
العلم الالكترونية
يختزل خطاب العرش هذه السنة، في جملة مكثفة جامعة مانعة ، تصاغ في الدعوة الملكية السامية إلى إحداث نقلة نوعية بسرعة واحدة لتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية، تضاف إليها عبارة (وفق وتيرة متصاعدة ). وقد حدد الخطاب السامي الهدف الاستراتيجي من هذه النقلة النوعية، في الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية ، إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة، أي متعددة الأبعاد، وليست ذات بعد واحد .
يختزل خطاب العرش هذه السنة، في جملة مكثفة جامعة مانعة ، تصاغ في الدعوة الملكية السامية إلى إحداث نقلة نوعية بسرعة واحدة لتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية، تضاف إليها عبارة (وفق وتيرة متصاعدة ). وقد حدد الخطاب السامي الهدف الاستراتيجي من هذه النقلة النوعية، في الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية ، إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة، أي متعددة الأبعاد، وليست ذات بعد واحد .
هذه الفقرة القوية واللافتة للانتباه في خطاب العرش، جاءت بعد فقرتين لهما الوزن الثقيل، أولاهما عن التراجع الكبير في مستوى الفقر متعدد الأبعاد على الصعيد الوطني من 11.9 في المائة سنة 2014، إلى6.8 سنة 2024 . وثانيتهما تجاوز المغرب هذه السنة عتبة مؤشر التنمية البشرية الذي يضعه في فئة الدول ذات التنمية البشرية العالية.
وانطلاقاً من الإحساس العميق بثقل الأمانة العظمى والمسؤولية الكبرى، خاطب جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله ونصره ، شعبه الوفي، فقال في عبارات عميقة الدلالة (تعرف جيداً أنني لن أكون راضياً ، مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، إذا لم تساهم بشكل ملموس، في تحسين ظروف عيش المواطنين ، من كل الفئات الاجتماعية وفي جميع المناطق والجهات .(
لقد كشف الخطاب الملكي السامي، أن هناك بعض المناطق، لاسيما في العالم القروي، لا تزال تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة ، بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسِ. وهو الأمر الذي لا يتماشى مع تصور جلالة العاهل الكريم، نصره الله، لمغرب اليوم، ولا مع جهود جلالته، رعاه الحق سبحانه، في سبيل تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية، إذ لا مجال اليوم ولا غداً، يؤكد خطاب العرش، لمغرب يسير بسرعتين . وهو معنى استراتيجي، إن صح التعبير، وعاه الشعب وعياً تلقائياَ ، وفهمه حق الفهم، وتجاوب معه.
إن المغرب الذي يواصل جلالة الملك، أعز الله أمره، العمل على بنائه، منذ اعتلائه العرش، هو مغرب متقدم، وموحد، ومتضامن، من خلال النهوض بالتنمية الاقتصادية والبشرية الشاملة، مع الحرص على تعزيز مكانته ضمن نادي الدول الصاعدة. ومن أجل الوصول ببلادنا إلى هذا المستوى الراقي من التقدم والتطور والازدهار، وجه خطاب العرش الحكومةَ لاعتماد جيل جديد من برامج التنمية الترابية، يرتكز على تثمين الخصوصيات المحلية، وتكريس الجهوية المتقدمة ومبدأ التكامل والتضامن بين المجالات الترابية. وهو ما يعني إعادة النظر في السياسات العمومية، بما يتوافق مع الرؤية الملكية المتبصرة والحكيمة، ويستجيب لمتطلبات الجيل الجديد من برامج الحكومة. وتلك مسؤولية عظمى تقتضي التفاعل الحقيقي مع مضامين الخطاب الملكي السامي، الذي رسم خريطة المسار الجديد في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنمائية، وفقاً للمحددات الأربعة الواردة في خطاب العرش، أولها دعم التشغيل، وثانيها تقوية الخدمات الاجتماعية الأساس، خاصة في مجالي التربية والتعليم والرعاية الصحية ، وثالثها اعتماد تدبير استباقي ومستدام للموارد المائية، ورابعها إطلاق مشاريع التأهيل الترابي المندمج ذي الأبعاد المتعددة، في انسجام مع المشاريع الوطنية الكبرى .
تلك هي محددات النقلة النوعية، ومقومات الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية، إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة ذات الأبعاد المتعددة، وخصائص الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية. وبذلك يكون خطاب العرش لهذه السنة، خطاب المرحلة بامتياز، لتجديد بناء الحاضر، وللتمهيد لصناعة المستقبل .