2025 نونبر 21 - تم تعديله في [التاريخ]

برلمانيون أفارقة: المشاريع المائية بالمغرب تؤكد صوابها بسبب ما تعانيه القارة السمراء من تغير مناخي


العلم الإلكترونية - سمير زرادي 
 
في إطار أشغال الدورة العاشرة للجمعية العامة السنوية لشبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية، زار وفد من ممثلين لبرلمانات إفريقيا يوم أمس الخميس محطة تحلية المياه بالعيون، حيث تلقى الوفد البرلماني الإفريقي المكون من 110 برلمانية وبرلمانيا شروحات حول تاريخ هاته المنشأة الاستراتيجية التي شرعت في حلتها الجديدة في العمل على مستوى الاستغلال في سنة 2022 بعد 3 سنوات من الأشغال، قصد توفير الماء الشروب لساكنة العيون والمراكز المجاورة، وكذا طاقتها الإنتاجية التي تغطي حاجيات 250 الف نسمة.
 
وقد بلغت التكلفة الإجمالية لمحطة تحلية المياه 1.2 مليار درهم، ممولة من المكتب الوطني للكهرباء والماء، وهي تعتمد على الأخذ المباشر لمياه البحر مستخدمة محطة للضخ، وقنوات تصل 5 كيلومترات، بينما تصل كميات الماء التي توفرها يوميا 26 ألف متر مكعب.
 

وفي أعقاب هذه الزيارة، عبر عدد من البرلمانيين الأفارقة عن إعجابهم بهذه المنشأة الأساسية في منطقة ذات طبيعة صحراوية قصد تلبية حاجيات السكان من الماء الشروب، لافتين إلى أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتي يجب حسب تصريحاتهم أن تكون مصدر إلهام للدول التي تعاني الخصاص في الماء.
 
فيما كشف بعضهم وخاصة في غانا عن وجود مثل هاته المنشأة لمعالجة المياه الأجاجة، ولكن المطاف انتهى بها إلى الإغلاق بسبب التكلفة العالية وعد القدرة على مسايرة النفقات الخاصة بها.
 
وأشار بعض المسؤولين الأفارقة بذات المناسبة بأن هذا المشروع التنموي يندرج ضمن حزمة من المشاريع المائية بالمغرب ضمن مخطط استراتيجي يهم محطات المعالجة في المدن الساحلية للمغرب، ومشاريع أخرى تهم السدود الكبرى والسدود الصغرى والتلية، وذلك ضمن رؤية استشرافية تبناها المغرب منذ عقود، وباتت اليوم تؤكد صوابها ووجاهتها بفعل انعكاسات التغيرات المناخية في بلدان القارة الإفريقية، والتي لم يعد يسلم منها المغرب كذلك رغم وقوعه في الجزء الشمالي من القارة.

وتابعوا بأن المخطط المائي 2022-2027 يجب أن يكون نموذجا للبلدان الإفريقية لصياغة برنامج مماثل قصد توفير الماء الشروب لسلكنة إفريقيا وذلك بالنظر إليه كمادة حيوية يساهم توفيرها في ضمان الاستقرار وعدم الهجرة نحو مناطق أخرى طلبا للماء.

دور بارز لمعلمة "فوسبوكراع" في الاقتصاد المحلي

إثر ذلك توجه الوفد البرلماني الإفريقي نحو منشأة فوسبوكراع حيث وقف عن كثب على الدور المحوري لهذه المعلمة في الاقتصاد المحلي، وتلقى شروحات وافية من خلال شريط فيديو عن القدرة الإنتاجية للمنشأة، والتي باتت دعامة أساسية في التشغيل لأبناء الأقاليم الجنوبية بالخصوص، وضمان عائد اقتصادي واجتماعي للأسر بالعيون وغيرها من المدن بالجهات الثلاث، فضلا عن نشاطها في إطار استغلال بيئي مستدام.
 
وعكست المعطيات كذلك دور هذا النشاط المعدني ومستخرجاته في توثيق علاقات التعاون مع الدول الإفريقية في إطار العلاقات جنوب-جنوب لتوفير الأسمدة الأساسية في الإنتاج الزراعي لعدد من البلدان، وذلك في إطار رؤية الانفتاح التي يتبناها المغرب تجاه أشقائه في إفريقيا، وفي سياق إرادة التكامل الاقتصادي بين دول القارة السمراء، وهو البُعد الذي تؤسس له اتفاقيات الشراكة المتعددة بين المغرب وباقي الدول.
 
هذا وتخصص أشغال النسخة العاشرة لشبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية اليوم الجمعة حيزا مهما لعروض تتناول الاستثمار والحكامة في المشاريع الإفريقية، وكذا الآفاق الاقتصادية والتجارية بين البلدان بالقارة السمراء.



في نفس الركن