Quantcast
2022 أكتوبر 7 - تم تعديله في [التاريخ]

حرية الروح و العقل و الخيال


العلم الإلكترونية - بقلم هناء الديوري

قد يتمكنون من سجننا أو قمعنا جسديا في الظاهر و هذا كل ما يستطيعون الوصول إليه ؛ وسيعتقدون أنهم ألغونا من الوجود؛ وهذا يبقى إعتقادهم؛ لكن هناك الحقيقة التي لن يتوصلوا إليها في الواقع؛ أنهم لن يتمكنوا أبدا لا أن يقمعوا أو يسجنوا عقولنا ولا أرواحنا ولا مخيلاتنا، لأنها خلقت حرة من الأساس، و لن يستطيع أحد كبح أجنحتها مهما فعل، ورغم أنف الظروف...

وكما قال "ابن رشد" يوم قاموا بإحراق كتبه، "الأفكار حرة لها أجنحة تسافر بها عبر العالم" ؛ وقد سافرت أفكاره عبر الزمن إلى العصر الذي نعيش فيه، ويمكن لأي واحد أن يلامسها من خلال قراءته للكتب. وكم من عمل إبداعي سافر عبر الزمن، وفي أحيان كثيرة دون معرفة صاحب هذا الإبداع؛ وإليكم قصص "ألف ليلة و ليلة" على سبيل المثال؛ فكاتبها غير معروف رغم انتشاره الواسع، وترجمته لعشرات اللغات، و مثلها كثير؛ و لو حاولنا إحصاء الأعمال الإبداعية التي لا نعلم مبدعها سنجد الكثير، وهناك لوحات فنية عالمية ليس معروف من رسمها؛ لأن الفنان أو المبدع الحقيقي لا يهمه المجد أو الشهرة بقدر ما يهمه أن يلقى عمله الإنتشار ؛ وهناك فنانون و مبدعون اشتغلوا على أعمالهم في ظروف قاهرة و لم تلقى أعمالهم الصدى و الإنتشار إلا بعد موتهم وهم كثر أمثال...الرسامة فريدا ؛ الكاتب فرناندو بيسوا؛ الشاعرة إميلي ديكنسون...

وهناك مبدعون نالت أعمالهم الراقية الإنتشار، لكن لم يصحب ذلك الإنتشار المجد للمبدع؛ و من بينهم الأديب العربي نجيب محفوظ فرغم كونه أديب عربي و عالمي وحاصل على جائزة نوبل لم يلقى المجد المادي...لأنه وفي حالات كثيرة يضطر الفنان إلى الإبداع في ظروف قاسية بسبب المحيط الذي يعيش فيه ؛ و في هذه الحالة يكون همه الوحيد أن يصل عمله إلى الناس ولا يأبه للمجد الذي يصاحب ذلك و لا يهتم إن إنتشار فنه بعد موته فهاجسه أن ينجز إبداعه متحديا الظروف فقط...

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار