العلم الإلكترونية - فوزية أورخيص
تقارير حقوقية مؤخرا بالعثور على جثامين 12 مهاجراً من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء في المنطقة الحدودية بين المغرب والجزائر بالقرب من إقليم جرادة.
وتبرز تفاصيل هذه المأساة وفقاً للمعطيات المتوفرة حتى 16 ديسمبر 2025، أن الضحايا قضوا حتفهم نتيجة موجة برد قارس وانخفاض حاد في درجات الحرارة، بالإضافة إلى الجوع والإجهاد البدني في مناطق جبلية وعرة.
وحسب ذات المعطيات، تركزت الوفيات في منطقة رأس عصفور التابعة لجماعة تويسيت بإقليم جرادة، حيث تم العثور على الجثامين في فترات متفرقة بين 3 و12 ديسمبر 2025.
وكان من بين الضحايا نساء ورجال، أحدهم من غينيا والبقية من دول إفريقية أخرى جنوب الصحراء، وقد جرى دفن عدد من الضحايا (على الأقل 6 جثث) في مقبرة جرادة بتاريخ 12 ديسمبر 2025 بعد استيفاء الإجراءات القانونية.
أعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجها المهاجرون الأفارقة في المسالك البرية الحدودية، والتي تزداد خطورتها مع حلول فصل الشتاء وتشدد المراقبة الأمنية.
كارثة إنسانية أصبح مألوفة المشهد مع كل موسم شتاء حتى باتت تضاهي من حيث الخسائر البشرية ضحايا قوارب الموت، مجموعات بشرية اختلفت أسباب وفاتهم لكن جمعتهم نفس المعناة والاهداف، جمعهم الفقر ووحدهم الامل في العيش الكريم، حتى وصفهم البعض بقوافل الجياع التي تواجه الموت خلال كل رحلة شتوية بين الجنوب والشمال.
وأفادت جمعية مغربية مختصة في مساعدة المهاجرين غير النظاميين الاثنين أن فاجعة هؤلاء المهاجرين من بلدان جنوب ، تكشف عن تعقيدات مسارات الهجرة البرية ومسؤولية الأطراف المعنية، مع تركيز بعض التقارير الحقوقية على دور غياب التنسيق بسبب الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر في تفاقم هذه المآسي الإنسانية.
وقد تتداخل عدة عوامل مباشرة وغير مباشرة لهذه المآسي المتكررة على الحدود المغلقة، أولها الظروف المناخية القاسية في منطقة جبلية وعرة، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ليلاً خلال شهري ديسمبر ويناير، وكذا عورة المسالك حيث يجبر إغلاق الحدود الرسمية المهاجرين على سلك طرق التفافية خطرة وغير مراقبة عبر الجبال والخنادق، مما يعرضهم لخطر الانزلاقات والسقوط والإرهاق.
كما يواجه المهاجرون صعوبة بالغة في الحصول على المساعدة الطبية أو الإنسانية في هذه المناطق النائية، مما يجعلهم عرضة للموت جوعاً وبرداً.
وغالبا ما يعتمد المهاجرون على شبكات التهريب التي غالباً ما تتخلى عنهم في منتصف الطريق أو تتركهم يواجهون المصاعب بمفردهم عند تشديد المراقبة الأمنية.
وسلطت بعض التقارير الحقوقية الضوء على دور الجزائر بشكل غير مباشر في هذه المآسي، كونها تنهج سياسة الدفع الجماعي، حيث تقوم السلطات الجزائرية بعمليات دفع جماعي للمهاجرين نحو الحدود المغربية، مما يتركهم عالقين في مناطق عازلة وخطرة دون مراعاة لظروفهم الإنسانية، خصوصاً في فصل الشتاء.
رئيسية 








الرئيسية 






