العلم : رشيد زمهوط
على بعد شهر و نصف من انتهاء عهدة بعثة المينورسو الأممية بالصحراء المغربية، و ترقبا لإعلان الرئاسة الدورية اليونانية لمجلس الأمن عن برنامج اجتماعات مجلس الأمن الدولي برسم شهر أكتوبر المقبل، تنشط التحركات الدبلوماسية والمشاورات الثنائية تحسبا لتوافق حول مسودة قرار جديد لمجلس الأمن الدولي نهاية الشهر المقبل , يتوقع خبراء و متتبعون أنه سيبصم على نقطة تحول جوهرية ومصيرية في مسار المسلسل السياسي الأممي لإيجاد تسوية للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية و هو الملف العالق منذ أزيد من نصف قرن.
المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا حل أول أمس الثلاثاء بالعاصمة الجزائرية أين تحادث مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف الذي أفاد بلاغ لوزارته أن اللقاء يندرج ضمن التحضير لاجتماع مجلس الأمن حول قضية الصحراء شهر أكتوبر المقبل.
دي ميستورا العائد من اجتماع رسمي قبل أقل من أسبوعين في واشنطن مع مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا , مطالب بتقديم تقرير مفصل للأمين العام الأممي أنطونيو غيتريش وأعضاء مجلس الأمن يلخص فيه تطورات و مستجدات الملف و على رأسها تشبث الولايات المتحدة -المسؤولة عن إعداد مسودة القرار الذي سيعرض قبل نهاية أكتوبر على مجلس الأمن من أجل المصادقة – بموقفها الداعم لخطة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كحل سياسي حصري ووحيد لقضية الصحراء.
الجزائر التي بددت برعونة كل ثقلها الدبلوماسي في ملف الخلاف الإقليمي المصطنع، وأضحت معزولة سياسيا في مسار التسوية الأممية بعد رفضها المشاركة في مسلسل الموائد المستديرة , قبل أن يواجهها دي ميستورا قبل أيام بتأكيد دورها كطرف محوري و رئيسي في القضية , الشيء الذي جرد الدبلوماسية الجزائرية بصفة نهائية من صفة الحياد ووضع الطرف المراقب الذي ظلت الجزائر تتستر وراءه لعقود للتهرب من المسؤولية السياسية والقانونية تجاه الملف والدفع في اتجاه إطالته و استدامته خدمة لأجندات داخلية وحسابات إقليمية مصلحية للنظام الجزائري.
على صعيد مجموعة أصدقاء الصحراء التي تضم الولايات المتحدة، فرنسا، روسيا، بريطانيا واسبانيا، تتكثف المشاورات للتوافق على تصور موحد يعكس توجها أمريكيا ضاغطا للدفع بمسار التسوية السياسية على أساس خطة الحكم الذاتي الأرضية السياسية الوحيدة والبارزة المطروحة كحل نهائي وواقعي لملف النزاع، في الوقت الذي يكتفي الطرف الثاني مجسدا في الجزائر وصنيعتها البوليساريو على اجترار نفس المواقف والمصطلحات التي تجاوزها الزمان الأممي و المستجدات الإقليمية و الدولية .
احمد عطاف العاجز عن الابداع جدد للوسيط الأممي نفس المواقف المتصلبة من قبيل تقرير المصير وتصفية الاستعمار والاستفتاء وإن كان لأول مرة منذ عقود قد الغى من مقاربته مطلب إشراك الاتحاد الافريقي في مسار التسوية الأممية ضدا على قرارات مجلس الأمن و مؤسسات الأمم المتحدة التي تؤكد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة للتعامل مع الملف ..
إقليميا كشف أول أمس الثلاثاء موقع أفريقيا أنتلجنس الفرنسي عن ما وصفه بمشاورات مكثفة تجمع مسؤولين مغاربة وفرنسيين يتم عبرها تبادل الآراء حول مشروع قرار جديد للأمم المتحدة بشأن النزاع في الصحراء .
ذات المصدر تحدث عن محادثة هاتفية جمعت وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة أوائل شتنبر الجاري بعد تأجيل زيارة الأخير إلى فرنسا وتحسبا لاستقبال رئيس دبلوماسية الايليزيه جان نويل بارو قريبا المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا.
أفريقيا أنتلجنس أكدت أن المشاورات تتواصل في أفق مشروع قرار جديد للأمم حول الصحراء يعكس قناعات مجموعة العواصم الفاعلة في الملف على أن تتكلف الولايات المتحدة في شخص كبير مستشاري الرئيس ترامب، مسعد بولس بإقناع الرئيس الجزائري بالانخراط الواعي والإيجابي في جهود حلحلة الملف التي تقودها واشنطن وباريس بدعم من لندن و مدريد وأغلبية وازنة بمجلس الأمن الدولي، بينما ما زالت روسيا والصين لم تكشفا بعد عن درجة تفاعلهم مع المنهجية الأمريكية .