2024 مارس 28 - تم تعديله في [التاريخ]

شهادة‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬عالية‭ ‬بريادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لصالح‭ ‬السلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليميين


العلم الإلكترونية - الرباط 

أشاد‭ ‬وفد‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يزور‭ ‬المغرب،‭ ‬بريادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬لصالح‭ ‬السلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمين‭ . ‬وعبر‭ ‬أعضاء‭ ‬الوفد‭ ‬الذين‭ ‬يمثلون‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬و‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الأمريكيين‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬مشتركة‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬اعتقادهم‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬شريك‭ ‬استراتيجي‭ ‬ومصدر‭ ‬للاستقرار‭ ‬في‭ ‬عموم‭ ‬المنطقة‭ . ‬وهي‭ ‬شهادة‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬عالية‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الكونجرس‭ ‬الذي‭ ‬يصنع‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬،‭ ‬ويراقب‭ ‬الحكومة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬،‭ ‬ويمتد‭ ‬نفوذه‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬،‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬ثقل‭ ‬شعبي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الإرادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعب‭ ‬الأمريكي‭ . ‬فهذه‭ ‬ليست‭ ‬شهادة‭ ‬مجاملة‭ ‬،‭ ‬وليست‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬التصريحات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تدلي‭ ‬بها‭ ‬عادةً‭ ‬الوفود‭ ‬الرسمية‭ ‬الأجنبية‭ ‬عند‭ ‬زيارتها‭ ‬لبلدان‭ ‬أجنبية‭ ‬تربطها‭ ‬معها‭ ‬علاقات‭ ‬صداقة‭ ‬و‭ ‬تعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة‭ . ‬فالكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬بعد‭ ‬سلطة‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬محدودة‭ ‬تعلو‭ ‬سلطته‭ ‬فوق‭ ‬سلطة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬يرتجل‭ ‬الشهادات‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الدول‭ ‬رؤساءً‭ ‬وحكوماتٍ‭ ‬ومجالسَ‭ ‬نيابيةً‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬يزن‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬،‭ ‬بميزان‭ ‬دقيق‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬مصالح‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬،‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬،‭ ‬ووكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬،‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬،‭ ‬ومكتب‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬،‭ ‬بحيث‭ ‬تأتي‭ ‬كل‭ ‬كلمة‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬عضو‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬وفد‭ ‬من‭ ‬الكونجرس‭ ‬،‭ ‬مدققةً‭ ‬وممحصةً‭ ‬ومعبرةً‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ .‬
 
فباعتبار‭ ‬المغرب‭ ‬شريكاً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومصدراً‭ ‬للاستقرار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الحساسة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬المصالح‭ ‬والأهداف‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬،‭ ‬تحظى‭ ‬بالاهتمام‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ . ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬وواشنطن‭ ‬،‭ ‬تعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‭ . ‬وتلك‭ ‬مرتبة‭ ‬عليا‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬الدول‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ .‬
 
وكما‭ ‬عبر‭ ‬وفد‭ ‬الكونجرس‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬عقب‭ ‬اجتماعه‭ ‬بناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬،‭ ‬يعملان‭ ‬بشكل‭ ‬منسق‭ ‬للنهوض‭ ‬بفضاء‭ ‬إقليمي‭ ‬أكثر‭ ‬استقراراً‭ ‬و‭ ‬أماناً‭ . ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬يصنعها‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬الكريم‭ ‬،‭ ‬أعزه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬أثمرت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭ .‬
 
لقد‭ ‬كسر‭ ‬المغرب‭ ‬حواجز‭ ‬الوهم‭ ‬التي‭ ‬أقامتها‭ ‬دول‭ ‬مارقة‭ ‬لا‭ ‬تدرك‭ ‬أهمية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬باعتبارها‭ ‬القوة‭ ‬العظمى‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬فحرمت‭ ‬شعوبَها‭ ‬الاستفادةَ‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬سوية‭ ‬معها‭ . ‬وزرعت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتحرر‭ ‬من‭ ‬أوهام‭ ‬الماضي‭ ‬وقيود‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاستبدادية‭ ‬،‭ ‬مفاهيمَ‭ ‬مغلوطة‭ ‬و‭ ‬تحليلات‭ ‬مضللة‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ . ‬ولكن‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬يبني‭ ‬سياسته‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬متين‭ ‬من‭ ‬الواقعية‭ ‬والبراغماتية‭ ‬والمصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬،‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬الفكر‭ ‬الليبرالي‭ ‬الحر‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قراراته‭ ‬وبناء‭ ‬سياساته‭ ‬و‭ ‬إقامة‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬للاختيارات‭ ‬والاقتناعات‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر‭ . ‬ويقتضي‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬لها‭ ‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬ومتوازنة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الخمس‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ . ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬وواشنطن‭ ‬،‭ ‬مكرسة‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬،‭ ‬وخدمة‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬والسعي‭ ‬المشترك‭ ‬للنهوض‭ ‬بفضاء‭ ‬إقليمي‭ ‬أكثر‭ ‬استقراراً‭ ‬و‭ ‬أماناً‭ . ‬وهي‭ ‬الأهداف‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ . ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬كانت‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‭ . ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬وفد‭ ‬الكونجرس‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬للمغرب‭.‬



في نفس الركن