العلم الإلكترونية - محمد الورضي
تتجه أنظار الجماهير العربية، مساء الخميس بالدوحة، إلى نهائي كأس العرب الذي سيجمع بين المنتخب المغربي ونظيره الأردني، في مباراة تحمل كل مقومات الفرجة والتنافس، وتختزل مسار بطولة أكدت من جديد قدرتها على فرض مكانتها في المشهد الكروي العربي منذ اعتمادها رسميا من الاتحاد الدولي لكرة القدم سنة 2021. مواجهة النهائي تأتي تتويجا لمسار مميز لمنتخبين شقيقين قدما مستويات متصاعدة، ونجحا في شق طريقهما نحو المباراة الختامية بثقة واستحقاق.
المنتخب المغربي بلغ النهائي بعد مشوار متوازن، أظهر خلاله شخصية قوية وانضباطا تكتيكيا واضحا، مع اعتماد ذكي على مجموعة منسجمة جمعت بين الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية، ليكون “أسود الأطلس” قد عرفوا كيف يديرون لحظات الحسم، واستثمروا خبرتهم الجماعية في تجاوز المراحل الحاسمة، ليؤكدوا مرة أخرى عمق المشروع الكروي المغربي وقدرته على إنتاج منتخبات تنافس على الألقاب في مختلف المحافل.
في الجهة المقابلة، صنع المنتخب الأردني مفاجأة سارة في هذه النسخة، بعدما قدم أداء قتاليا وروحا عالية في كل المباريات، مع تنظيم محكم وانضباط تكتيكي مكنه من مقارعة منتخبات أكثر خبرة. “النشامى” دخلوا البطولة بطموح مشروع، ونجحوا في تحويله إلى واقع ملموس، ليبلغوا النهائي عن جدارة، ويبعثوا برسالة واضحة مفادها أن الكرة الأردنية تسير في الاتجاه الصحيح.
نهائي الدوحة يكتسي بعدا خاصا، إذ يشهد مواجهة تقنية مغربية خالصة على خط التماس بين طارق السكتيوي، مدرب المنتخب المغربي، وجمال السلامي، مدرب المنتخب الأردني، في صورة تعكس المكانة التي باتت تحتلها المدرسة التدريبية المغربية على الصعيد العربي. صراع تكتيكي بين مدربين يعرف كل واحد منهما تفاصيل الكرة المغربية، ويبحث كل طرف عن قيادة فريقه نحو منصة التتويج.
كأس العرب، منذ اعتمادها من طرف “فيفا”، اكتسبت قيمة تنظيمية وفنية أكبر، وأصبحت فضاء حقيقيا للتنافس واكتشاف المواهب، مع حضور جماهيري وإعلامي متزايد. فنهائي المغرب والأردن ليس مجرد مباراة لحسم لقب، بل محطة تؤكد أن الكرة العربية قادرة على تقديم صورة مشرفة عندما تتوفر الرؤية والتنظيم، وأن الدوحة نجحت مرة أخرى في احتضان حدث رياضي يجمع العرب حول شغف واحد، هو كرة القدم.