العلم الإلكترونية - البيضاء
وجهت تنسيقية المسرحيين البيضاوبين، التي تتألف من نقابات مهنية وفرق مسرحية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، رسالة مفتوحة إلى محمد امهيدية والي جهة الدار البيضاء سطات سطات، تلتمس من خلالها عقد لقاء للتداول بشأن الرقي بالقطاع المسرحي بمدينة الدار البيضاء، لاسيما في ظل وجود المسرح الكبير للدار البيضاء.
وأوضحت التنسيقية المذكورة في رسالتها إلى الوالي، أنها تعلم جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتق والي الجهة المتمثلة أساسا في تتبع الأوراش الكبرى التي يشرف عليها طبقا للتوجيهات الملكية السامية، مشددة في الوقت ذاته على أنه لا يمكن لأي تنمية أن تكتمل إلا بازدهار الصناعة الثقافية، لأن المسرح ليس مجرد ترفيه، بل هو نبض المجتمع ومرآته وذاكرته الحية، وأن المسرحيين بالمدينة ليسوا رقما ضعيفا في المعادلة، بل قوة اقتراحية فاعلة تطمح إلى المساهمة في بناء مغرب الغد الذي يتطلع إليه جميع المغاربة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا وسياسيا.
وأضافت تنسيقية المسرحيين البيضاويين في بيان لها، أن صوتها بلغ من الخفوت إلى حد التجاهل من طرف مسؤولي المؤسسات المنتخبة التي تمت مراسلتها مرارا وتكرارا دون جدوى، رغم أن المطلب بسيط وواضح، يتعلق فقط بلقاء جاد ومسؤول للتداول في الأعطاب التي تنخر حياة المشهد المسرحي في المدينة الميتروبولية، معبرة في الوقت ذاتها عن أسفها الشديد لصمت المسؤولين بالهروب من سماع أنين ثقافتهم وفناني الدار البيضاء، ما يطرح أكثر من سؤال حول وزن وحجم الدار البيضاء التي توصف بأنها قاطرة اقتصادية عملاقة دون أن يبرز فيها المجال المسرحي والفني والثقافي، علما أن مدينة بحجم وتاريخ الدار البيضاء، التي تزخر بطاقات إبداعية هائلة في مجالات المسرح والفنون الحية، تستعد لاستضافة زوار كأس العالم 2030، وهو حدث كوني ضخم ستكون العاصمة الاقتصادية للمملكة، أبرز واجهاته الرئيسية، بينما يعاني مسرحيوها من التهميش والإقصاء، وهي صورة لا يمكن تقديمها لضيوف المونديال، وأنه لا يمكن أيضا الاهتمام فقط بالبنية التحتية والملاعب، وتجاهل الروح التي تنبض في شرايين المدينة، وهي ثقافتها وفنونها.
وشددت التنسيقية المذكورة في بيانها، أن المسرح ليس ترفا، بل هو جسر للتواصل الحضاري والثقافي، مشيرة إلى إلى أنه عندما يستقبل المغرب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، سيكون المسرح خير سفير لثقافة المملكة الغنية والمتنوعة، وسيعكس الوجه الحضاري المشرق للبلاد، وأ ن تجاهل المسؤولين للتفاعل مع مطلبها المشروع، هو بمثابة تفويت فرصة ذهبية لتعزيز مكانة الدار البيضاء كمركز ثقافي إقليمي وإفريقي ودولي، مؤكدة على أن دعوتها اليوم، هي نداء من أجل بلورة رؤية إستراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الدور الحيوي للثقافة والفنون، لأن الاستثمار في تغيير ملامح المشهد المسرحي بالمدينة هو استثمار يخدم صورة المغرب الحضارية والثقافية أمام العالم.
وختمت التنسيقية بيانها، بالتأكيد على أن الفرصة سانحة الآن للتحاور، وأنه لا مجال لترك قطار 2030 ينطلق وأفواج المسرحيين البيضاويين ما زالت تقف على الرصيف تلوح بأيديها دون أن يسمعها أو ينتبه إليها أحد، أو الاستماع إلى صوتها الذي اعتبرته خطوة حاسمة نحو جعل الدار البيضاء مدينة تحتفي بفنها وثقافتها كما تحتفي بإنجازاتها في مجالات أخرى.