رئيسية 
الرئيسية 
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
في إطار 2025 سنة التطوع التي أطلقها حزب الاستقلال، نظّمت منظمة المرأة الاستقلالية، اليوم الخميس 26 يونيو الجاري، بالعاصمة الرباط، المنتدى الأول لكفاءات الشابات، وذلك بحضور الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، ونعيمة بن يحيى وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وعبد الجبار الوزير المكلف بالإدماج الاجتماعي، ورئيسة المنظمة خديجة الزومي، إلى جانب نخبة من النساء المغربيات يمثلن مختلف الميادين المهنية والعلمية، من طبيبات ومهندسات وأستاذات جامعيات، إلى إعلاميات وخبيرات في الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال والشأن الاجتماعي.
ويأتي هذا المنتدى في إطار توجه جديد تتبناه المنظمة من أجل توسيع قاعدة انخراط الكفاءات النسائية الشابة داخل هياكل الحزب، والانتقال من منطق التشخيص إلى إنتاج البدائل الملموسة في السياسات العمومية التي تهم قضايا المرأة والأسرة والتنمية الشاملة.
وقد أكد نزار بركة في كلمته، أن حزب الاستقلال يعتبر مسألة النهوض بوضعية المرأة رافعة محورية لأي تحول اقتصادي أو اجتماعي حقيقي، وأنه لا يمكن تحقيق التوازن داخل المجتمع دون تمكين النساء من كافة حقوقهن ومجالات مشاركتهن.
وأبرز الأمين العام. أن نسبة النساء النشيطات بالمغرب لا تتجاوز 19 في المئة، ما يعني أن أزيد من 80 في المئة من النساء لا يشتغلن ولا يبحثن عن عمل، وهو ما يطرح إشكالية حقيقية في مستوى التوازن داخل النسيج الاجتماعي والاقتصادي.
وجدد بركة تأكيده، على أن حزب الاستقلال ظل دائما مجندا خلف جلالة الملك محمد السادس من أجل الدفاع عن قضايا النساء، والترفع على مناهضة مختلف أشكال العنف والتمييز التي يعانين منها، ودعم مشاركتهن السياسية وتواجدهن في مواقع القرار، مشيرا إلى أن التنمية لا يمكن أن تتحقق دون تحرير المرأة من قيود الفقر والهشاشة والبطالة، ومن دون إشراكها الفعلي في صياغة السياسات وتنفيذها.
من جهتها، قالت خديجة الزومي رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، إن المنظمة تفتح اليوم صفحة جديدة في الاستقطاب السياسي والفكري، عبر استهداف فئة الشابات دون سن الخامسة والأربعين، واللواتي يتوفرن على كفاءات عالية في تخصصات متعددة.
وأكدت الزومي، أن 70 في المئة من المشاركات في المنتدى هن حاملات لشهادات عليا، من مهندسات وطبيبات وأستاذات جامعيات ومؤطرات في مجالات متقدمة، ما يؤهلهن ليكن في صلب النقاش العمومي والمشاركة الفعلية في الحياة السياسية والتنموية.
وأبرزت رئيسة المنظمة أن الدفاع عن قضايا المرأة لا يجب أن يظل محصورا في قضايا النوع أو المساواة فقط، بل يجب أن يشمل مشاركة المرأة في كل ما يهم السياسات العمومية ومراكز القرار، داخل الحزب وخارجه، وأن المنظمة ستواصل الترافع من أجل تكافؤ الفرص والمساواة في مدونة الأسرة ومدونة الشغل وكافة المنابر ذات الصلة.
وفي السياق ذاته، أكدت فاطمة الزهراء العلمي، عميدة كلية الحقوق عين الشق بالدار البيضاء، أن المنتدى يمثل لحظة نوعية في تاريخ الحراك النسائي بالمغرب، مشيرة إلى أن النساء أصبحن حاضرات بقوة في قيادة التحولات الاقتصادية والاجتماعية، ومشاركات في الإدارة والتسيير والمقاولة.
واعتبرت المتحدثة، أن اللقاء يفتح آفاقا جديدة للنقاش حول تعزيز القيادة النسائية وتمكينها من آليات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، خصوصا في سياق التغيرات المتسارعة التي يعرفها العالم، مبرزة أن المنتدى يشكل فرصة لتلاقي التجارب وعرض برامج حكومية ومجتمعية تهدف إلى تأهيل النساء للمساهمة الفعلية في التنمية.
بدورها، أشارت رقية أشمال، عضوة منظمة المرأة الاستقلالية، إلى أن هذا المنتدى يأتي لتجميع الأطر الشابة داخل المنظمة، وفتح النقاش حول التحديات الكبرى التي تواجه المرأة المغربية، لا سيما في ظل التحولات المجتمعية المتسارعة، مستعرضة ثلاثة محاور كبرى اعتبرتها ذات أولوية، أولها تموقع المرأة داخل المجتمع بعد صدور نتائج الإحصاء العام، وثانيها ارتفاع عدد الأسر التي تسيرها نساء، مما يجعل المرأة قطبا مركزيا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وثالثها التفاعل مع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، ليس فقط كمجال للاستعمال، بل أيضا كمجال للخلق والتأثير والقيادة، مبرزة أن إشراك النساء في هذه الديناميات الجديدة لم يعد ترفا، بل ضرورة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
وقد عرف المنتدى تنظيم عدد من العروض قدمتها كفاءات نسائية وازنة، على رأسها وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وتطرقت إلى مواضيع حيوية تتعلق بريادة الأعمال، وتحديات التشغيل، والتمكين الاقتصادي، وأدوار المرأة في حماية التماسك المجتمعي، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في الدفع بموقع المرأة نحو مزيد من الريادة والتأثير، كما تم التأكيد خلال هذه المحاضرات على ضرورة استدامة مثل هذه المبادرات من أجل تأطير النساء وتمكينهن من لعب أدوار قيادية في صناعة السياسة وتأطير المجتمع، انطلاقا من رؤى تراعي التحديات الراهنة وتستشرف المستقبل برؤية إصلاحية شاملة ومستدامة.
