2023 يناير 1 - تم تعديله في [التاريخ]

سلا تحتضن النسخة التاسعة من المرحلة الإقليمية للجائزة الوطنية للقراءة


العلم الإلكترونية - محمد موسي

تفعيلا للبرامج الوطنية لشبكة القراءة الهادفة لتكريس الفعل القرائي بين الناشئة، كان فرع سلا على موعد مع المرحلة المحلية للجائزة الوطنية للقراءة في موسمها التاسع المنظمة يوم الجمعة 30 دجنبر، بفضاء جمعية سلا المستقبل.

اللقاء حضره، إلى جانب28 تلميذة وتلميذا يمثلون الأسلاك الثلاثة بمديرية سلا، مجموعة من الأمهات والآباء وأطر تربوية وإدارية شغوفة بالقراءة، كما حضره ثلة من الأستاذات والأساتذة، تطوعوا للقيام بمهمة التحكيم لاختيار من سيمثلون الإقليم في المرحلة الجهوية.

افتتح اللقاء ذ. محمد موسي رئيس الفرع فرحب بالحضور مثنيا على حملة المشاركة المكثفة لتلاميذ سلا عبر الرابط الوطني، محققين نسبة محترمة، بلغت 6.90٪ من مجموع المشاركات على الصعيد الوطني. ورفعا لكل لبس، قدم عرضا عرف فيه بالشبكة وأهدافها وما يميزها عن غيرها من المبادرات القرائية، متوقفا عند القانون المنظم للجائزة الوطنية ومحددا شروط ومراحل المشاركة وقواعدها ومعايير التحكيم فيها.
 

هذا الحضور النوعي وقد زانه الوالدان والفاعلون التربويون، أضفى على اللقاء نكهة خاصة، تجلت في لحظتين اثنتين:
اللحظة الأولى: هي تلك التي قدم فيها رئيس الفرع قراءته لإحصائيات استمد معطياتها من أجوبة التلاميذ على أسئلة استمارة المشاركة.

 - شكلت مشاركة الخصوصي إقليميا نسبة 11.11٪، فيما المطلوب وطنيا إشراك 20٪.
 - تجاوزت نسبة مشاركة الابتدائي النصف ب 59٪، بينما بلغت نسبة الإعدادي 26٪، فيما بقيت مشاركة التأهيلي عند عتبة 15٪. مما يثير تساؤلنا، نحن -الفاعلين في الميدان- عن أسباب هذا التراجع الطردي، إذ كلما تقدم تلامذتنا في المستوى انخفض اهتمامهم بالقراءة؟
 - غير أن الأمر لا ينطبق على الإناث وقد بلغت نسبة مشاركتهم 70٪ مغطية الأسلاك الثلاثة.
 - يقل الإقبال على القراءة بلغات أخرى، ليستقر في حدود 14.81٪، وتنحصر القراءة بلغتين وأكثر بين الإناث.
 - سيتبخر العجب إذا ما علمنا أن مجموع مؤطري هؤلاء القراء الأطفال منهم واليافعين، لا تتجاوز نسبتهم 37٪ جلهم نساء. ويستفحل الأمر حين نطلع على نسبة الأندية في المؤسسات المشاركة (في حدود 25٪)
 - وتبقى المكتبات المدرسية نقطة سوداء في منظومتنا التعليمية، فهي إما غير موجودة أو مسخرة لأغراض أخرى، في ظل غياب القيم عليها، إلا فيما ندر.
 - وعليه فالوضعية المأساوية للقراءة تدعو المسؤولين على الشأن التربوي إلى تبني استراتيجية تراعي فيها ثلاثة ثوابت أساسية، أولها التخفيف من البرامج والمقررات وما سيترتب عنه من توفير غلاف زمني لممارسة الأنشطة البدنية والذهنية والفنية، وثانيها تجهيز المؤسسات التعليمية بالمكتبات ومراكز التوثيق وتوظيف موارد بشرية مؤهلة، وثالثها الإنصات لنبض المهتمين بشؤون القراءة لأنهم الأدرى بشعابها.

فيما كانت اللحظة الثانية لحظة إنصات لنبض التلاميذ المترشحين، تقاسم فيها الأولياء والمؤطرون والأساتذة، وضعية القراءة بالمؤسسات العمومية، في تلاق عند مدار يتشكل من ثلاث تقاطعات:
  فيما يشتكي الإداريون من قلة الموارد البشرية وضعف البنيات التحتية من قاعات وكتب، يتأفف المدرسون من جداول الحصص الكاملة أو استكمالها في مؤسسات الخصاص، مما لا يترك لهم حيزا زمنيا لتنشيط الأندية. وضع يرد عليه التلاميذ بطول المقررات وخلو المدارس من مراكز الجذب لممارسة أي نشاط خارج حصص الدراسة. طغيان الوسائط الرقمية على اهتمام التلاميذ، أزاح عن الكتاب قدسيته وبالتالي وجب التفكير في آليات تواكب الرقمي بالورقي، إلى حين تعويد التلميذ(ة)على متعة القراءة. ظهور بعض المؤاخذات تلامس نقطة الضعف في تواصل الشبكة مع رواد المؤسسات التعليمية، حتى أن الكثير من التلاميذ لا يميزون بين جائزة القراءة بالمغرب وبين جائزتي التحدي والعمران.
بقيت مطالبنا معلقة، وفي انتظار من يستجيب، وزعت اللجنة المنظمة المشاركات والمشاركين على لجن التحكيم الثلاث، حسب كل سلك. يساءل القارئ(ة) فيما عدده من عناوين كتب قرأها، خلال السنة المنصرمة، وما أعده من نص لتقديم كتاب من اختياره، يناقشه المحكم في مضامينه وشكله وموقفه منه. ولكل مطلب معيار، يتم وفقه وضع العلامة المناسبة، بعد التدقيق فيه وتمحيصه.

تلك كانت منهجية الشبكة في انتقاء أجود القراء، منذ الإعلان عن انطلاق جائزتها الوطنية للقراءة، سنة 2013. والتزاما بهذا التقليد أثمرت النتائج فوز ست مترشحات، اثنتين من كل سلك تعليمي، سيمثلن إقليم سلا في المرحلة الجهوية التي ستنظم أواسط شهر فبراير 2023، سيتبارى خلالها ممثلو الأقاليم السبعة المكونة لجهة الرباط سلا القنيطرة.




في نفس الركن