العلم - محمد الورضي
لم يكن افتتاح ملعب طنجة الكبير، مساء الجمعة، حدثا محليا عابرا، بل شكل لحظة عالمية حقيقية التقطتها كبريات الصحف الدولية باهتمام واضح، فالمغرب، وهو يدخل مرحلة جديدة من الاستثمار في البنيات الرياضية، قدم من خلال إعادة صيانة هذا الصرح وتوسيعه رسالة قوية مفادها أن البنية التحتية ليست مجرد منشآت، بل رؤية دولة تعرف أين تسير بهذا المشروع العالمي.
لم يكن افتتاح ملعب طنجة الكبير، مساء الجمعة، حدثا محليا عابرا، بل شكل لحظة عالمية حقيقية التقطتها كبريات الصحف الدولية باهتمام واضح، فالمغرب، وهو يدخل مرحلة جديدة من الاستثمار في البنيات الرياضية، قدم من خلال إعادة صيانة هذا الصرح وتوسيعه رسالة قوية مفادها أن البنية التحتية ليست مجرد منشآت، بل رؤية دولة تعرف أين تسير بهذا المشروع العالمي.
فإزالة مضمار ألعاب القوى شكلت التحول الأبرز، لأنها منحت الملعب روحا جديدة وأدخلته زمن الملاعب الكروية الخالصة، ليصبح الجمهور أقرب إلى الملعب وأقرب إلى اللعبة. ومع رفع الطاقة الاستيعابية من 45 ألفا إلى 75 ألف متفرج، بدا واضحا أن المغرب يستعد لاحتضان مواعيد كبرى، بملعب يضاهي أشهر الملاعب الأوروبية والعالمية.
فنجد التجهيزات الحديثة من إنارة متطورة، وشاشات عملاقة، مسارات منظمة لولوج الملعب، ومرائب للسيارات القادرة على تسهيل عملية الاستقبال… كلها عناصر جعلت الملعب أشبه بمدينة رياضية متكاملة، تحترم معايير الفيفا وتستجيب لتطلعات الجماهير.
وتسهم في ادخال مدينة طنجة اليوم مرحلة جديدة من الجاهزية لاحتضان أهم المواعيد العالمية المقبلة، سواء كان الأمر متعلقا بسنة 2025 بعد اقل من شهر حين ينطلق كاس امم افريقيا بالمغرب، أو بمحطة 2030 التي تتسع فيها قاعدة التنظيم باحتضان كاس العالم، شأنها شأن باقي المدن المغربية التي تشهد دينامية مماثلة. فبالأمس القريب افتُتح ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط الذي سجله التاريخ كمنشاة من الجيل الجديد، وأول أمس دُشن ملعب الأمير مولاي الحسن بحلة الحداثة، ومعه ملعب البريد الذي تغير اسمه إلى ملعب المدينة. وقبل ذلك عاشت فاس والدار البيضاء على إيقاع التجديد والبناء، ومعها ملاعب مراكش وفاس وأكادير ليكون المغرب ورشة وطنية كبرى ظل عنوانها الالتزام بالحدث، واحترام الزمن، وتقديم الصورة المشرقة أمام العالم.
إن ما حدث في طنجة ليس فقط إعادة افتتاح ملعب، بل هو تأكيد جديد على التزام المغرب بكل المواعيد التي قطعها على نفسه. التزام في الهندسة، في الرؤية، وفي الإيمان بأن الرياضة أصبحت اليوم لغة عالمية وواجهة حضارية للدول.
ملعب طنجة الكبير هو اليوم أكثر من منشأة… إنه توقيع مغربي واضح على صفحة العالم.