2022 دجنبر 7 - تم تعديله في [التاريخ]

تأهل المنتخب المغربي يهيمن على أشغال منتدى دولي بمراكش

النعم ميارة: بناء السلم والأمن يطوقنا أخلاقيا والمدخل إرساء علاقات مبنية على الاحترام المتبادل، ومن الضروري بناء جيل جديد من الحقوق السياسية والاقتصادية واستثمار الفرص وفق شراكة رابح-رابح


العلم الإلكترونية - سمير زرادي

احتضنت مدينة مراكش صباح اليوم الأربعاء فعاليات الدورة التأسيسية للمنتدى البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورومتوسطية والخليج بتنسيق بين مجلس المستشارين وبرلمان البحر الأبيض المتوسط، والتي خيم على أجوائها توالي التهنئات للمنتخب الوطني المغربي من طرف مختلف المشاركين من الدول العربية والاوروبية والإفريقية.

وخلال كلمته الافتتاحية تقدم النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين بدوره بالتهاني لتأهل المغرب في مونديال قطر باعتباره جزءا من مسار وآثار التنمية الاقتصادية، معلنا بعد ذلك عن الرغبة في بناء جيل جديد من الجسور الحضارية والاقتصادية وتحرير الطاقات والاستفادة من مختلف الفرص، بما يحقق الأثر الإيجابي على الشعوب وفق منطق رابح رابح، خاصة في ظل ظرفية جيواستراتيجية تعيد رسم خريطة العالم أثرت بتداعياتها على سلسلة الإمدادات، مفيدا أن بناء السلم والأمن يطوقنا أخلاقيا، موازاة مع بناء جيل جديد من الحقوق السياسية والاقتصادية، وتأسيس علاقات دولية مبنية على الاحترام المتبادل.

وأشار إلى أن النمو الاقتصادي والتبادل التجاري في المنطقتين يظل دون الحجم المطلوب بحيث لا يتجاوز 150 مليار دولار، مما يتطلب إحداث منطقة حرة بين منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج، وإعادة النظر في أساليب العلاقات التجارية، والارتقاء بالربط اللوجستي بين الميناء المتوسطي وميناء جينوة وميناء جبل علي.

كما أبرز أهمية توطين التكنولوجيا والصناعات الفضائية وتصنيع الرقاقات الذكية وفتح آفاق تقنية جديدة، تماشيا مع ما يؤكده التاريخ عبر كل الفترات والأزمنة من نُشدان شعوب المنطقتين التقارب والتعاون، والارتقاء بالحوار العربي الأوروبي وفق الطموحات المشروعة لشعبها، حيث أن ما يجمعها أكثر مما يفرقها، وجعل الفضاء مركزا للتفكير المشترك.

وبنفس الروح تحدث رئيس مجلس الشورى القطري حسن عبد الله الغانم في كلمته التي القاها عنه بالنيابة رئيس شعبة دولة قطر ببرلمان البحر الأبيض المتوسط متقدما بأحر التهاني للفريق الوطني المغربي بمناسبة التحاقه بدور ربع النهائي كأول بلد عربي يصل الى هذا الدور، ليعكس مدى الفرح والاحتفالية التي ادخلها المغرب في قلوب الشعوب العربية والجماهير الموجودة في قطر، مما أضاف نكهة أخرى على التظاهرة الكروية العالمية الناجحة.      

ومن جهته أخرى ذكر مصطفى بايتاس وزير العلاقات مع البرلمان أن المنتدى فرصة لتدارس الوضع والظرفية التي يمر بها العالم، وحالة اللايقين وانعدام الاستقرار، مسجلا أن المغرب ما فتئ يؤكد أنه بلد يروم الإسهام في حل الإشكاليات العالمية واحتضان كل المنتديات الرامية إلى تخطي الأزمات التي تحد من تقدم العالم وفق حوار مفتوح وعميق، والتحرر من الخلفيات التي طبعت علاقات الشمال والجنوب وكرست سوء الفهم بينهما.

ولفت إلى أن الأزمات تفرض البحث عن سبل التقارب والتبادل، بعيدا عن الصراعات والتوترات التي تتساقط تباعا وتطال الأمن والاستقرار، الأمر الذي يقتضي التحرر من نزوعات الأنانية والانتصار للقيم الإنسانية النبيلة، وخلق شبكات أمان وبحث حلول وقائية للاقتصادات.

وتروم أشغال هذا المنتدى الذي يشارك فيه مسؤولون من أزيد من ثلاثين بلدا إرساء فضاء للنقاش الموسع السياسي والعلمي بهدف تقييم الوضع الاقتصادي في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجهها المنطقة، من الركود المالي الكبير، مرورا بجائحة كوفيد19، وانتهاء بالأزمة الروسية الأوكرانية التي كانت لها آثار عميقة على جميع القطاعات الإنتاجية وعلى المستهلكين على المستوى العالمي بما في ذلك المنطقة الأورومتوسطية والخليجية.

كما يستهدف معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية والمتعلقة بالمناخ، بغية ضمان تكامل اقتصادي أكثر فعالية، قادر على الصمود أمام العوامل الخارجية، وخلق شبكة تبادل تجاري جنوب -جنوب أكثر اتساعا وإنشاء منطقة متكاملة لإنتاج وتسويق الطاقة الخضراء، بشكل يؤمن لها الاكتفاء الذاتي.

وفي هذا السياق استحضرت الجلسات الست المدرجة ضمن هذه الأشغال أهمية التركيز على قضايا "الأمن الغذائي" و"الأمن الطاقي" و"تغير المناخ والقضايا البيئية" والثورة الصناعية الرابعة" و"التكامل المالي والتجاري و"التفاوتات الإقليمية" و"السياحة المستدامة" و"النقل البحري".



في نفس الركن