2021 شتنبر 21 - تم تعديله في [التاريخ]

بوريطة‭ ‬يهاتف‭ ‬نظيره‭ ‬الموريتاني‭ ‬و‭ ‬الجزائر‭ ‬تنهج‭ ‬سياسة‭ ‬العصا‭ ‬و‭ ‬الجزرة‭

ممارسات جزائرية لإفشال‭ ‬مسارات‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬نواكشوط


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

أجرى‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الأحد،‭ ‬اتصالا‭ ‬هاتفيا‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬الموريتاني،‭ ‬إسماعيل‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭.‬

وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الموريتانية‭ ‬أوردت‭ ‬أن‭ ‬الاتصال‭ ‬الهاتفي‭ ‬جرى‭ ‬خلاله‭ ‬استعراض‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬الممتازة،‭ ‬حيث‭ ‬عبر‭ ‬الوزيران،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬عن‭ ‬ارتياحهما‭ ‬الكبير‭ ‬لمستوى‭ ‬علاقات‭ ‬الأخوة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬وعن‭ ‬عزمهما‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمشاورات‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬خدمة‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬للشعبين‭ ‬الشقيقين‭.‬
 
وكان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الموريتاني‭ ‬إسماعيل‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد،‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬ماي‭ ‬الماضي‭ ‬بزيارة‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬حاملا‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬محمد‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬الغزوانى‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭.‬
 
وأشاد‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬وبوريطة‭ ‬حينها‭ ‬خلال‭ ‬ندوة‭ ‬صحفية‭ ‬مشتركة‭ ‬توجت‭ ‬المشاورات‭ ‬الثنائية،‭ ‬بجودة‭ ‬ومتانة‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الموريتانية‭ ‬بفضل‭ ‬التواصل‭ ‬المستمر‭ ‬بين‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬وفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬ولد‭ ‬الغزواني،‭ ‬خاصة‭ ‬الاتصال‭ ‬الهاتفي‭ ‬الأخير‭ ‬بين‭ ‬جلالته‭ ‬وفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬نونبر‭ ‬2020،‭ ‬والذي‭ ‬خلف‭ ‬صدى‭ ‬كبيرا‭ ‬وقويا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وتباحث‭ ‬الوزيران‭ ‬حول‭ ‬المراحل‭ ‬المقبلة‭ ‬لترجمة‭ ‬طموح‭ ‬قيادة‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عقد‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة‭ ‬وكذا‭ ‬عقد‭ ‬لجنة‭ ‬المتابعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭.‬
 
وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬التقارب‭ ‬و‭ ‬تطابق‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬نواكشوط‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬والقضايا‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬كثفت‭ ‬الجزائر‭ ‬بدورها‭ ‬من‭ ‬تحركاتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬العاصمة‭ ‬الموريتانية،‭ ‬حيث‭ ‬استقبل‭ ‬قبل‭ ‬أسبوعين‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائري‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬الغزواني‭ ‬وسلمه‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬تتضمن‭ ‬دعوة‭ ‬لزيارة‭ ‬الجزائر‭ ‬والتئام‭ ‬قمة‭ ‬ثنائية‭ ‬لقائدي‭ ‬البلدين‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬الخريف‭ ‬تتوج‭ ‬بانعقاد‭ ‬اللجنة‭ ‬الثنائية‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬الجزائر‭ ‬عبرها‭ ‬إلى‭ ‬إغراء‭ ‬موريتانيا‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبرامج‭ ‬العسكرية‭ ‬ودفعها‭ ‬الى‭ ‬تفضيل‭ ‬مسار‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬جارتها‭ ‬الشرقية‭ ‬عوض‭ ‬الشمالية‭ .‬
 
الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬كثفت‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬السنة‭ ‬تحركاتها‭ ‬وتنسيقها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬وخاصة‭ ‬موريتانيا‭ ‬وليبا‭ ‬والنيجر‭ ‬ومالي‭ ‬وفق‭ ‬محاولة‭ ‬مكشوفة‭ ‬لطرح‭ ‬بديل‭ ‬جيوستراتيجي‭ ‬لاتحاد‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬يضم‭ ‬الأقطار‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر‭ ‬ويقطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬انفتاح‭ ‬الرباط‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬غرب‭ ‬افريقيا‭ ‬بعد‭ ‬تأمين‭ ‬المغرب‭ ‬لمعبر‭ ‬الكركرات‭ ‬وانتعاش‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬الممر‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الواعد‭ .‬
 
ولهذه‭ ‬الغاية‭ ‬تتعمد‭ ‬الجزائر‭ ‬استدراج‭ ‬موريتانيا‭ ‬الى‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬عسكري‭ ‬وتجاري‭ ‬متعددة‭ ‬تعبد‭ ‬الطريق‭ ‬لحلم‭ ‬الجزائر‭ ‬بإقامة‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬بشمال‭ ‬موريتانيا‭ ‬تقوض‭ ‬المكاسب‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬التي‭ ‬راكمها‭ ‬المغرب‭ ‬بعد‭ ‬تطهير‭ ‬منطقة‭ ‬الكركرات‭ ‬وتأمينها‭ ‬وتحويلها‭ ‬الى‭ ‬منصة‭ ‬إقليمية‭ ‬للمبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬وغرب‭ ‬افريقيا‭.‬
 
الجزائر‭ ‬بتشجيعها‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬منطقة‭ ‬تبادل‭ ‬و‭ ‬تعاون‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬الاتحاد‭ ‬المغاربي‭ ‬تسعى‭ ‬الى‭ ‬عزل‭ ‬الرباط‭ ‬وحصر‭ ‬مجال‭ ‬تفاعلها‭ ‬التجاري‭ ‬و‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬الاوربية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬تحفظها‭ ‬ورفضها‭ ‬لكل‭ ‬مبادرات‭ ‬المصالحة‭ ‬والوساطة‭ ‬الودية‭ ‬التي‭ ‬عرضتها‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬موريتانيا‭ ‬ومصر‭ ‬والسعودية‭ ‬والكويت‭.‬
 
موريتانيا‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬حرج‭ ‬لتدبير‭ ‬توازنات‭ ‬قضايا‭ ‬الجوار‭ ‬مع‭ ‬الرباط‭ ‬والجزائر‭ ‬تتعمد‭ ‬عدم‭ ‬الاندفاع‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬التعاون‭ ‬ومقترحات‭ ‬الشراكة‭ ‬المعروضة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬جارتها‭ ‬الشرقية‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬ادراكها‭ ‬لحجم‭ ‬التداعيات‭ ‬وحقيقة‭ ‬الأهداف‭ ‬الجيوستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬و‭ ‬حرص‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬على‭ ‬لجم‭ ‬موريتانيا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬توجه‭ ‬مستقبلي‭ ‬أو‭ ‬خطوة‭ ‬سياسية‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬الحياد‭ ‬التي‭ ‬تتبناه‭ ‬من‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬أو‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬اتفاقيات‭ ‬ابراهام‭ ‬الذي‭ ‬ترعاه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية‭ ‬و‭ ‬يشكل‭ ‬المسار‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬يقض‭ ‬مضجع‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬و‭ ‬يحرك‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬مناوراته‭ ‬و‭ ‬أجنداته‭ ‬بالمنطقة‭ .‬



في نفس الركن