2023 أغسطس/أوت 16 - تم تعديله في [التاريخ]

ذكرى 14 غشت محطة مشرقة من تاريخ النضال المغربي

المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير: ساكنة إقليم وادي الذهب برهنت دوما على تعلقها بأهداب العرش العلوي المجيد


العلم الإلكترونية - أنس الشعرة/ت: حكيم مغراوي/الداخلة

تخليدًا للذكرى الرابعة والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب، شهدت مدينة الداخلة، يومَ الاثنين 14 غشت 2023، يوما حافلاً احتفاء بالذاكرة التاريخية للمنطقة والبطولات التي قدمها أبناؤها، والذي تنظمه المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

المهرجان الخطابي، الذي دأبت المندوبية السامية على إحيائه سنويًا، أقيمَ بالنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء، وإلى جانب المهرجان الخطابي، شهد اليوم ذاته أنشطة مختلفة مرتبطة بهذا الملحمة التاريخية، واحتفاء بذاكرة المقاومين المتوارثة عبر الأجيال، وضمن هذا السياق، ترأس مصطفى الكثيري، رئيس المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، المهرجان الخطابي، الذي ألقى فيه بهذه المناسبة، كلمة بحضور والي جهة الداخلة وادي الذهب، لمين بنعمر، ورؤساء المجالس المنتخبة، وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، وشخصيات مدنية وعسكرية، وأعضاء المقاومة وجيش التحرير المرافقين للمندوب السامي، بالإضافة إلى أفراد من أسرة المقاومة وجيش التحرير بالجهة وذوي الحقوق.

وفي كلمته، قال مصطفى الكثيري، إن "ساكنة إقليم وادي الذهب برهنت، دوما على تعلقها بأهداب العرش العلوي المجيد، وتشبثها بالانتماء إلى الوطن الأب، ووقوفها الدائم في وجه كل التحرشات الأجنبية وفي الدفاع عن حوزة الوطن وحياضه".

وأوضح رئيس المندوبية، في مثل هذه المناسبة تعود بنا الذاكرة إلى محطات مجيدة ومشرقة، من نضالات الشعب المغربي، بقيادة العرش العلوي المجاهد، في مواجهة التغلغل الاستعماري وتسلطه. مذكرًا، في مثل هذا المقام ينبغي استحضار ذلك التاريخ الحافل بعظيم الأعمال وروائع الأمجاد، مضيفا أن المغرب تصدى للأطماع الأجنبية وناهض أبناؤه الوجود الاستعماري منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى بعد فرض نظام الحماية عليه في ظروف دولية ومحلية دقيقة.

وفي هذا الصدد، أكد المندوب السامي، على أن انتهاء عهد الحماية كان بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد، الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال الأجنبي الذي عمر طويلا.

وتابع، أن انطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي عام 1956، تعكس عزم المغاربة كافة وإصرارهم على استعادة باقي الأجزاء المغتصبة من أراضيهم، مذكرًا في ذات السياق، بأهم المعارك التي شهدتها ربوع الصحراء المغربية.

وتجسيدا للاتحام الشعب بالعرش، أشار الكثيري، إلى الزيارة التي قام بها المغفور له محمد الخامس لمناطق درعة بما فيها إقليمي زاكورة وتنغير، ما بين 20 و26 فبراير 1958، مبرزًا أهمية الزيارة تكمن في مواصلة الكفاح من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

وأضاف، على إثر هذه الزيارة الملكية، "تحقق بفضل حنكة وحكمة جلالته طيب الله ثراه وبالتحام مع شعبه الوفي استرجاع إقليم طرفاية في 15 أبريل من سنة 1958، ليتم بعد سنوات قلائل استعادة مدينة سيدي ايفني إلى حظيرة الوطن يوم 30 يونيو 1969، تتويجا لمسلسل استكمال الوحدة الترابية بتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه، لاسترجاع أقاليمنا الصحراوية المغتصبة ولترتفع راية الوطن خفاقة في سماء عيون الساقية الحمراء في 28 فبراير 1976 إيذاناً بإجلاء أخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية".

وبخصوص يوم 14 غشت 1979، أكد المتحدث، أن هذا اليوم كان موعدًا لا ينسى لأبناء إقليم وادي الذهب، حيث "توجه ممثلو الإقليم من الشرفاء والشيوخ والوجهاء والأعيان والعلماء وسائر ممثلي القبائل الصحراوية إلى مدينة الرباط مجددين لأمير المؤمنين الملك الراحل الحسن الثاني، بيعتهم وتمسكهم بالعرش العلوي مواصلين الحاضر بالماضي ومؤكدين تشبثهم بمغربيتهم والتزامهم الدائم بالوحدة الترابية المقدسة من طنجة إلى الكويرة".

وفي السياق، شدد المندوب السامي، على أهمية استحضار ملف الصحراء المغربية، بوصفها القضية الوطنية الأولى، مؤكدًا على أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، مجندون مثل سائر فئات وأطياف المجتمع المغربي من أجل الدفاع عن هذه القضية.

وأبرز الكثيري، أن المنتظم الدولي أدركَ وجاهة ومصداقية المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية، وتحقيق إدماجها الاقتصادي والاجتماعي في الوطن من طنجة إلى الكويرة.

وترسيخا للسُّنة التي دأبت عليها المندوبية السامية لقدماء المحاربين وجيش التحرير، المتمثلة في تكريم قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، خصت هذه السنة سبعة من صفوة المقاومين، الذين برهنوا عن غيرة وطنية وروح المسؤولية والتضحية وقيم الالتزام والإيثار ونكران الذات.

وإلى جانب التكريم المعنوي، حرصت المندوبية السامية على التكريم المادي؛ إذ خصصت إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم بهذه المناسبة، اعترافا بما قدموه من تضحيات غالية لهذا الوطن، وعددها 41 إعانة بغلاف مالي بلغَ: 147.214.00 درهم، يتوزع على مجالات الإسعاف الاجتماعي بـ 34 إعانة مالية، ودعم المشاريع الاقتصادية بـ 02، وواجب العزاء بـ05.
وفي ختام كلمته، وجه المندوب السامي، شكره لوالي جهة الداخلة وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب، وعلى حرصه الدائم وعنايته بأسرة المقاومة وجيش التحرير، ولكافة السلطات الإقليمية والمحلية، ولرؤساء وأعضاء الهيئات المنتخبة، ولكل المسؤولين الإقليمين، وسائر الفاعلين المحليين ونشطاء المجتمع المدني، والعمل الجمعوي على دعمهم الموصول وتعاونهم الدائم والمسؤول.



في نفس الركن