Quantcast
2021 ديسمبر 26 - تم تعديله في [التاريخ]

تشريح لآفة العنف ضد النساء وتقديم حلول لتطويقها

رئيسة جمعية حماية الأسرة المغربية.. يجب علينا جميعا أن نكون رُسل تكوين وإنقاذ وتبليغ من أجل حماية المجتمع والمرأة باعتبارها أسَّ هذا المجتمع.


 العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي/ ت: حسني

نعيش في مجتمع ذكوري يكرس مجموعة من الصور النمطية حول المرأة، والعنف آفة بشرية لكنه مضاعف وموجه ضد النساء على مرّ التاريخ وفي كل المجتمعات، هذه خلاصة تقديم الباحثة خلود السباعي لكتابها "المرأة والعنف" يوم الخميس الماضي، وذلك في إطار الجلسة الرابعة لمدرسة المواطنة، التي تنظمها جمعية حماية الأسرة المغربية بالرباط.

وقالت لطيفة بناني سميرس، رئيسة الجمعية، يجب علينا جميعا أن نكون رُسل تكوين وإنقاذ وتبليغ من أجل حماية المجتمع والمرأة باعتبارها أسَّ هذا المجتمع، وأضافت في كلمتها بالمناسبة، أن تربية الناشئة على حب الوطن والأسرة والذات تجعل من الفرد صالحا لنفسه ولمجتمعه.

واعتبرت الأستاذة، أن موضوع الندوة دقيق وصعب، وهو محاربة العنف ضد النساء. وأعربت عن قناعتها بأن العنف يطال الجنسين معا الرجل والمرأة، فالرجل يصيبه العنف بضغط من الحالة النفسية جراء مواجهة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، لذلك يصرفه بشكل إرادي أو لا إرادي، على المرأة التي يراها أضعف منه في شكل عنف مادي أو نفسي.

ومسألة العنف الممارس ضد المرأة، في تقدير بناني سميرس، شائكة تتعلق بأبعاد أعمق من العنف المادي المستشري في المجتمع، فهناك العنف الرمزي بمختلف أنواعه. وأشارت إلى أن للمرأة نصيبا من هذا الوضع الذي يجعلها ضحية، داعية إياها إلى الاعتماد على نفسها والنهوض بمؤهلاتها العلمية والمهنية لمواجهة مختلف التحديات.

وأعطت المتحدثة، عدة نماذج بشأن الواقع المهول لبنات الليل، مستشهدة ببرنامج شاهدته يكشف كيف تواجه الشيخات مصائب الحياة. ودعت إلى حملة تنخرط فيها جمعية حماية الأسرة المغربية انطلاقا من وسطها ووصولا إلى جمعيات آباء عدد من المدارس في أفق وضع خطة عمل في هذا المجال.

وفي تقديمها، قالت صاحبة كتاب "المرأة والعنف" الصادر سنة 2016، الدكتورة خلود السباعي، إن العنف ظاهرة تخترق كل المجتمعات والطبقات في كل الأزمة وبدون حدود. وأكدت أن مجموعة من الصور النمطية اللصيقة بالمرأة جاءت من ممارسات مغلوطة تطبع المجتمع الذكوري، ومن التفسير والتأويل المغلوط للدين، والذي جاء من ديانات أخرى مثل اليهودية والمسيحية، والتي يحتمل أن تكون محرفة بدورها.

وأشارت إلى أن تقديم الكتاب يندرج في إطار إحياء موضوع محاربة العنف ضد المرأة، اعتبارا لكونه يتناول ظاهرة العنف التي صاحبت الإنسان منذ القديم، ولا يستهدف النساء فقط لكن نجده أكثر ومضاعف عندهن.

وأرجعت المتحدثة، الاهتمام بهذا الموضوع إلى سببين رئيسيين، أولهما يجد عضده في الدراسات التي قام بها المهتمون بالعنف ضد النساء، والتي تشير إلى أن هذه الظاهرة تخترق كل مجتمع و كل الشرائح المجتمعية، ولا تتأثر بالمتغيرات الثقافية أو السكانية أو الاقتصادية، ثانيها شيوع ظاهرة العنف أو زيادة انتشارها في المجتمع الحديث، وهو أمر مرفوض في ظل الديمقراطية والمساواة والتقدم الذي ترومه بلادنا.

ويأتي الاهتمام بهذا الموضوع كذلك حسب الباحثة، في إطار مناهضة العنف الممارس ضد المرأة، وتعريته وتعزيز حقوق المرأة وحقوق الإنسان عامة... واستشهدت بأننا نعيش في مجتمع حداثي وديموقراطي فيه الاختلاط والاحتكاك بين الجنسين، أي أنه لم تعد هناك مهن أو مجالات حكرا على الرجال، ما من شأنه دفع كل جنس لينفتح على الآخر ويتعرف عليه أكثر، وهذا يجعل العلاقات أكثر إيجابية.

وفسرت السباعي، العنف بكونه ناتجا في كثير من الأحيان، عن عدم المعرفة والإحساس بالاختلاف. وبالتالي، فارتفاع نسب العنف ضد المرأة غريب جدا وهذا ما تؤكده الكثير من الإحصائيات، مشددة على أن مسألة العنف ضد النساء تحتاج إلى دراسات أعمق بكثير.

وقالت إن الكتاب هو محاولة أولى لتسليط الضوء على هذا الموضوع من زوايا متعددة. وذلك من خلال مقدمة تتناول العنف وما بعد العنف وتحديد مفهومه. كما يطرح قضية التفريق بين العنف والعدوان حتى نفهم أكثر ونستطيع رسم طرق للتدخل من أجل التقليص من هذه الظاهرة. وهذا التفريق من الناحية السيكولوجية، هو أمر أساسي لأننا أمام مفهومين متعارضين .

وأوضحت أن العدوان هو خاصية يتميز بها الكائن الحي، أو يتقاسمها البشر مع الكائنات الحية، أي أن الإنسان يولد بهذه الخاصية السيكولوجية، التي تدفعه بالدرجة الأولى إلى الدفاع عن نفسه، وهي حالة لا تخرج إلا عند الإحساس بالخوف وتهديد الحياة. أما العنف، فهو سلوك مقصود، أي تحضر فيه نية وقصد القيام به في أشكال معينة: (جسدي أو معنوي...).

وهذا يظهر حسب المحللة، أن العنف سلوك متعلم وليس فطريا أبدا، ومن هنا إمكانية التركيب في تدبير ثقافة اللاعنف وثقافة التعايش.

وتطرقت إلى الحركات النسائية التي تتحدث كلها عن المجتمع الذكوري الذي يسمح ببعض السلوكات الميزية ضد المرأة، بل أحيانا نجده يشجع على هذه السلوكات ويربط الرجولة بالقوة، بينما الرجولة هي الكف عن هذه السلوكات. رغم أن مفهوم الرجولة، لازال راكدا وتطرح بشأنه مجموع من التساؤلات. فماهي الصفات الفطرية التي يحتويها هذا المفهوم، وهل هناك سيكولوجية الرجولة؟ كلها تساؤلات تحتاج إلى دراسة.
 

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار