العلم الإلكترونية - الرباط
يحلّ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بالعاصمة الفرنسية باريس يومي 22 و23 أكتوبر الجاري، في زيارة عمل بالغة الأهمية، تُعيد الدفء إلى العلاقات المغربية-الفرنسية التي شهدت في السنوات الأخيرة فترات من الفتور والانتظار.
ووفق معطيات موثوقة حصلت عليها “الحدث24” من مصادر مسؤولة، فإن الزيارة، التي تأتي بعد تأجيلها أكثر من مرة، تحمل في جدول أعمالها ملفات استراتيجية تتصدرها قضية الصحراء المغربية، التي تمثل أولوية قصوى في الأجندة الدبلوماسية للمملكة.
ومن المنتظر أن يعقد بوريطة لقاءات مكثفة مع نظيره الفرنسي، وزير أوروبا والشؤون الخارجية، جان نُويل بارو، ومسؤولين كبار في الحكومة الفرنسية، لبحث سبل توطيد التعاون الثنائي ومناقشة الموقف الفرنسي من قضية الصحراء.
وتأتي هذه الزيارة في ظرفية إقليمية دقيقة، حيث تشهد المنطقة تحولات جيوسياسية متسارعة، تفرض على باريس والرباط إعادة تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعزز الاستقرار في فضائهما المتوسطي والإفريقي.
وبحسب المصادر ذاتها، فتشكل زيارة بوريطة إلى باريس منعطفاً جديداً في مسار العلاقات بين البلدين، خاصة بعد إعلان فرنسا لدعماً لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية منذ سنة 2007، والذي حظي بإشادة متزايدة من قِبل القوى الدولية الكبرى باعتباره الإطار الواقعي والجاد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء.
كما ستتيح المباحثات المرتقبة فرصة لإعادة إطلاق الحوار السياسي والاقتصادي بين البلدين، بعد أشهر من المساعي المتبادلة لتجاوز الخلافات التي أبطأت إيقاع التعاون الثنائي في عدد من المجالات الحيوية، خصوصاً الأمن، والاستثمار، والهجرة، والتعليم.
وتؤكد مصادر دبلوماسية أن الرباط تنظر إلى هذه الزيارة بوصفها خطوة نحو “تطبيع كامل” للعلاقات مع باريس، في أفق إعادة فرنسا إلى موقعها التقليدي كشريك استراتيجي موثوق للمغرب، قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المتوازنة.
ويواصل المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، نهجه الدبلوماسي القائم على الانفتاح والحزم، مستثمراً مكانته المتنامية في المحافل الدولية لإبراز عدالة قضيته الوطنية، وترسيخ شراكاته مع القوى العالمية على قاعدة الاحترام والوضوح.