2025 أغسطس/أوت 12 - تم تعديله في [التاريخ]

حملة تشويه تستهدف الخطاط ينجا..

تساؤلات حول التوقيت والدوافع من حماية الثروة البحرية إلى ساحة الصراع السياسي والاقتصادي..



*العلم الإلكترونية: الداخلة - محمد الحبيب هويدي*

بعد سنوات من العمل الميداني في دعم مشاريع التنمية المحلية، وتمويل المبادرات الاجتماعية، ودعم المجالين الصحي والتعليمي بجهة الداخلة وادي الذهب، يجد الخطاط ينجا، رئيس المجلس الجهوي، نفسه في قلب حملة إعلامية منظمة، تقودها – بحسب المتتبعين – أطراف مجهولة عبر عدد من المواقع الإلكترونية وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي.

الاتهامات الأخيرة التي وُجهت إليه تجاوزت الطابع السياسي المعتاد، لتصل إلى اتهامه بـ"تدمير الثروة البحرية"، وهي تهمة يصفها مقربون منه بالباطلة، خصوصًا أن الرجل كان من أوائل المسؤولين الذين تبنوا خيار استعمال الشباك الدائرية في الصيد، وهي تقنية لا تستهدف إلا الأسماك السطحية، ما يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي والموارد البحرية، بل واعتُبرت حينها خطوة سبّاقة في الاستجابة لتوجيهات وطنية ودولية بخصوص الصيد المستدام.

الخلفية التاريخية للثروة البحرية بالجهة

تُعد الداخلة وادي الذهب واحدة من أغنى السواحل المغربية بالثروة السمكية، حيث تمتد شواطئها على مئات الكيلومترات وتزخر بأنواع متعددة من الأسماك عالية الجودة، ما جعلها مركزًا رئيسيًا للصيد البحري والتصدير. هذا الغنى الطبيعي جعل القطاع محط أطماع شركات كبرى ولوبيات اقتصادية، وفي الوقت نفسه وضع المسؤولين أمام تحديات كبرى للحفاظ على هذه الثروة من الاستنزاف.

أهمية الشباك الدائرية

الشباك الدائرية، التي تبناها الخطاط ينجا، صُممت خصيصًا لتقليل الصيد العرضي (Bycatch) الذي يضر بالأنواع غير المستهدفة مثل الأسماك القاعية وصغار الأسماك. هذه التقنية تُمثل تحولًا نحو صيد انتقائي يحافظ على المخزون السمكي، ويحد من التأثيرات السلبية على النظام البيئي البحري. تبني هذه السياسة أثار حينها تحفظ بعض الأطراف التي كانت تستفيد من الصيد الجارف، ما خلق احتكاكات ومواجهات خفية.

تساؤلات حول التوقيت والدوافع

الهجوم المكثف على الخطاط ينجا يطرح أسئلة مشروعة:

لماذا يتم فتح هذا الملف الآن بالذات؟

هل للأمر علاقة بصراعات انتخابية أو اقتصادية بدأت بوادرها تظهر في الأفق؟

أم أن مصالح بعض اللوبيات المتضررة من سياسات حماية الثروة السمكية تحركت لاستعادة مكاسبها السابقة؟

قراءة في المشهد العام

يرى المراقبون أن ما يجري لا يمكن فصله عن السياق العام الذي تعيشه الجهة، حيث تتقاطع رهانات التنمية الاقتصادية، والاستثمارات البحرية، والسباق نحو كسب ثقة الساكنة. كما أن شخصية الخطاط ينجا، التي ارتبط اسمها بعدة مشاريع بنية تحتية ومبادرات اجتماعية، جعلته في موقع متقدم على المستوى السياسي، وهو ما قد يفسر استهدافه بشكل مباشر.

ويشير بعض المتتبعين إلى أن الحملات المماثلة كثيرًا ما تُستعمل كأداة ضغط أو كجزء من إستراتيجية إضعاف الخصوم، خاصة إذا كان المعني بالأمر قد نجح في كسب رصيد شعبي. وفي ظل غياب معطيات موثوقة تؤكد الاتهامات، تبقى القضية محل تجاذب بين أطراف مختلفة، بينما يظل الرأي العام المحلي في انتظار تحقيقات جادة وشفافة لكشف الحقائق ووضع حد للجدل القائم.



في نفس الركن