ذلك أن القناة المذكورة ربطت الاتصال بالسيد فرحات مهني بصفته زعيما للحركة من أجل استقلال القبائل، وهي حركة تطالب باستقلال منطقة القبائل عن الجزائر، وتم الاتفاق من خلال هذا الاتصال على إجراء حوار صحافي يبث مباشرة على القناة. وتم الاتفاق على محاور اللقاء الصحافي وعلى موعده بالضبط . وسارعت القناة إلى الدعاية والترويج لهذا اللقاء الصحافي، وظلت لمدة أسبوع تخبر جمهورها والرأي العام الفرنسي به .
الذي حدث أن الضيف ، الذي هو السيد فرحات مهني ، حضر قبل وقت وجيز من موعد اللقاء، كما جرت العادة بذلك للتحضير و الإعداد لبداية البث المباشر، محملا بأفكاره و بمواقفه. إلا أن الذي حدث لم يكن في الحسبان، وينذر وقوعه حتى في الدول المتخلفة ذات الأنظمة السياسية المغلقة ، حيث تفاجأ السيد فرحات مهني باستقباله عند مدخل القناة من طرف الصحافي الذي كان سيجري معه الحوار، وأخبره بأن اللقاء تم إلغاؤه، واعتذر له عن ذلك.
ولما سأل السيد فرحات مهني عن سبب الإلغاء أجابه الصحافي بأن الأسباب تتجاوزه وأكبر منه .ليغادر الضيف مقر القناة في حالة من الذهول و الاستغراب، لأنه لم يكن يصدق أن يحدث مثل هذا السلوك الأمني المتخلف في دولة تدعي تقديسها للاختلاف و التعدد والحرية .
جهات وثيقة الاطلاع كشفت أن القناة كانت مجبرة على إلغاء اللقاء الصحافي بعدما تلقت أوامر من جهة سياسية فرنسية رسمية، وقد تكون رئاسة الدولة أو وزارة الداخلية الفرنسية هي الجهة التي أملت على القناة هذا الإلغاء نتيجة لضغوط كبيرة قد تكون الحكومة الجزائرية مارستها.
وأن الحكومة الفرنسية خضعت لهذه الضغوط في إطار توجهها السياسي الرامي إلى تدشين مرحلة جديدة في العلاقات الفرنسية الجزائرية، ذلك أن وسائل الإعلام الفرنسية اعتادت استضافة فرحات مهني، ولم يحدث يوما أن جهة سياسية تدخلت و فرضت المنع.
العلم الإلكترونية