2022 يونيو/جوان 7 - تم تعديله في [التاريخ]

تحديد‭ ‬سعر القمح‭ ‬الطري‭ ‬في‭ ‬300‭ ‬درهم‭ ‬للقنطار‭

الحكومة‭ ‬مطالبة‭ ‬بالتدخل‭ ‬الحازم‭ ‬لمنع‭ ‬المضاربات‭ ‬و‭ ‬حماية‭ ‬الفلاح


العلم الإلكترونية - الرباط

أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬والتنمية‭ ‬القروية‭ ‬والمياه‭ ‬والغابات،‭ ‬عن‭ ‬التدابير‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتسويق‭ ‬محصول‭ ‬القمح‭ ‬الخاص‭ ‬بالموسم‭ ‬الحالي‭.‬
 
وحُدد‭ ‬السعر‭ ‬المرجعي‭ ‬المستهدف‭ ‬لشراء‭ ‬القمح‭ ‬الطري،‭ ‬في‭ ‬300‭ ‬درهم‭ ‬للقنطار‭ ‬الواحد،‭ ‬وهو‭ ‬سعر‭ ‬يدمج‭ ‬جميع‭ ‬التكاليف،‭ ‬والرسوم‭ ‬والهوامش‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالشراء‭ ‬من‭ ‬المنتجين‭ ‬والتسليم‭ ‬للمطاحن‭ ‬الصناعية،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬السعر‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬350‭ ‬و400‭ ‬درهم‭ ‬للقنطار،‭ ‬حسب‭ ‬الجودة‭.‬
 
ويشهد‭ ‬العالم‭ ‬أزمة‭ ‬خانقة‭ ‬في‭ ‬اقتناء‭ ‬الحبوب،‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬الدولتان‭ ‬اللتان‭ ‬تزودان‭ ‬العالم‭ ‬بقرابة‭ ‬30%‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬الحيوية‭.‬
 
وقد‭ ‬التجأت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭ ‬لإبرام‭ ‬عقود‭ ‬توريد‭ ‬الحبوب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الهند‭ ‬بدورها‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬توقف‭ ‬تصدير‭ ‬الحبوب‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أوردته‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬ويوجد‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لا‭ ‬يحسد‭ ‬عليه‭ ‬بسبب‭ ‬التحديات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬لتغطية‭ ‬حاجيات‭ ‬السوق‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الحبوب‭ ‬والقطاني‭ ‬اساس‭ ‬النظام‭ ‬الغذائي‭ ‬للاسر‭ ‬المغربية‭ .‬
 
وشهدت‭ ‬المملكة‭ ‬موسما‭ ‬فلاحيا‭ ‬جافا‭ ‬و‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مردودية‭ ‬نتيجة‭ ‬قلة‭ ‬التساقطات‭ ‬المطرية‭ ‬و‭ ‬توزيعها‭ ‬غير‭ ‬المتوازن‭ ‬على‭ ‬فترات‭ ‬الموسم‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬المردود‭ ‬الفلاحي‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭.‬
 
وكانت‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬والتنمية‭ ‬القروية‭ ‬والمياه‭ ‬والغابات‭ ‬المغربية،‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬موسم‭ ‬الحصاد‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬الإنتاج‭ ‬المتوقع‭ ‬للحبوب‭ ‬الرئيسية‭ ‬الثلاثة‭ (‬القمح‭ ‬اللين،‭ ‬القمح‭ ‬الصلب،‭ ‬الشعير‭) ‬برسم‭ ‬الموسم‭ ‬الفلاحي‭ ‬2021‭/‬2022‭ ‬يقدر‭ ‬ب‭ ‬32‭ ‬مليون‭ ‬قنطار،‭ ‬أي‭ ‬بانخفاض‭ ‬بنسبة‭ ‬69‭% ‬مقارنة‭ ‬بالموسم‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬سجل‭ ‬إنتاجا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الإنتاجات‭ ‬القياسية‭.‬
 
وأوضحت‭ ‬الوزارة،‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬لها،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإنتاج‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساحة‭ ‬مزروعة‭ ‬بلغت‭ ‬3‭,‬6‭ ‬مليون‭ ‬هكتار‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬الثلاث‭ ‬برسم‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭.‬
 
وأضاف‭ ‬المصدر‭ ‬ذاته،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬إنتاج‭ ‬الحبوب‭ ‬حسب‭ ‬الأصناف‭ ‬17‭,‬6‭ ‬مليون‭ ‬قنطار‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬اللين،‭ ‬7‭,‬5‭ ‬مليون‭ ‬قنطار‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬الصلب،‭ ‬6‭,‬9‭ ‬مليون‭ ‬قنطار‭ ‬من‭ ‬الشعير،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60٪‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬مواتية‭ ‬بجهتي‭ ‬فاس‭ - ‬مكناس‭ ‬والرباط‭ - ‬سلا‭ - ‬القنيطرة‭.‬
 
وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬الحبوب‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المسقية‭ ‬فقط‭ ‬بحوالي‭ ‬20‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنتاج،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬المساحة‭ ‬المسقية‭ ‬المحدودة‭ ‬للحبوب،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬إلى‭ ‬القيود‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬السقي‭ ‬في‭ ‬مدارات‭ ‬السقي‭ ‬الكبير‭...‬
 
ويفرض‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الاستثنائي‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬التدخل‭ ‬الصارم‭ ‬لمحاربة‭ ‬المضاربات‭ ‬الفاسدة،‭ ‬واستغلال‭ ‬حاجة‭ ‬الفلاحين‭ ‬للسيولة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الحصاد‭ ‬الحالي‭ ‬لشراء‭ ‬القمح‭ ‬اللين،‭ ‬و‭ ‬القمح‭ ‬الصلب،‭ ‬و‭ ‬الشعير،‭ ‬منهم‭ ‬بسعر‭ ‬منخفض‭ ‬وتخزينه،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬قياسية‭ ‬وإخراجه‭ ‬للسوق‭ ‬لبيعه‭ ‬بأسعار‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الثلث‭ ‬في‭ ‬الربح،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬خانة‭ ‬الغبن‭ ‬الفاحش،‭ ‬والذي‭ ‬يمنعه‭ ‬القانون‭.‬
 
من‭ ‬هنا‭ ‬يتجب‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬المختصة‭ ‬التدخل‭ ‬ومنع‭ ‬ترويج‭ ‬الحبوب‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وقصر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشركات‭ ‬و‭ ‬التعاونيات‭ ‬التابعة‭ ‬لها،‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬الحيوية،‭ ‬ومنع‭ ‬تعرض‭ ‬المواطنين‭ ‬لعمليات‭ ‬الاحتكار‭ ‬التي‭ ‬ينهجها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المضاربين‭ ‬الذين‭ ‬يستغلون‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬لجعل‭ ‬المستهلكين‭ ‬تحت‭ ‬رحمتهم،‭ ‬ويفرضون‭ ‬عليهم‭ ‬أسعارا‭ ‬لا‭ ‬قبل‭ ‬لهم‭ ‬بها،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الارتفاع‭ ‬المهول‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬والمواد‭ ‬الأساسية‭ ‬منها‭ ‬المحروقات. 



في نفس الركن