العلم الإلكترونية - وكالات
أعادت فرنسا، في 26 غشت 2025، ثلاث جماجم إلى مدغشقر بعد أكثر من قرن من الاستيلاء عليها، بما في ذلك واحدة تعود للملك تويرا Toera، من شعب ساكالافا، بمدغشقر، بعد أن قطعت القوات الفرنسية رأسه في عام 1897. وتم إرسالها مع رفات 128 شخصا والجنرالات الآخرين إلى فرنسا؛ واحتلت – فرنسا – ممالك شعب الساكالافا في مدغشقر، عام 1890.
وتمت إعادة فرنسا للجماجم الثلاث إلى مدغشقر، طبقا للقانون الصادر عام 2023 يسمح بإعادة الرفات البشرية إلى البلدان التي استعمرتها فرنسا وتم فيها الإستيلاء على رفات فيها لأغراض جنائزية.
ووفقًا لوزارة الاتصالات والثقافة في مدغشقر، يمثل هذا العمل استعادة تاريخ البلاد وذاكرتها. وعودة الأبطال، وأضافت في بيان لها: “الآن يمكننا تكريم هذه الرفات كما تستحق. هذه لحظة بالغة الأهمية للشعب الملغاشي ولجميع الدول الملتزمة باستعادة تراثها”. مشيرة أن الجماجم سيتم إعادة دفنها في مينابي، وهي منطقة تقع في غرب الجزيرة.
وقالت وزيرة الاتصالات والثقافة في مدغشقر، فولاميرانتي دونا مارا Volamiranty Donna Mara، خلال الحفل إن البقايا، بما في ذلك بقايا “ملكنا العظيم، بل العظيم للغاية، تويرا”، “ليست مجرد أشياء في مجموعة”، بل هي الرابط “غير المرئي الذي لا يمحى، الذي يوحد حاضرنا مع ماضينا”. وأعلنت إن الجماجمتين الأخريين تعودان إلى جنرالين قاتلا إلى جانب الملك. وأضافت أن “غياب الملك تويرا لأكثر من قرن، 128 عاما، كان بمثابة جرح مفتوح في قلب الجزيرة الكبيرة (مدغشقر)، وخاصة بالنسبة لمجتمع ساكالافا في مينابي”.
وقالت فيترا راكوتوندراسوافا Fetra Rakotondrasoava، السكرتيرة الدائمة لوزارة الثقافة في مدغشقر: “أرحب بعودة هذه الجماجم الثلاث، بما في ذلك جمجمة الملك تويرا من شعب ساكالافا، وهو الأصل المشترك بين ما يقرب من ثلث سكان مدغشقر”.
وفي كلمة ألقتها خلال حفل التسليم، قالت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي Rachida Dati، أن الحفل “يمثل حدثا تاريخيا بين فرنسا ومدغشقر”. وأضافت أن اللجنة العلمية المشتركة، التي تم إنشاؤها في أكتوبر 2024، لدراسة طلب مدغشقر لاسترداد ممتلكاتها، “سمحت لنا مرة أخرى بتقدير أهمية شخصية الملك تويرا، بالنسبة لمواطنيه ككل ولشعب ساكالافا على وجه الخصوص: لهويتهم وكرامتهم ووعيهم الذاتي والرابط الذي يرغبون في تشكيله بين الماضي والمستقبل”.
وجاءت استعادة مدغشقر لثلاث جماجم ساكالافا، استولت عليها فرنسا عام 1897، بعد الدعوة دولية لإعادة التراث الثقافي الأفريقي بإعادة الحقوق إلى أصحابها في إفريقيا، وإنهاء عرض بقايا البشر في المتاحف وبيع أجزاء الجسم البشري في دور المزادات. وبإزالة آلاف القطع الأثرية الأفريقية المنهوبة خلال الفترة الاستعمارية من المتاحف.