2025 دجنبر 14 - تم تعديله في [التاريخ]

رحلة جوية بين مدريد وتطوان كادت تتحول إلى مأساة

إهمال مراجعة الأرصاد الجوية يضع 250 راكبا أغلبهم مغاربة في مواجهة جحيم الموت


العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي 
 
كادت رحلة جوية قادمة من العاصمة الإسبانية مدريد والمتجهة إلى مطار سانية الرمل بتطوان أن تنتهي بكارثة إنسانية، بعدما وجد حوالي 250 راكبا، أغلبهم من المغاربة، أنفسهم عالقين بين السماء والأرض، ثم في مسالك جبلية خطيرة، بسبب ما اعتبروه إهمالا جسيما من طرف شركة الطيران الأجنبية التي أقلتهم، نتيجة عدم مراجعة تقارير الأرصاد الجوية الخاصة بمنطقة شمال المغرب.
 
وبحسب شهادات عدد من الركاب، فإن الطائرة أقلعت زوال أمس السبت في ظروف عادية من مطار مدريد، قبل أن تتفاجأ أثناء اقترابها من الأجواء المغربية بسوء الأحوال الجوية، حيث كانت ولاية تطوان تشهد رياحا قوية وتساقطات مطرية غزيرة، ما جعل عملية الهبوط بمطار سانية الرمل مستحيلة وخطيرة، فاضطر ربان الطائرة بسبب هذا الوضع إلى العدول عن الهبوط في اللحظات الأخيرة، والتوجه اضطراريا نحو مطار الناظور، في قرار أنقذ الأرواح، لكنه فتح بابا جديدا من المعاناة.
 
إحدى الراكبات المغربيات، التي روت تفاصيل ما جرى لجريدة "العلم"، أكدت أن لحظات الرعب بدأت داخل الطائرة، حين شعر الركاب بحالة من الارتباك والخوف بسبب الاضطرابات الجوية، قبل الإعلان عن تغيير وجهة الهبوط، وأضافت أن الغضب عم أجواء مطار الناظور فور النزول، حيث اعتبر الركاب أن الشركة أخطأت منذ البداية بإقلاعها دون التأكد من حالة الطقس بتطوان، ما عرض حياتهم لخطر حقيقي.
 
ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد، إذ وجدت الشركة نفسها مضطرة إلى نقل الركاب برا نحو مدينة تطوان، غير أن اختيار الطريق الوطنية الساحلية، المحاذية للمناطق الجبلية، في ظل استمرار الأمطار الغزيرة، حوّل الرحلة البرية إلى “ليلة من الجحيم”، على حد وصف الركاب. فقد واجهت الحافلة سيولا جارفة، وانزلاقات للتربة، وتساقطا للحجارة، ما أدخل الجميع في حالة من الهلع والخوف من المجهول.
 
ومع الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، انتهت القافلة عالقة بمنطقة "أمتار"، القريبة من مدينة "الجبهة"، بعد أن انقطعت الطريق بسبب الفيضانات، ليقضي الركاب ساعات طويلة دون أفق واضح، وسط ظروف نفسية قاسية وإحساس عام بالإهمال وغياب التدبير الاستباقي.
 
واعتبرت الراكبة نفسها أن ما عاشته خلال يومي السبت والأحد كان “أكبر كابوس يمكن أن يعيشه الإنسان”، مشيرة إلى أنها رأت “أهوال العمر” في رحلة كان من المفترض أن تكون عادية وآمنة، وأرجعت السبب الرئيسي فيما حدث إلى تقصير الشركة الناقلة في احترام قواعد السلامة الجوية، وعلى رأسها الاطلاع المسبق والدقيق على تقارير الأرصاد الجوية قبل الإقلاع.



في نفس الركن