2025 دجنبر 24 - تم تعديله في [التاريخ]

جلهم من الجزائر والسودان.. إحباط محاولة تسلل أزيد من 400 مهاجر إلى سبتة

خبير: الدور الاستباقي للسلطات الأمنية المغربية ينجح دائما في إجهاض محاولة الهجرة نحو الضفة الأخرى


العلم - عبد الإلاه شهبون

أحبطت السلطات المغربية، أخيرا محاولة اقتراب جماعي لأزيد من 400 مهاجر من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء بجماعة بليونش، من السياج الحدودي المحيط بمدينة سبتة المحتلة، عقب تدخل ميداني أسفر عن تفريقهم وإبعادهم عن محيط الحاجز، دون تسجيل أي إصابات في صفوفهم.

ووفق ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، فإن المشاركين في هذه المحاولة ينحدرون من السودان وعدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، إلى جانب عناصر من جنسية جزائرية، حيث سعى هؤلاء إلى استغلال الظروف الجوية الصعبة، التي تميزت بتساقطات مطرية كثيفة وانخفاض الرؤية، لتنفيذ عملية التسلل تحت جنح الظلام.

وأكدت المصادر ذاتها، أن التدابير الاستباقية التي جرى تفعيلها، مكنت من تحديد موقع المجموعة وتتبع تحركاتها في مراحلها الأولى، قبل التدخل بشكل منظم وحاسم، ما أسفر عن إحباط المحاولة دون تسجيل أي إصابات أو حوادث تذكر.

وقد مكنت العملية التي قامت بها السلطات الأمنية، من توقيف عدد من المشتبه في تورطهم في التحريض وتنظيم هذه المحاولة، إذ جرى إخضاعهم للإجراءات القانونية المعمول بها، وتقديمهم أمام النيابة العامة المختصة، في إطار مكافحة شبكات الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر.

وفي هذا الصدد قال صبري الحو، خبير في القانون الدولي وقضايا الهجرة ونزاع الصحراء، إن إحكام المراقبة والصرامة وحتى اعتماد أسلوب ومقاربة استباقية احترازية هو عمل دؤوب، ممنهج وبنيوي لدى السلطات الأمنية المغربية، مكن المغرب من أن يتبوأ مكانة الصدارة، بحيث إنه استصدر من دول عديدة ذات صيت كبير في استتباب الأمن والاستقرار شهادة اعتراف وإقرار بأن المغرب رائد وبلد يمتلك تجربة يمكن أن يساهم مع المجموعة الدولية في الاستفادة منها في إطار تبادل المعلومات سواء في إطار محاربة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود أو حتى في إطار الجريمة الخطيرة من قبيل الإرهاب.

وأضاف صبري الحو، في تصريح ل"العلم" أن موقع المغرب الجغرافي القريب من أوروبا جعله محط جذب لمغامرات الشباب سواء القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء أو من دول أخرى، مشيرا إلى أن هناك من اندمجوا داخل النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمملكة ودخلوا في عملية الإنتاج ولا يفكرون في الهجرة، لكن هناك جماعات تتحين الفرصة للعبور إلى الضفة الأخرى، مستفيدة من هامش حقوق الإنسان بالمغرب الذي لا يتدخل، احتراما لكفالة وصيانة هاته الحقوق طبقا للدستور المغربي وكذا للمعاهدات الاتفاقيات الدولية، بل يراقب ويترصد لكن يتدخل عند حدوث فعل مخالف للقانون وهو النهج القانوني الذي يعتمده المغرب.

وأوضح المتحدث، أن هذه الجماعات تتحين الظروف المناخية الصعبة التي يمر منها المغرب وكذا انشغال بلادنا بتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، للعبور إلى الضفة الأخرى، لكن يقظة وحدر وصرامة السلطات الأمنية المغربية تنجح في كل مرة في إجهاض هذه المحاولات.

وقال الخبير في القانون الدولي وقضايا الهجرة، إنه لن يكون مستغربا إذا لاحظ أنه في خضم هذا الانشغال قد تحدث حوادث معزولة مآل أغلبها هو الفشل وعدم تحقيق النتيجة، موضحا أن السلطات المغربية تنجح من جديد في إجهاض هذه المحاولة لأن أعينها على هذه المجموعات طبقا للسياسة الاستباقية التي يتحرك بموجبها المغرب بمجرد المحاولة أو فور الإقدام على هذه المحاولة. 

يذكر، أن محيط سياج مدينة سبتة المحتلة، يتعرض لمحاولات اقتحام جماعي متكررة، بعضها يجري الإعداد لها لأسابيع، ويتم التواصل مع المرشحين عبر منصات التواصل الفوري، وسبق أن شنت السلطات المغربية حملة اعتقالات واسعة تستهدف المحرضين عليها.



في نفس الركن