
*العلم الإلكترونية: مكتب وجدة*
في خطوة فنية غير مسبوقة تؤكد الجاذبية الثقافية والفنية الدولية لجهة الداخلة وتؤشر على دفعة قوية للزخم الدولي المتنامي دعما لمغربية الصحراء وتتويجا للمسار التنموي الحثيث للأقاليم الجنوبية للمملكة, اختار المخرج الأمريكي الشهير كريستوفر نولان مدينة الداخلة وخليجها الذهبي موقعًا لتصوير مشاهد رئيسية من فيلمه الجديد المستوحى من ملحمة “الأوديسا” الإغريقية، من خلال مشروع فني ضخم خُصصت له ميزانية قدرها 250 مليون دولار للفيلم الذي يؤثث مشاهده نخبة من كبار نجوم الشاشة العريضة منهم مات ديمون، وزيندايا، وروبرت باتينسون، وآن هاثاواي، وتشارليز ثيرون وآخرون, يينما تشارك إنتاجه شركة «يونيفرسال بيكتشرز» العملاقة، ويُرتقب أن يُعرض قريبا في الصالات العالمية باستخدام تقنيات IMAX الحديثة.
مدينة الداخلة شهدت خلال الأسابيع الأخيرة توافدا مسترسلا لنجوم الفن السابع من أبطال وممثلي الملحمة السينمائية التي تعزز ريبرتوار المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الإنجليزي الأمريكي المرموق كريستوفر نولان صاحب رائعة أوبنهايمر (Oppenheimer و المتوج بعدد من جوائز الأوسكار.

شركة "Universal Pictures" كانت قد أعلنت في وقت سابق عن انطلاق تصوير فيلم "الأوديسة"، واختيار المخرج كريستوفر نولان لمدينة الداخلة جوهرة الصحراء المغربية لتصوير أجزاء من الفيلم في هذه المنطقة بمشاركة نجوم عالميين يتقدمهم الممثل الأمريكي الشهير مات ديمون.
المثير أن تذاكر الفيلم التي عرضت عبر قنوات "آيماكس" (IMAX, نفدت في فترة وجيزة، حتى قبل الانتهاء من مرحلة الإنتاج, سواء عبر القنوات الرسمية أو السوق السوداء، في سابقة -على الأرجح- لم يختبرها تاريخ الفن السابع من قبل، وتحيل على طقس احتفالي أكثر من كونه عرضا سينمائيا، يحركه جمهور لم يكن دافعه مجرد الرغبة في مشاهدة فيلم، بل اندفع كمن يحجز لنفسه موضعا في لحظة تاريخية أو حدث زمني، يشغل العالم منذ الآن ويرتبط بحبكة سينمائية متقنة وأيضا بمشاهد تحبس الأنفاس من مواقع التصوير التي تعكس جمال الطبيعة في الجنوب المغربي وتقدم الداخلة كوجهة سياحية وسينمائية آمنة ومزدهرة.

العمل السينمائي الذي لاقى اعتراضا وعويلا من طرف جماعة انفصاليي الرابوني بتندوف يمثل أيضا تتويجًا لمسار تصاعدي في الحضور الثقافي والاستثماري الأمريكي بالأقاليم الجنوبية.
الفيلم سيسهم أيضا في التعريف بجمالية الجنوب المغربي أمام جمهور عالمي واسع، ويكرّس الداخلة كوجهة سينمائية واعدة تعزز حضور المغرب على خريطة الإنتاجات الكبرى في عالم الفن السابع وتعكس صورا حية من جهة تعيش على إيقاع التنمية والازدهار والاستقرار في كنف السيادة المغربية بعيدا عن بلاغات الحرب الوهمية والمضللة التي تتداولها يوميا أبواق الدعاية الانفصالية بالاعلام الجزائري الرسمي.