العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
التأم المجلس الوطني لحزب الاستقلال، يوم السبت 17 ماي 2025، في دورته العادية الثانية بقصر المؤتمرات الولجة في مدينة سلا، وذلك طبقا لمقتضيات الفصلين 89 و94 من النظام الأساسي للحزب، كما صادق عليه المؤتمر العام الثامن عشر.
وترأس أشغال الدورة عبد الجبار الرشيدي، رئيس المجلس الوطني، بحضور نزار بركة، الأمين العام للحزب، إلى جانب أعضاء اللجنة التنفيذية وفعاليات وازنة من أعضاء المجلس الوطني.
وتميزت الدورة بالعرض السياسي الهام الذي قدّمه نزار بركة، حيث توقف فيه عند السياق الوطني والدولي المتغير، مشددا على أن سنة 2025 قد تشكل محطة الحسم في قضية الصحراء المغربية، بالنظر إلى الزخم الدولي المتواصل والدينامية الإيجابية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، بفعل الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس.
وأكد الأمين العام على التعبئة المستمرة لحزب الاستقلال دفاعا عن مغربية الصحراء، ووقوفه الثابت وراء جلالة الملك في كل المبادرات الدبلوماسية والسيادية التي يقودها، دون اغفال الحديث عما يعانيه الشعب الفلسطيني من ويلات الحرب، مجدّدا شجبه للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الغزاويين والشعب الفلسطيني، ومبرزا موقف الحزب المتواصل والداعم لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتوقف بركة عند التغيرات الجيوسياسية الراهنة وما تفرضه من تحديات، مؤكدا انخراط المغرب في أوراش استراتيجية كبرى، أبرزها مشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، وتكريس الدولة الاجتماعية، معتبرا أن حزب الاستقلال حاضر بقوة في هذه التحولات برصيده الفكري والتاريخي واقتراحاته العملية.
وعلى مستوى الأداء الحكومي، استعرض الأمين العام جملة من المكاسب الاجتماعية والاقتصادية التي تحققت رغم الظرفية الدولية المعقدة، مشيرا إلى جهود الحكومة في دعم القدرة الشرائية، وتقليص الفوارق المجالية، وخلق فرص الشغل، إضافة إلى مواجهة تحديات الإجهاد المائي، كاشفا للمغاربة في خطابه الاكراهات التي واجهتها الحكومة والتي حالت دون وصولها إلى تحقيق مليون منصب شغل كما كان مقررا سلفا، والذي لن تتمكن من بلوغه في هذه الولاية، قائلا: ""مليون شغل إضافي لن يتحقق في أفق 2026، ولكن الحكومة تضاعف المجهودات بفضل الأوراش الكبرى وتعبئة الاستثمارات العمومية".
وفي ما يتعلق بالوضع السياسي، عبّر بركة عن رفضه الدخول في صراع انتخابي مبكر يهدد استقرار العمل الحكومي ويؤثر سلبا على وتيرة الإصلاحات الجارية، مشددا على التزام الحزب بالتماسك الحكومي من أجل استكمال البرنامج التنموي الذي تقودها الأغلبية الحكومية.
كما أعلن بركة أن الحزب يدخل مرحلة جديدة من التعبئة التنظيمية، مبرا أن الهدف يتمثل في تجديد فروع الحزب بحلول أكتوبر المقبل، وإفراز نخب جديدة قادرة على المساهمة في إعادة تموقع الحزب في صدارة المشهد السياسي استعدادا للاستحقاقات القادمة.
وفي ختام كلمته، نوه الأمين العام بالعمل المتميز لوزراء الحزب، سواء في ما يتعلق بتحقيق السيادة الصناعية، أو تطوير النقل المستدام، أو النهوض بالأسطول البحري الوطني، وكذا رعاية الفئات الهشة وتعزيز الحماية الاجتماعية، داعيا إلى الرفع من وتيرة التعبئة والثقة في قدرات الحزب، من أجل تعزيز جاذبيته السياسية وترسيخ حضوره الوطني، والمساهمة الفعلية في بناء مغرب التحولات الكبرى.
من جهته، أكد عبد الجبار الرشيدي أن انعقاد الدورة الحالية يأتي في أعقاب المجالس الإقليمية التي عُقدت بمختلف جهات المملكة، مما يمنح الاجتماع صفة تمثيلية قوية. كما اعتبر أن اللقاء يشكل مناسبة لمتابعة مستجدات قضية الصحراء، ومناقشة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب تقييم مساهمة وزراء الحزب وأداء الفريق البرلماني بمجلسي النواب والمستشارين.
وشدد الرشيدي على أن حزب الاستقلال يعيش دينامية تنظيمية تشمل هياكله الجهوية والمحلية ومنظماته الموازية، في أفق الإعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة، وتعزيز مكانته كفاعل وازن في الساحة السياسية المغربية.