لمعاناة الأطفال المصابين بإعاقات مختلفة والتي اضطرت أهلهم إبقائهم في المنازل .. متسائلة أين دور وزارة التربية الوطنية في حماية هؤلاء الأطفال وتمكينهم من حقهم في التعليم والتكوين المهني ، وحرصها على تفعيل الأقسام المندمجة والحفاظ على الاستقرار النفسي لجميع الأطفال المصابين بإحدى الاعاقات سواء ذهنية أو سمعية أو جسدية أو غيرها..كون الجمعيات الناشطة في الميدان ومنها جمعية ملائكة بكل فروعها سواء في الرباط او سلا او باقي المدن الأخرى، لا تستطيع أن تغير واقع حال هذه الفئة في الظروف الحالية وحتى في الظروف العادية ، وبالتالي لا يمكن السكوت على هذا الوضع وترك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للاهمال والهشاشة والنمو في ظروف غير صحية وبدون اعطائهم فرصة لعيش حياة طبيعية الى حد ما..
الوزاني ذكرت بما قاله عمرعزيمان رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في ندوة سابقة عقدت بالرباط حول التربية الدامجة أنه “بالنظر إلى واقع الحال، واستمرار العوائق التي تحول دون ولوج كل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المدرسة، مع استفحال ظاهرة الانقطاع المبكر عن التعليم، فما زلنا بعيدين عن تحقيق ما نسعى إليه، لكي يتمتع هؤلاء الأطفال بالحق في التربية”. مضيفة أن كورونا عرت على واقع التعليم الهش ببلادنا خاصة بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة، الذين أضحوا أول ضحايا الجائحة والجهات الرسمية لا تتفاعل مع مقترحات الجمعيات التي تحاول أن تبقي هؤلاء الصغار في الأقسام وفي ظروف صحية مع احترام التدابير التي اقرتها وزارة الصحة ، أو على الأقل تمكينهم من دعم نفسي سواء للأطفال أو الأمهات اللواتي لا يستطعن مجاراة التغيرات التي تطرأ على سلوكيات هؤلاء الأطفال وجعلهم يستفيدون من وقتهم وتمرينهم على النطق وعلى تعلم مهارات يدوية كما يحصل عندنا، حيث نقدم للأطفال حصصا للأعمال اليدوية وورشات المطبخ والرسم والتصوير والغناء وترديد الأناشيد، وجعلهم يعتزون بقدراتهم وبمكانتهم، ورغم العدد القليل الذي التحق بالأقسام فنحن نعمل من خلال التواصل مع الاهل على اقناعهم بضرورة إبقاء التلاميذ مرتبطين بما تعلموه، وجعلهم يدركون انهم سيعودون لمدارسهم وتمكينهم من حياة فيها أنشطة و عناية كبيرة، لكن تبقى ظروف أغلب العائلات جد صعبة ولهؤلاء نقول حقيقة "الله ايكون فالعون" لكننا سنبقى صامدين ونطالب بالتغيير وبإصلاح أوضاع هذه الفئات ويكون التعليم للجميع حقيقة وليس شعارا فقط..

ودعت رحيمة الوزاني الوزارة الى مراعاة ما جاء في الرؤية الاستراتيجية للتعليم(2015-2030) من مبادئ خاصة مبدأ الانصاف وتكافؤ الفرص.




في نفس الركن