2021 أبريل 28 - تم تعديله في [التاريخ]

حمضي: على المغاربة الالتزام بالإجراءات الاحترازية تجنباً لتدهورٍ وبائي محتمل

بعد أسابيع من الارتفاع المستمر لحالات الإصابة.. تحسن طفيف للوضع الوبائي بالمغرب ودعوات لالتزام المواطنين تحسبا لأي تدهور محتمل


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي 

بعد ارتفاع استمر سبعة أسابيع متوالية، سجل منحى حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد خلال الأسبوعين الأخيرين تراجعاً طفيفاً بناقص 4.2 في المائة، وهو ما تعزوه وزارة الصحة للإجراءات الاحترازية. وربط عبد الكريم مزيان بلفقيه، رئيس قسم الأمراض السارية في الوزارة، بين هذا المستجد والإجراءات التي اتخذتها الحكومة والتزام المواطنين بها.
 
 وأكد بلفقيه الثلاثاء الأخير، خلال التصريح النصف الشهري، على أن هذا الانخفاض في الحالات الايجابية همّ ثمان جهات، هي فاس-مكناس وكلميم واد نون ثم بني ملال-خنيفرة وطنجة-تطوان-الحسيمة، إضافة إلى جهة مراكش - آسفي وسوس - ماسة ثم الرباط - سلا-القنيطرة والدار البيضاء- سطات.
 
وفي المقابل، رصدت وزارة الصحة ارتفاع الحالات النشطة خلال الأسبوعين الماضيين، لتبلغ 4936 حالات نشطة إلى غاية الثلاثاء المنصرم، بارتفاع ناهز نسبة 8 في المائة، مع انخفاض في الحالات الحرجة بأقسام العناية المركزة.
 
كما واصل مؤشر الانتشار والتكاثر على الصعيد الوطني ارتفاعه، مسجلا مستوى أقل من واحد في المائة نهاية الأسبوع الماضي، وهو الارتفاع الذي عرفه منحى الوفيات الأسبوعي خلال نفس الفترة.
 

وفي تعليقه على هذه المعطيات، أشار الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن عدد تحاليل الكشف عن الإصابة بكوفيد-19 التي تجرى في بلادنا قليل نسبيا، بمعنى أنه لا يسعف على تتبع الحالات الجديدة، ويجعل المنظومة الصحية تراقب الوضع الوبائي عبر الحالات في الإنعاش والوفيات. وخلص في تصريح لـ"العلم"، إلى أن هذا الوضع متحكم فيه عموما بناء على الأرقام المسجلة.
 
ونبه رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالقطاع الخاص بالمغرب، إلى عامل مهم هو غياب المعطيات حول السلالات المتحورة في المملكة، من قبيل عدد حالات الإصابة بالمتحور البريطاني، ونسبة الإيجابية منها، ومعدل تقدم هذا المتحور أو تراجعه عن نسبة 15 في المائة المعلنة من قبل، وهل هذه النسبة صحيحة أم لا ؟
 
وشدد الطبيب ذاته، على أن معطى وجود السلالة البريطانية في المغرب وسلالات أخرى تتربص به، رغم كون الوضعية متحكما فيها، يجعل الوضع الوبائي لبلادنا هشا وقابلا للتدهور في أي لحظة، مستدلا بما حدث في الهند التي كانت على مشارف الخروج من الجائحة قبل أن تنقلب الأمور بدينامية خطيرة.
 
وبالنسبة لشحنات اللقاح التي وصلت والمرتقب وصولها إلى المغرب، ذكّر حمضي، بأهداف الحملة الوطنية للتلقيح؛ وهي أولاً تقليص عدد الوفيات والحالات الخطيرة، وهي مرحلة لم تُستكمل بعد ما لم يتم تلقيح الأشخاص من خمسين سنة فما فوق، ثانياً التحكم في الوباء وتخفيف الإجراءات وتلقيح أكبر عدد من المواطنين، ثالثاً الوصول إلى مرحلة المناعة الجماعية ضد الفيروس التاجي.
 
واستدرك المتحدث، أن تباطؤ اللقاحات عالمياً، يدفع المنظومة إلى الاعتماد في حماية المواطنين على الإجراءات الاحترازية الشخصية إضافة إلى ما تقوم به الدولة، محذرا من الفهم الخاطئ لعدد من المواطنين الذين يظنون أن حظر التجول الليلي كافٍ للحد من انتشار الفيروس التاجي، بينما تتزايد التجمعات نهارا دون حماية وهذا أمر خطر، حسب الدكتور.
 
ودعا الطيب حمضي المواطنين، إلى الالتزام بالإجراءات التي تتخذها الدولة، لأنّ تراخيهم في ذلك يفرض اتخاذَ إجراءات أكثر صرامة، مثل الإغلاق التام، وهو ما لا نريد الوصول إليه. وهذه الإجراءات بحسب الباحث، كفيلة بالحد من خطورة السلالات المتحورة. وفسر الكارثة الوبائية التي شهدتها الهند أخيرا، ليس بالمتحور الهندي وحده، وإنما بعوامل أخرى منها مناسبات انتخابية ودينية شهدت تجمعات كبيرة لمواطنين ظنوا أنهم تغلبوا على الوباء.
 
وفي مقارنة بين المتحورين الهندي والبريطاني، قال الطبيب ذاته، إن سرعة انتشار السلالة الهندية أبطأ من البريطانية، (25 في المائة و70 على التوالي)، مشددا على أن دخول أي سلالة متحورة إلى بلادنا وارد جدا، لكن الحل في التصدي لها هو خلق بيئة معاكسة للفيروس وليس موفرة لفرصة انتشاره.
 



في نفس الركن