تدخلات فاعلة ومركزة جنبت وقوع الكارثة بحريق مارتيل

العلم الإلكترونية - خولاني عبد القادر

كان للحريق المهول الذي وقع بسوق القرب بحي الديزة يوم الأحد 3 شتنبر الجاري، عدد من التداعيات مخلفا بذلك ردود فعل متضاربة و تدخلات حاسمة لمختلف السلطات المعنية محليا و إقليميا ، ليس فقط لوقف الحريق الذي اشتعل في ظروف غامضة ولكن للبحث عن الأسباب الحقيقية لوقوعه و كذلك العمل بحسم و جدية على مساعدة المتضررين المباشرين من هذه الفاجعة التي انتقلت على إثرها عناصر الوقاية المدنية معززة بكل الوسائل الضرورية لذلك من أجل اخماد النيران الملتهبة ووقف زحفها على المنازل و المتاجر ومحاصرتها بمحيط السوق للحيلولة دون امتدادها .

الأمر الذي خلف حالة من القلق والخوف في صفوف التجار والساكنة الذين وقفوا مذهولين أمام هول الفاجعة التي تابعوها بنوع من الترقب والحذر والمصير المجهول لما سيؤول إليه الوضع ...

وبتعليمات من النيابة العامة المختصة، تم فتح تحقيق في النازلة لمعرفة حيثيات والظروف والملابسات المحيطة بهذا الحريق الذي ما زالت أسبابه مجهولة وغامضة...

 

علما أن هذا السوق ومحيطه كان يشهد فوضى عارمة ونشاط تجاري غير منظم وغير مهيكل، بالإضافة إلى أن السوق أصبح محطة للأزبال ومنبع للروائح الكريهة تقلق راحة الساكنة، ونقطة سوداء في محيط المدينة السياحية التي توافد عليها حوالي مليونين ونصف سائح خلال عطلة صيف 2023، فإدا كان هذا السوق يعتبر منبع رزق عدد كبير من المواطنين فإنه كان يشكل عرقلة واضحة لحركة السير والجولان، ومتاعب إضافية وشاقة لرجال الأمن في ضبط مختلف العمليات الأمنية وغيرها...

وقد تفاعلت ساكنة مرتيل بشكل ايجابي مع التدخلات السريعة والحاسمة التي قامت بها مختلف السلطات من أجل اخماد الحريق، إذ تمت معاينة الجهود المبذولة من أجل تطويق الحريق وإيقافه بالسرعة والفعالية اللازمة، حيث لم يخلف اي خسائر في الارواح تذكر، باستثناء بعض الخسائر المادية.

كما نوه عدد من التجار المتضررين، بالتدخل الفاعل والعاجل للسيطرة على الحريق مطالبين بضرورة اعادة تأهيل الاضرار التي لحقت بالسوق والعمل على تسوية وتنظيم المستفيدين بهذا المرفق العمومي الحيوي.

و في اطار تتبع المستجدات حول الواقعة، بلغ الى علم جريدتنا من مصادر مطلعة ان أصابع الاتهام تتجه نحو شخص يمتهن شراء المسروقات وإعادة بيعها قد افتعل الحريق عند علمه بقدوم لجنة قضائية، والتحقيق جاري للوصول إلى الحقيقة ...

 إن التدخلات السريعة وقرب السلطة المحلية في تدخلاتها من اجل السيطرة على الحريق وايضا من خلال وضعها للترتيبات الامنية اللازمة لتطويق مقر السوق وتمكين افرد الوقاية المدنية بأن يقومون بواجبهم في اخماد الحريق أحال دون وقوع اي فوضى قد تترتب عليها خسائر في الارواح ناتجة عن انتهاز بعض الاشخاص عديمي الضمير هذا الوضع من اجل السرقة وافتعال الشغب ...

 

كما توصلنا بأن خلية ازمة كلفت من طرف السيد عامل الاقليم على وضع ترتيبات ما وراء الحريق لإعادة بث روح التجديد والاصلاح فيه وطمأنة المستفيدين بالمحافظة على الاماكن التي استفادوا منها طبقا لمحاضر القرعة ومحاضر توزيع مربعات هذا السوق التي تمت المصادقة عليها من خلال هذا المشروع التنموي الاجتماعي طبقا لاتفاقية الشراكة بين عمالة المضيق الفنيدق القسم الاجتماعي وجماعة مرتيل كمستفيدة وكمفوتة لها سوق القرب الديزة مند انشائه سنة 2015 ، هذا وقد اكد نفس المصدر على ترأس السيد عامل عمالة الفنيدق اجتماعا عمليا مند الساعات الاولى لصبيحة اليوم الاثنين 04/09/2023 بحضور السيد الكاتب العام لعمالة المضيق الفنيدق و السيد باشا مدينة مرتيل بالنيابة ورئيس جماعة مرتيل وبرلماني المدينة ومدير مصالح جماعة مرتيل وقسم الممتلكات الجماعية ورئيس القسم الاجتماعي بعمالة المضيق الفنيدق ورئيس القسم الاقتصادي لتسريع اصلاحات السوق لإعادة تشغيله طبقا للنصوص القانونية الجاري بها العمل وخاصة المادة 83 من القانون التنظيمي 113.14 التي تعطي هذه الصلاحية لرئيس الجماعة مع وضع مقرر تنظيمي جديد من اجل التدبير الامثل لهذا المرفق العمومي كفضاء للقرب يليق بالتنمية المحلية ويرفع من درجات السلامة من وضع ادارة خاصة به وتجهيزات تمكن من التدبير الامثل ، هذا وقد شرعت السلطة المحلية في حينه بالتدخل لإزالة اثار الحريق بتعليمات من السيد العامل مستعملة جرافتين كبيرتين وثلاث شاحنات كبيرة تابعة لشركة النظافة ميكومار وأحد الخواص بالإضافة الي عمال الانعاش الوطني حيث استمر هذا التدخل الي ساعات متأخرة من ليلة الاحد 03/09/2023 ،واستأنفت في الساعات المبكرة ليوم الاثنين 04 /09/2023 كما قامت هذه السلطة ايضا بالتواصل مع المستفيدين من هذا السوق واعلامهم بالمستجدات التي لازالت ضبابية وتوضيح المعطيات حتى لا يكونوا ضحية لأي مغرض قد يستغل الواقعة لإثارة الفوضى او تحقيق هدف مادي او شخصي مستغلا فقر هذه الفئة ورغبتها في تحسين وضعها الاجتماعي من خلال ترويج شائعات لا اساس لها بالواقع من قبيل انه سيتم اخلاؤهم من عين المكان واشياء من هذا القبيل لا اساس لها من الصحة علما ان هذا المشروع قد جاء من اجل خلق فرص شغل وتنمية ساكنة الاحياء الفقيرة التابعة له من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث ان الارض المقام عليها المشروع تم الحسم قضائيا في تحديد ثمنها وهو مبلغ مهم والذي ستتكلف عمالة المضيق الفنيدق بأدائه لفائدة مالكيه والذي فوتته لجماعة مرتيل كمساهمة منها في تنمية حي الديزة وذلك في سبيل انجاح واخراج هذا المشروع لفائدة الفئات المستضعفة التي استفادت منه مما يبدد الشكوك حول ادعاء احد انه سيتم اخلاء المستفيدين من سوق القرب الجماعي للديزة.