2023 أبريل 28 - تم تعديله في [التاريخ]

حرب تواصلية قذرة لم نطلق شرارتها الأولى...


العلم الإلكترونية - بقلم يونس التايب

لاحظت مؤخرا، سعي أجهزة البؤس التواصلي التابعة للنظام الحاكم في الجوار الشرقي، إلى الترويج بأن المغاربة يشنون حملة إساءة و تهجمات "لاأخلاقية" على الجزائر، في إطار حرب تجري على شبكات التواصل الاجتماعي و المواقع الإلكترونية عموما. والغرض من ذلك هو إظهار المغاربة بأنهم يقودون "هجوما منظما" على تاريخ و هوية الجزائر.
 
الحقيقة هي أن المغاربة في وضعية الدفاع عن النفس منذ 47 سنة،لأنهم ضحايا حرب تشن ضد وحدتهم الترابية، و لأنهم يتحملون حملات الأذى اللفظي والتهجمات على بلادهم و على مؤسسات وطنهم، بشكل مستمر منذ ثلاث سنوات. و لاشك أن أبواق جبهة العداء للمغرب على وعي بذلك، و ما يقومون به هو محاولة خلط الأوراق عبر ترويج الكذب، ربما، من أجل المرور في الأيام القادمة إلى مستويات جديدة في حربهم اللاأخلاقية ضد المغرب و رموزه و مؤسساته. 
 
في هذا الإطار، تكفي العودة إلى مرحلة ما قبل تاريخ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، لنجد أن التواصل بين المغاربة و الجزائريين كان هادئا، و بالدارجة المغربية : "كلها مقابل شغلو : الجزائريين في بلادهم و حنا في بلادنا، و الأمور شبه طبيعية!". و أتحدى أيا كان أن يجد تدوينة مغربية تسب الجزائر و الجزائريين قبل تلك الفترة، أو دليلا على أننا كتبنا في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يهين الشعب الجزائري الشقيق أو يسيء إلى الدولة الجزائرية. 
 
على العكس، يشهد التاريخ أن هيستيريا السب والشتم قد انطلقت من الجزائر، على إثر الصدمة التي خلفها  قرار الرئيس دونالد ترامب. و من المهم جدا استحضار تلك الحقيقة، لأن القوم أصابهم ما أصابهم منذ اليوم الذي اعترفت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة الدولة المغربية على صحراء المغرب، و ليس بسبب موضوع إحياء العلاقات الديبلوماسية المغرب و إسرائيل كما يروجون.  و يكفي أن علاقات الجزائر جيدة مع تركيا و مع قطر و الإمارات و الأردن و السودان و مصر، رغم أنها دول "طبعت" علاقاتها مع إسرائيل. فهل التطبيع حلال على تلك الدول الإسلامية والعربية، و حرام فقط على المغرب إذا قرره بناء على تقديره السيادي لما يخدم مصالحه و أمنه القومي الاستراتيجي؟؟؟
 
الحقيقة الثابتة هي أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، تبعته "الجذبة" بالجزائر، و انطلق نشر المقالات و الرسومات التي تسب المغرب و تنتهك حرمة رموزه و تسيء لمؤسساته، كما انطلقت الممارسات التي تورط النظام الحاكم في الجزائر، و مرتزقة الرأي الذين يشتغلون لديه، في ما هو قائم من فتنة. و يكفي، هنا، البحث عن أجوبة عن الأسئلة التالية :
 
- أليست الجزائر هي من بعثت مذكرة من وزارة الأوقاف إلى خطباء المساجد تأمرهم بتخصيص خطبة الجمعة للحديث عن "القضية الفلسطينية و القضية الصحراوية" مع ما في ذلك من ربط و تشبيه مغرض، فانطلق الدعاء علينا في المساجد ؟؟ 
 
- أليست وزارة التعليم العالي الجزائرية هي من أصدرت مذكرة تمنع الأساتذة الجامعيين من المشاركة في ندوات أكاديمية أو فكرية في المغرب و الامتناع عن نشر مقالات في مجلات علمية مغربية ؟؟؟
 
- أليست الجزائر هي من اتخذت قرار وقف تصدير الغاز لأوروبا و المغرب عبر أنبوب الغاز المغاربي للتضييق على الاقتصاد الوطني في مرحلة ظهور مشاكل الطاقة و المحروقات ؟؟؟
 
- أليست الجزائر هي من سحبت سفيرها و قطعت العلاقات الديبلوماسية بشكل أحادي، و قررت إغلاق المجال الجوي الجزائري في وجه الطيران المدني المغربي، ظنا بأن ذلك سيجعل بلادنا محاصرة ؟؟؟؟
 
- أليست أجهزة الاستخبارات الجزائرية هي من أطلقت العنان لضباع اليوتوب ليسبوا "المروك" كما يشاؤون دون حرج، من خلال لائحة من العبارات المشينة في حق المغاربة و المغربيات؟؟؟ 
 
- من أول من اتهم الآخر بأن اقتصاده قائم على "السياحة الجنسية"؟؟؟ و من كفر الآخر و اتهم الناس بالركوع لغير الله ؟؟؟ و من أول من استعمل عبارة "بلاد بوسبير" و "تجار مخدرات" ضد الآخر؟؟؟ و من اتهم الآخرين بأنهم "صهاينة و أعداء الله"...؟؟؟ 
 
- من نظم حفل سب جماعي في افتتاح "الشان" بعبارات "اعطوا لو البنان، مروكي حيوان!!!!"، إلى غير ذلك من السلوكات الخبيثة الموثقة لدينا بالصوت و الصورة ؟؟؟ 
 
- من ألقى خطابا في إحدى الثكنات العسكرية، قال فيه بضرورة الاستعداد  لمواجهة "العدو الكلاسيكي" المغرب بكل الوسائل ...؟؟؟؟ و من رصد إمكانيات مالية ضخمة لتجهيز وحدات عسكرية متخصصة في الحرب الإلكترونية، و شكل مجموعات تضم أكثر من 3000 عسكري لإدارة حسابات وهمية على كل منصات التواصل الاجتماعي، مهمتها رصد الصفحات المغربية و نشر السب و الشتم على نطاق واسع؟؟؟ 
 
- من يجند حاليا بعض "الصحافيين" المرتزقة، من جنسيات غير جزائرية، لكتابة مقالات ضد المغرب و رموزه ؟؟؟ و من يؤطر ديبلوماسيوه حملات التحريض ضد الآخر في البرلمان الأوروبي و مجلس أوروبا، و في أوساط حزبية من فلول يسار متطرف في إسبانيا و في بعض دول أمريكا اللاتينية و إفريقيا؟؟؟ 
 
من ... و من ... و من ... 

من أطلق، إذن، هذه الحرب القذرة على المواقع التواصلية ...؟؟؟


ومن بدأ العدوان الفاحش الذي يشتكي منه، هذه الأيام، مرتزقة الرأي و ضباع اليوتوب الجزائري الذين يسيؤون للشعب الجزائري أول، قبل الإساءة للمغرب ؟؟؟ 
 
وحدها الإجابة عن هذه التساؤلات تبين تسلسل الأحداث في الزمن، و تظهر حقيقة ما جرى من جولات في هذه الحرب التواصلية القذرة التي سبق أن حذرنا من خطورتها، على اعتبار ما تخلفه من أضرار نفسية صعبة العلاج. لكن، للأسف أصر دعاة الفتنة في الطرف الآخر على أن لا يتوقفوا حين كان ممكنا التوقف عن العبث. و ها نحن، اليوم، جميعا في قلب مستنقع لاأخلاقي لا يليق بأي كان. وعلينا أن نسارع جميعا لمحاولة الخروج منه، بإرادة حكماء السياسة، و همة المثقفين و العلماء من الطرفين، لكي نحافظ للشعبين الشقيقين المغربي و الجزائري على حظوظ بناء مستقبل، لازال ممكنا رغم ما تراكم من أحقاد نمت خلال 47 سنة من التحريض والبروباجندا ضد المغرب، و صارت الآن في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، قنابل موقوتة قد تنفجر في أي وقت في وجه الجميع.
 
#المغرب_كبير_على_العابثين 
#سالات_الهضرة



في نفس الركن