2021 مارس 12 - تم تعديله في [التاريخ]

سلاليو "الحنشة" ببوقنادل يستنجدون بجلالة الملك بعد تهديدهم بالإفراغ من أرض الآباء و الأجداد

"لا لتفويت أراضي سلاليي الحنشة"جملة ترددت كثيرا على مسامعنا من عشرات الأفراد الذين التقت بهم جريدة "العلم" بمنطقة الحنشة بجماعة بوقنادل بعمالة سلا، معبرين في تصريحات متفرقة رفضهم أي محاولة ل "التهجير" القسري من أرضهم التي ورثوها عن أجدادهم و آبائهم.
و ما زاد تشبث هؤلاء بترابهم، وغيرهم من المستثمرين الفلاحيين الذين استقر بهم المقام بالمنطقة، عملهم المضني والشاق لسنين عديدة، و الذي حول الأنشطة الفلاحية البسيطة و المعيشية إلى عصرية تواكب حاجيات السوق، وتدر مدخولا مهما، وتخلق المئات من فرص الشغل لأبنائهم، والعديد من الأيدي العاملة التي قدمت من مختلف أرجاء الوطن.
ولعل الأسئلة العريضة و المحيرة التي يطرحها الجميع هنا، هي ما السر وراء
محاولة الافراغ الجماعي من أجل تفويت مساحة أرضية شاسعة، تقدر ب 380 هكتار، قد لا نبالغ بوصفها "كنز رباني"لما تقدمه من منتوجات بكميات وافرة، وبجودة عالية قل نظيرها، وبفرشة مائية غنية، وتحويلها إلى امتداد عمراني و توسع اسمنتي ستكون له آثار وخيمة اجتماعيا و اقتصاديا و بيئيا.


العلم الإلكترونية - بدر بن علاش / ت. حسني

بمجرد أن يقف المرء بمنطقة الحنشة ببوقنادل ضواحي مدينة سلا، حتى يلاحظ المساحات الخضراء الممتدة على حد الأعين، والتي تضم أشجارا مثمرة من مختلفة الأصناف، وفي مقدمتها شجرة فاكهة "لافوكا"، بالإضافة إلى مزروعات متنوعة، وأنشطة فلاحية يمارسها المئات من أبناء سلاليي الحنشة، والمستثمرين الفلاحيين الذين استقروا بالمنطقة.
 
 فقد تحولت المنطقة إلى إحدى أهم المناطق الفلاحية بالجهة، بعدما غزت منتوجاتها ذات الجودة الرفيعة مختلف الأسواق، بل أصبح الإقبال عليها حتى من خارج الوطن، وبالتالي باتت تشكل مصدر دخل عريضة من المواطنين بشكل مباشر وغير مباشر.
 
والغريب في الأمر هو أن تصير هذه الأرض المعطاء، هدفا مباشرا للمد العمراني، فحسب ماوصلنا، هناك تفكير في خلق حاضرة عمرانية تشكل امتدادا لمدينة سلا، وهو ما جعل سلاليي الحنشة ومعهم المستثمرون، يدخلون في سلسلة من اللقاءات مع الجهات المسؤولة قصد التراجع عن فكرة التفويت، لقاءات على ما يبدو لم تصل بعد إلى نتيجة تذكر.
 
ومن أجل الدفاع عن أرض الأباء و الأجداد، يواصل السلاليون منذ أيام معدودة الخروج في وقفات احتجاجية سلمية، كتلك التي صادفتها "العلم" صباح يوم الاثنين 8 مارس 2021، إذ احتشد المئات وسط الدوار، نساء ورجالا و أطفالا، حاملين صور جلالة الملك محمد السادس، ومتوجهين إلى سدته العالية بشعارات ونداءات تلتمس تدخله بما يمنع أي قرار لتفويت أرضهم ما سيؤدي بهم وبأبنائهم إلى فقدان مصدر الدخل و التشرد.

إعدام متعمد لثروات طبيعية تميز المنطقة، وتهديدا مباشرا للحياة القروية

وقد أخذت "العلم" تصريحات عديدة كان الخيط الجامع بينها، التمسك بالأرض، ورفض التفويت، وعدم الاعتراف بما يقدم عليه نوابهم، والاستعداد لمواصلة النضال مهما كان الثمن إلى حين إنصافهم.
 
في البداية أكد محمد الصغيور رئيس جمعية فلاحي الأراضي السلالية الحنشة بوقنادل، وجود حالة من الاحتقان والغليان وسط الفلاحين و المستثمرين و السكان بالمنطقة، إثر الأنباء التي وصلتهم حول نية الجهات المسؤولة، إحداث قطب حضري بدوار الحنشة على مساحة 380 هكتار، وخاصة بعد تحويل المنطقة من المجال القروي إلى الحضري. مضيفا أن هذا المسعى ستكون له آثار وخيمة، اجتماعيا و اقتصاديا، وحتى نفسيا لدى فئة واسعة لا دخل لها سوى ما تدره عليهم هذه الأرض المعطاء من منتوجات متنوعة. 
 
وشدد رئيس الجمعية على أن أي تفويت لهذه الأراضي لشركات عقارية ، يعد بمثابة إعدام متعمد لثروات طبيعية تميز المنطقة، وتهديد مباشر للحياة القروية التي ورثها الآلاف من الأشخاص أبا عن جد.  
 
وتساءل المتدخل كيف يعقل بجرة قلم فسح المجال لهجوم الاسمنت على أرض فلاحية معطاء، سواء على مستوى جودة تربتها الرملية الصالحة لعدد من المزروعات، و الخضروات، والفواكه، و الأشجار المثمرة، وفي مقدمتها فاكهة "الأفوكا" التي يقدر عددها ب 50 ألف شجرة، بالإضافة إلى وجود تعاونيات و جمعيات تؤطر مربي النحل الذين ينتجون كميات هامة من العسل، وكذلك تربية الماشية، والخيول، مع وجود فرشة مائية غنية و سهلة الاستغلال .

الفلاحون و المستثمرون و السكان مصلحة مشتركة ومصير واحد

التفويت سيأتي على أجود الأراضي الفلاحية على مساحة 380 هكتار بها قرابة 50 ألف شجرة "أفوكا"

وأوضح محمد صغيور أن الجهات المسؤولة من المفروض فيها مراعاة مصلحة فئة واسعة من المواطنين لاحول ولا قوة لهم، و الذين سيتضررون من هذا الإجراء المتسرع، حيث لا دخل لهم سوى ما تجود به عليهم هذه الأرض من منتوج فلاحي، بل وتعد مستقبل أبنائهم. متسائلا عن ماذا سيجني هؤلاء من وراء بقعة مشتركة لا تتعدى مساحتها 60 مترا مربعا، قيل إنها ستمنح لهم مقابل إفراغهم؟ومن أين سيضمنون دخلهم المعيشي ؟
 
 رافضا في ذات السياق أي محاولة للتفرقة بين الفلاحين و المستثمرين و السكان بالمنطقة، كون مصلحتهم مشتركة، ومصيرهم واحد، وما يمس أي فئة منهم يمس الفئة الأخرى، وبالتالي فالجميع مستعد للنضال بكل الطرق من أجل الحفاظ على أرضهم، وصد أي تفويت. 
 
داعيا في الأخير السلطات المعنية إلى تحكيم صوت العقل و المنطق، و البحث عن عقار آخر يكون صالحا للمد العمراني، بدل أرض فلاحية قل نظيرها، يتطلب الحفاظ عليها لفائدة الأجيال القادمة أيضا، على اعتبار أن ضمان الأمن الغذائي يبقى في مقدمة الأولويات في المغرب حاضرا ومستقبلا.

رقم معاملات فاكهة الأفوكا يفوق 8 ملايير سنتيم بمنطقة الحنشة

وصرح جلول، وهو أحد المستثمرين الفلاحيين بخبرة واسعة لسنين عديدة والتي بوأته مكانة متميزة في هذا الميدان، أن التربة المتميزة التي تتوفر عليها المنطقة، و توفر الماء على عمق لا يزيد عن 20 مترا، وبجودة عالية، كانت حافزا له قبل قرابة 20 سنة لاستغلال 3 هكتارات في غرس أشجار "الأفوكا"، فكانت النتيجة ناجحة بكل المقاييس، الأمر الذي حفز مجموعة من الفلاحين المجاورين إلى طرق بابه للاستفادة من خبرته في هذا المجال. وبالفعل، يضيف المتحدث، لم يتردد في تقديم يد العون ليهم، فكان بمثابة مرشد فلاحي، ورافقهم في مختلف مراحل غرس الشجيرات، التي تتطلب معايير خاصة، وكذا مراحل نموها إلى أن أصبحت اليوم تدر إنتاجا وافرا من هذا النوع من الفواكه، والذي يقدر ما بين 50 و 100 كيلوغرام لكل شجرة، في مساحة تصل إلى حوالي 160 هكتار، وبرقم معاملات إجمالي سنوي يفوق 8 ملايير سنتيم بمنطقة الحنشة.
 
وتوقف أيضا عند الإنتاج الوفير لمزروعات أخرى بذات الأراضي، كالعنب من نوع "مادلين" المهدد بالانقراض، والذي لا يوجد سوى بهذه المنطقة، و منطقة السهول المجاورة، زيادة على التين، والرمان، و الخس، وغيرها من الانتاجات التي قال إنه من غير المنطقي التخلي عنها، لأنها تشكل موردا ماليا رئيسيا بهذه بالمنطقة التي يقطنها الآلاف من السكان.
 
بدوره صرح عبد الكبير بنشهبون، من سلاليي المنطقة، أن أرضهم ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، وليس لهم عليها بديل، وبالتالي يرفضون أي تفويت يقوم به نوابهم الذين يدعون أن الأرض فارغة في حين أن الواقع يشهد على وجود الآلاف من السكان الذين يقطنون بهذه الأرض منذ سنين عديدة، ويتعاطون بذات المكان لأنواع عديدة من الزراعات و الأنشطة الفلاحية ذات المردود العالي، و الجودة التي يقبل عليها المشترون من كل مكان. 
 
وأشار المتدخل إلى أن هناك غموضا كبيرا يشوب محاولة تفويت أرضهم، إذ لا تقدم لهم الأجوبة الكافية من قبل السلطة الاقليمية رغم اجتماعهم بها مرات عديدة، ليبقى الجواب الوحيد الذي يتلقونه، هو أن نوابهم قاموا بتفويتها، وهو ما يرفضه ذوو الحقوق من السلاليين جملة و تفصيلا. مع العلم، يضيف نفس المتدخل، أن نفس النائب سبق له أن فوت المساحة الأرضية التابعة لنفس السلاليين بجوار شاطئ "الأمم"وخصصت لمشروع عقاري كبير، لم يتلق ذوو الحقوق سوى تعويض جد زهيد، في حين حرمت النساء منه رغم الشكاوي الكثيرة التي تقدمن بها للجهات المسؤولة.
 
وتساءل عبد الكبير بنشهبون، عن السر وراء استمرار السلطة في الاعتراف بنواب لا يحظون بالثقة من لدن الغالبية العظمى من سلاليي منطقة بنحنشة، بعدما تنكروا لهم، وبات همهم مصلحتهم الخاصة و الضيقة، وخدمة أطماع جهات أخرى في أرضهم التي توجد في منطقة استراتيجية، وبها تربة خصبة لا مثيل لها.
 

الجميع يفضلون الموت على أن يتم تهجيرهم من أرضهم

ذوو الحقوق يتبرأون من نوابهم السلاليين و يرفعون شعار "لا للتفويت من أجل المد الإسمنتي "

أما بنشهبون، وهو واحد من قدامى السلاليين ، 90 سنة، فصرح بدوره أنه من مواليد المنطقة التي ترعرع بها إلى يومنا هذا، وعايش عددا من النواب الذين كانوا حريصين على مصلحة ذوي الحقوق، باستثناء النائب الحالي، ومن معه، الذين لا يعترفون بهم، ولا بما يقدمون عليه ، و من ذلك رفضهم لعملية التفويت الذي أقدموا عليها، والذي إذا ما نفذ سيحكم على الآلاف منهم بالتشرد و الضياع.
 
وشدد على أن جميع ذوي الحقوق متشبثون بأرضهم التي كانت تستغل قبل عقود في أنشطة فلاحية معيشية بسيطة كالحبوب و الشعير والذرة، إلى أن شمروا على سواعدهم واستثمروا فيها أنواعا جديدة من المزروعات و الأنشطة الفلاحية ك"الأفوكا " التي تدر عليهم مدخولا مهما.وختم قوله بأن "الجميع يفضلون الموت على أن يتم تهجيرهم من أرضهم" . 
 
وأوضح محمد بحفات، أن ذوي الحقوق يخرجون منذ أسابيع في وقفات احتجاجية للتعبير عن رفضهم التفويت الذي أقدم عليه نوابهم، مستشهدا في ذلك بملكيتهم لهذه الأرض أبا عن جد، وبوثائق رسمية، واستغلالهم لها في أنشطة فلاحية متعددة.معتبرا محاولة إفراغهم، عملا يتنافى مع مسار حقوق الإنسان الذي قطع فيه المغرب أشواطا هامة ، ولا يتماشى أيضا مع مرامي خطاب جلالة الملك محمد السادس في افتتاح البرلمان سنة 2018 حول الأراضي السلالية.

معلومات مغلوطة يتم نشرها مفادها أن أرض منطقة الحنشة مجرد خلاء

و أردف قائلا، إن التوسع العمراني على حساب الأراضي الفلاحية المنتجة، يتعارض أيضا مع الإستراتيجية الملكية "المغرب الأخضر" التي وضعت من بين أهدافها تثمين و تنويع الإنتاج الفلاحي الوطني.مضيفا أن النشاط الفلاحي بالمنطقة استطاع أن يوفر كذلك العديد من فرص الشغل للشباب العاطل، ومنهم من يتوفرون على شواهد عليا.
 
وأضاف المتدخل أن نوابهم الحاليين يعاكسون اليوم رأي الأغلبية العظمى من سلاليي منطقة بنشيخة، معبرا عن الأمل الذي يحذو الجميع في أن يتدخل جلالة الملك من أجل إنصافهم.
 
بدورها صرحت محجوبة لصفر، إنها واحدة من بين السلاليات المنطقة أبا عن جد، وهي تعيش فيها الى جانب أبنائها، ومنها يكسبون قوت يومهم البسيط، وبالتالي فهي تفضل الموت في أرضها على الرحيل اذا ما نفذ التفويت. مستنكرة ما يقوم به النواب من ممارسات مرفوضة في غياب أي مشورة مع ذوي الحقوق .
 
أما ميلودة النية من ذات السلاليين، فقد عبرت عن رفضها كحال غيرها لكل محاولة ترحيل ، مستغربة من المعلومات المغلوطة التي يتم نشرها، والتي مفادها أن أرضهم مجرد خلاء، في حين يقطنها المئات من السكان، ويعيشون على ما تجود به عليهم من مختلف المنتوجات الفلاحية.
 
وتوقفت عند حالة التوجس التي تنتاب الجميع، إلى درجة أن أبناءهم المتمدرسين يضطرون للبقاء في منازلهم، خوفا من أي عملية هدم وترحيل مفاجئة قد تقوم بها السلطات.

الخوف و الهلع ينتاب السلاليين منذ أسابيع من أي عملية هدم مفاجئة

وأصرت رقية النية، 70 سنة، على تشبثها بأرضها التي تبقى المصدر الوحيد لأسرتها المتكونة من زوج متقاعد، وأبناء بلغوا مستوى الباكلوريا، ولم يجدوا فرص عمل أخرى، سوى أن يشمروا على أكتافهم للتعاطي لأنشطة فلاحية معيشية.
 
وتؤكد بدورها أن الموت بأرضها أهون لها من الرحيل، أما التهديد المسلط عليهم من قبل النائب منذ سنوات فلن يجدي.  
 
وتقول فاطمة بنت محمد، إنها تعيش بالمنطقة منذ أزيد من 40 سنة، وتستغل أرضها إلى جانب أبنائها الذين لا مستقبل لهم سوى بأرضهم، بعد عدم تمكنهم من استكمال مسارهم الدراسي، وبالتالي كحال غيرها لا تقبل بأي تفويت يؤدي بها إلى إفراغ ملكها الذي لا تجد عنه أي بديل. 
  مستثمرون فلاحيون و سكان و سلاليون يؤكدون وحدة صفهم واستعدادهم الجماعي للدفاع عن أرضهم بكل الطرق المشروعة
 
وبتعاونية الرحيق للعسل، بذات المنطقة، التقينا محمد لصفر، 65 سنة، الذي صرح بكونه سلالي و ابن سلالي، ولن يرض أن يعيش في أرض أخرى غير التي يوجد بها، خصوصا بعدما استغل أرضه في أنشطة فلاحية متنوعة، ومنها تربية النحل في اطار تعاوينة تضم 8 أفراد، تشغل العشرات من اليد العاملة كمصدر دخل وحيد.
 
أما بلحسن، من مواليد 1965، فهو كذلك ممن استثمروا أموالهم في تربية النحل بأرضه السلالية، بالإضافة إلى تربية الماشية، من غنم و أبقار وخيول، و غرس لمجموعة من الأشجار المثمرة. مستحضرا حالة الخوف و الهلع التي تنتاب السلالين منذ أسابيع، والتي أثرت سلبا على نشاطهم، خوفا من أي عملية هدم مفاجئة.

مستعد للتصدي للتفويتات التي يقوم به النواب دون استشارتنا ولا علمنا

وقال بوعزة، الذي يشتغل كبستاني في مزرعة للنباتات العطرية، إنه جاء من نواحي مراكش إلى المنطقة سنة 2006، ومنذ ذلك الحين، يشتغل بالضيعة رفقة عمال آخرين.مضيفا أن التشرد ينتظره هو و أبناؤه الصغار الذين ولدوا بدوار الحنشة، إذا ما نفذ قرار التفويت .
 
وأوضح عبد الكبير بنشهبون، 42 سنة، أنه كد و بذل الكثير حتى أصبحت أرضه على مساحة هكتارين تضم أجود أنواع أشجار "لافوكا" التي غرسها سنة 2006. مجددا بدوره الرفض التام الرحيل عن أرضه، التي يعيش على منتوجاتها، في سلم و سلام، لولا التهديد الأخير بإفراغه هو وعائلته من قبل السلطة، متسائلا من أين له بأن يكفل متطلبات أسرته التي تضم 15 فردا اذا ما رُحل عن أرض أبائه و أجداده ؟ولماذا سيحكم على العشرات من العاملين لديه بالتشرد بعد فقدان مصدر دخلهم الوحيد؟وما السر وراء عدم إشراكهم في ما يتم التخطيط له سرا ؟
 
 وبنبرة استياء تحدث عبد الله لصفر، عن أجواء الضغط النفسي الذي يتعرض له سلاليو الحنشة، منذ أن بلغهم قرار التفويت، الذي يرفضونه جملة وتفصيلا، وخاصة بعدما حول فلاحته من فلاحة معيشية بسيطة، على مساحة 5.5 هكتار، إلى أشجار مثقلة بفاكهة "لافوكا" بجودة عالية ولا مثيل لها، وفي فرشة مائية غنية. مبرزا ان نشاطه الفلاحي يبقى مصدر الدخل الوحيد لأسرته التي تضم 15 فردا.
 
مضيفا ان رسالته للمسؤولين واضحة ومفادها، "لا ثم لا للترحيل من أرض الأجداد و الآباء من أجل المد العقاري".
 
وأوضح محمد لحفات، 62 سنة، والذي يعيل أسرة متكونة من 22 فردا مما يجنيه من كسيبته، و أشجاره المثمرة بفواكه "لافوكا" والعنب و التين، و الليمون، حيث يشتغل إلى جانبه أبناؤه الذي وجدوا ضالتهم في أرضهم. مصرا على أنه لا يعترف بما يقوم به كبير نواب السلاليين، بل إن الجميع مستعد للتصدي للتفويتات التي يقوم بها دون استشارتهم ولا علمهم.

السلطة كانت تعتزم القيام بإحصاء نجهل نواياه وأرضنا ليست جرداء

وذكر بوعزة بلعلي بالاجتماعات التي عقدها بعض ذوي الحقوق مع السلطة الإقليمية بعمالة سلا، بمجرد علمهم بنية هذه الأخيرة، القيام بإحصاء لا يعلمون نواياه، خصوصا بعدما بلغ لعلمهم أن نوابهم السلاليين قاموا بتفويت أرضهم التي تبلغ مساحتها حوالي 390 هكتار. مشيرا إلى أن هذه الحوارات لم تصل بعد للنتيجة التي يرضاها ذوو الحقوق، وهي الرفض التام لأي تفويت لأرض ورثوها عن آبائهم و أجدادهم، واستثمروا فيها أموالهم، وبذلوا من أجلها الكثير إلى أن أصبحت اليوم غنية بإنتاجها المتنوع ذي الجودة العالية، وليست بأرض جرداء، كما يصوره النواب.
 
وأردف قائلا إن إصرار السلطة على القيام بالإحصاء، دفع السلاليين إلى الوقوف ضده ، كونهم لا يرضون عن أرضهم بديلا آخر، بل مستعدون للموت في سبيلها.
 
مبديا استغرابه من التعتيم الذي يمارس في هذا الملف الشائك والمصيري بدل تقديم المعلومة الكاملة لمن يهمهم الأمر.  
 
 وقال إبراهيم ، 70 سنة، إنه لا يعرف له مستقرا غير أرضه التي ولد وترعرع بين أحضانها، بل إن جده توفي من أجلها عندما واجه المستعمر الفرنسي الذي كانت له أطماع في هذه الأرض المعطاء. مضيفا أن دخله و مستقبل أبنائه في هذه الأرض، وأن ذوي الحقوق كلمتهم واحدة وهي "لا للتفويت".
 
وتبقى الإشارة إلى أن جريدة "العلم" اتصلت هاتفيا بنائب سلاليي الحنشة من أجل أخذ تصريح في الموضوع لكن هاتفه ظل يرن دون جواب.
 



في نفس الركن