Quantcast
2024 يناير 3 - تم تعديله في [التاريخ]

سنة 2024: سنة العزم والحزم والحسم


الافـتتاحية

سنة 2024: سنة العزم والحزم والحسم

إذا كانت القيم الثلاث العزم والحزم والحسم، مطلوبة في كل الأزمنة، باعتبار أنها قوام الحياة الجادة والقاعدة الأخلاقية المثلى، فإنها في السنة الجديدة 2024، أشد إلحاحاً منها في أي وقت آخر، لأنها سنة ليست كالسنوات، تعد بحق، مرحلةً مفصليةً تفرض علينا التحلي بأكبر قدر من القيم السامية، التي في الطليعة منها العزم والحزم والحسم، وهي الأركان الثلاثة لمفهوم الجدية بمعناها المغربي الأصيل، كما أوضحها جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، في خطاب العرش للسنة المنصرمة 2023، في الفقرة التالية من الخطاب السامي (في ظل ما يعرفه العالم من اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات وتداخل العديد من الأزمات، فإننا في أشد الحاجة إلى التشبث بالجدية بمعناها المغربي الأصيل). وهو الأمر الذي يؤكد الربط بين القيم الثلاث وبين الجدية، كما عبر عنها خطاب العرش، الذي رسم خريطة طريق للمرحلة الحالية بخاصة، وللمراحل القادمة بعامة.

ولما كانت الجدية باعتبارها منهجاً أخلاقياً متكامل الأركان، فإنها تقتضي، وجوباً، ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتفرض إشاعة قيم الحكامة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، لتستقيم حياة الوطن والمواطنين على المحجة السوية التي لا أمت فيها ولا انحراف. وتلك هي المقومات الرئيسَة للاستقرار الاجتماعي الذي هو القاعدة الراسخة للاستقرار بكل معانيه الواردة على الذهن.

فبمضاء العزم وبوقدة الحزم وبشعلة الحسم، ينتظم مسار الشأن العام،  وتمضي السياسات المعتمدة في الاتجاه الذي يفضي إلى تحقيق الأهداف الوطنية  التي يتوقف عليها الوصول إلى المراتب العليا من التقدم والازدهار في ظل التنمية الشاملة المستدامة القائمة على الأسس الصحيحة.

إن المغرب مقبل على الدخول في مرحلة تتطلب القدر الأوفر من الجدية في النهوض بالمهام الكبرى والاضطلاع بالمسؤوليات العظمى،  في مجالات عديدة وعلى جميع المستويات، من أجل استكمال العمل في الأوراش التي دشنها في السنة الماضية، ومواصلة تنفيذ المشاريع الإنمائية التي فتحت عهداً جديداً من الاستثمارات الوطنية، وموالاة تنزيل البرامج المبتكرة التي تشمل تعزيز الحماية الاجتماعية وتوسيع مداها لتستفيد منها الفئات المستهدفة في المرحلتين الأولى والثانية، ولبناء مدن المهن والكفاءات حتى تشمل الجهات الاثنتي عشرة للمملكة، ولطي المراحل المتبقية من تدبير مخلفات الزلزال، وللتوسع في إصلاح المنظومة الصحية، و للمضي قدماً في تطوير المنظومة التعليمية وتحديثها، ولتسريع  العمل في المشاريع الإنمائية الواسعة في أقاليمنا الجنوبية، وللانتقال من مرحلة الدولة النامية إلى مرتبة الدولة الصاعدة، ولحماية الوحدة الترابية للمملكة وللدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله، وللانفتاح على الآفاق العالمية من خلال الدبلوماسية الجادة والرصينة والمتطورة، لتعزيز الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية وتوسيع دائرة الدول الداعمة له، وفي ميادين كثيرة  تتصل بالعمل من أجل تقدم المغرب والنهوض بمستويات الحياة للمواطنين والمواطنات.

والسلاح الذي به يكسب المغرب رهان هذه المعارك التنموية والدبلوماسية وينتصر فيها جميعاً، هو التحلي بالقيم الثلاث وهي العزم والحزم والحسم، التي اختزلها خطاب العرش للسنة الماضية، في  التشبث بالجدية بمعناها المغربي الأصيل، وهي العاصم لنا من  الآثار الناتجة عما يعرفه العالم من اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات وتداخل العديد من الأزمات.

والمملكة المغربية التي انتصرت على أزمات كثيرة مضت، منها جائحة كوفيد 19، قادرة على تجاوز الصعوبات التي تعاني منها دول العالم في المجالات الاقتصادية ، ومنها التضخم المتزايد وغلاء الأسعار المطرد وآثار الجفاف، وما ينتج عن التوترات والصراعات والحروب التي تشهدها بعض المناطق الحساسة من العالم. وقدرة المغرب على تجاوز هذه الأزمات ناتجة عن الرؤية الملكية المتبصرة الحكيمة، وعن الاستقرار السياسي الذي يتجلى في ثقة المواطنين في المؤسسات وفي انتظام المسار الديمقراطي وفي الإجماع على الوقوف إلى جانب القيادة الملكية التي هي المصدر الأساس للمناعة والحصانة والقوة الرادعة.

فبالعزم الوثيق وبالحزم الشديد وبالحسم القوي، يمضي المغرب قدماً على المسار الذي يفضي إلى تحقيق الأهداف الوطنية ويحمي المصالح العليا للوطن.

العلم

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار