2022 أغسطس/أوت 18 - تم تعديله في [التاريخ]

برنامج‭ ‬عمل‭ ‬مثقل‭ ‬بالأعباء‭ ‬المستعجلة‭ ‬ينتظر‭ ‬الحكومة‭ ‬مع‭ ‬الدخول‭ ‬السياسي

أوراش‭ ‬اجتماعية‭ ‬ومشاريع‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومراجعات‭ ‬حقوقية‭ ‬تتطلب‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬معيش‭ ‬يتفاعل‭ ‬معه‭ ‬المواطنون


العلم الإلكترونية - الرباط

ينتظر‭ ‬الحكومة‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬مثقل‭ ‬بالأعباء‭ ‬المستعجلة‭ ‬مع‭ ‬الدخول‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬أوشك‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظرفية‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية‭ ‬واجتماعية‭ ‬ضاغطة‭ ‬نتيجةً‭ ‬لعوامل‭ ‬متضافرة‭ ‬،‭ ‬منها‭ ‬الجفاف‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬شح‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬،‭ ‬والغلاء‭ ‬الخارج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭  ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والمحروقات‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬الداخلي‭ .‬

ويشمل‭ ‬برنامج‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭  ‬تفعيل‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتعميمها‭ ‬حتى‭ ‬تحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬المحددة‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬ووضع‭ ‬القانون‭ ‬الإطار‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬وتنزيل‭ ‬الميثاق‭ ‬الجديد‭ ‬للاستثمار‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تفعيل‭ ‬صندوق‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬للاستثمار‭ ‬،‭ ‬ومراجعة‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬،‭ ‬وإخراج‭ ‬السجل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الموحد‭  ‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬لرجال‭ ‬التعليم‭ ‬ونسائه‭ ‬،‭ ‬وملف‭ ‬الأساتذة‭ ‬المتعاقدين‭ . ‬وهذه‭ ‬قضايا‭ ‬وطنية‭ ‬تستدعي‭ ‬البت‭ ‬فيها‭ ‬بما‭  ‬تستحق‭ ‬من‭ ‬دراسة‭ ‬وبحث‭  ‬ومعالجة‭ ‬تنتهي‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬ناجعة‭ ‬و‭ ‬مخرجات‭ ‬تخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬وترسخ‭ ‬أسس‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ .‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الظرفية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬والتي‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬،‭ ‬فإنها‭ ‬لن‭ ‬تعطل‭  ‬مسار‭ ‬الحكومة‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬،‭ ‬ولن‭ ‬تضعف‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭  ‬يطبع‭ ‬السياسة‭ ‬الممنهجة‭ ‬التي‭ ‬تعتمدها‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الصعاب‭ ‬وتذليلها‭ .‬

وينتظر‭ ‬المغاربة‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الإطار‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمنظومة‭ ‬الصحية،‭   ‬حلا‭ ‬جذريا‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الإكراهات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يقبلون‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭. ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لميثاق‭ ‬الاستثمار،‭ ‬الذي‭ ‬شدد‭ ‬ممثلو‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬على‭ ‬الإسراع‭ ‬بتنزيله‭ ‬للرفع‭ ‬من‭ ‬مردودية‭ ‬الاستثمار‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وهذه‭ ‬الأوراش‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬واقع،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬للسنة‭ ‬المقبلة‭ ‬الذي‭ ‬تعده‭ ‬الحكومة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬ومقترحات‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬ستعرض‭ ‬على‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬مختلف‭ ‬الحساسيات‭ ‬السياسية‭ ‬الممثلة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭.‬

ويحمل‭  ‬الدخول‭ ‬المقبل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬رهانات‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أنها‭ ‬ستفتح‭ ‬نقاشا‭ ‬سياسيا‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬السياسي‭.‬

فعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يعد‭ ‬تعزيز‭ ‬ورش‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬الذي‭ ‬تطرق‭ ‬إليه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬الأخير،‭ ‬أبرز‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تنتظرها‭ ‬فئات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬مواكبة‭ ‬مالية‭ ‬وتشريعية‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي،‭   ‬تنتظر‭ ‬المغرب‭ ‬رهانات‭ ‬كبرى،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬موسم‭ ‬فلاحي‭ ‬صعب‭ ‬وأثره‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭ ‬وارتفاع‭ ‬عجز‭ ‬الميزانية‭ ‬والارتفاع‭ ‬المهول‭ ‬للمديونية،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬فعلا‭ ‬عموميا‭ ‬مواكبا‭ ‬يبتغي‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاختلالات‭ ‬واغتنام‭ ‬الفرصة‭ ‬لاقتناص‭ ‬مشاريع‭ ‬عالمية‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العمل‭ ‬بالميثاق‭ ‬الجديد‭ ‬للاستثمار‭ ‬وتفعيل‭ ‬صندوق‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬للاستثمار‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬ما‭ ‬يعرفه‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬وما‭ ‬تعرفه‭ ‬الأوراش‭ ‬الكبرى‭ ‬بالمغرب‭ ‬من‭ ‬تعثرات‭.‬

ويرتبط‭ ‬الدخول‭ ‬السياسي‭   ‬بالأساس‭ ‬بمعطيين‭ ‬رئيسيين،‭ ‬يتعلق‭ ‬الأول‭ ‬بتداعيات‭ ‬الظرفية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬باستفحال‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬والجفاف‭ ‬الذي‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬انخفاض‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‭ ‬بالمغرب،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحوار‭ ‬الدائر‭ ‬بين‭ ‬النقابات‭ ‬ووزير‭ ‬التعليم‭ ‬بشأن‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬لرجال‭ ‬التعليم،‭ ‬وكذا‭ ‬ملف‭ ‬الأساتذة‭ ‬المتعاقدين‭.



في نفس الركن