رئيسية 
الرئيسية 
العلم الإلكترونية - الرباط
لم يتبق سوى أيام معدودة على انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا المغرب 2025، غير أن أجواء الحماس والترقب التي تسبق هذا الحدث القاري الكبير تشوبها حالة من الارتباك والاستياء في صفوف الصحافيين المعتمدين والمشجعين، بسبب أعطاب تقنية متواصلة في تطبيق “يالا”، الذي أطلقه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لتوحيد وتنظيم عملية الولوج إلى الملاعب وفضاءات المشجعين.
التطبيق، الذي كان من المفترض أن يشكل نقلة نوعية في تدبير الولوج الرقمي وتسهيل الإجراءات التنظيمية، انطلق متعثرا منذ أيامه الأولى، فإلى جانب الصعوبات التي يواجهها بعض المستخدمين في التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة، كشف التطبيق نفسه عن اختلالات تقنية عميقة، أبرزها اعتماده الإجباري على خاصية التعريف عبر تقنية NFC المرتبطة بالهوية البصرية.
هذه التقنية، التي لا تتوفر في عدد كبير من الهواتف الذكية، وحتى إن وجدت فإن تفعيلها لا يتم بسلاسة، أصبحت نقطة السواد والتعثر الرئيسية في مسار التسجيل، إذ يتوقف الإجراء عند مرحلة التحقق عبر NFC لساعات طويلة دون استكمال العملية، ما يجعل الراغبين في الحصول على تعريف المشجع أو الصحافي عالقين في حلقة مفرغة، دون أي إشعار واضح أو بديل تقني عملي، وقد حدث نفس الخطب مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في السابق، ثم تداركته بوسيلة بديلة.
ويزداد الإشكال تعقيدا بالنسبة للصحافيين، خصوصا أولئك الذين حصلوا فعليا على اعتماد “الكاف”، حيث باتت مشاركتهم في تغطية الحدث القاري رهينة بتجاوز أعطاب تقنية خارجة عن إرادتهم، فعدم استكمال التسجيل على تطبيق “يالا” يعني عمليا الحرمان من الولوج إلى الملاعب وفضاءات العمل الإعلامي، في تناقض صارخ مع مبدأ تسهيل مهام الصحافة المعتمدة.
ولم تقف المشاكل عند هذا الحد، إذ اشتكى عدد كبير من المستخدمين من أن التطبيق لا يتعرف على الهواتف الذكية الحديثة، خاصة تلك التي تم اقتناؤها بعد سنة 2024، وهذا الخلل غير المفهوم دفع بعض الصحافيين والمشجعين إلى تغيير هواتفهم واقتناء أجهزة أقدم، تعود في الغالب إلى سنة 2023 أو ما قبلها، فقط من أجل التوافق مع التطبيق، في مشهد يختزل حجم الارتباك وسوء التدبير التقني، قبل أن تتدارك المصلحة التقنية هذا الخلل أمس السبت، حيث باتت هذه الهواتف تتعرف على التطبيق في متاجرها.
وفي اتصال بمركز المساعدة الذي خصصه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم للصحافيين، أفاد عدد من المتضررين بأن الردود كانت في الغالب عامة ومحدودة، تقتصر على طلب “المحاولة لاحقاً” أو “انتظار التحديثات” أو أن الفريق التقني يعمل على حل الإشكال، دون تقديم حلول عملية أو آجال واضحة ومحددة لتجاوز هذه الأعطاب، مما زاد من منسوب القلق والاحتقان.
وأمام هذا الوضع، يتساءل العديد من المهتمين بمتابعة هذا الحدث حول مدى جاهزية البنية الرقمية المواكِبة لتنظيم كأس أمم إفريقيا بالمغرب، وحول مسؤولية “الكاف” في اختبار التطبيقات واعتمادها قبل فرضها كوسيلة وحيدة للولوج، مطالبين بتوفير بدائل مؤقتة، سواء عبر اعتماد حلول يدوية أو فتح قنوات تسجيل موازية، تفاديا لأي ارتباك تنظيمي قد يسيء لصورة البطولة القارية.
