2021 أبريل 27 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد الله البقالي يكتب.. حديث اليوم

رئيس دولة يدخل إلى تراب دولة أخرى بهوية مزورة وبجواز سفر مزور، هذا وحده كاف لدحض الأطروحة المغلوطة التي بذلت جهود جبارة وصرفت من أجلها أموال طائلة وزهقت بسببها أرواح كثيرة من أجل التسويق لها وإقناع العالم بها.



ياللمذلة التي لا يقبل بها إلا الجبناء! رئيس دولة يتم تهريبه، كما يتم تهريب المجرمين العتاة الذين تلاحقهم العدالة بسبب اقترافهم جرائم خطيرة، بواسطة طائرة خاصة و في أجواء التعتيم والسرية، رئيس دولة ـ ياحسرة ـ لم تخصص له طائرة رسمية تحلق في سماء مكسوفة لاستقباله، ولا فرشت له الزرابي في حفل استقبال في المطار، ولا عزفت له موسيقى، بل دخل مذلولا، عاريًا حتى من إسمه الحقيقي الذي جرد منه.

والسبب قيل إنه هرب هناك للعلاج من كورونا، والحقيقة فإن الوضع لم يكن يتطلب كل هذه الفضيحة والبهدلة، إذ كان يمكن علاجه في مستشفيات الجزائر، ألم يقل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن بلاده تتوفر على أقوى وأحسن منظومة وبنية صحية في إفريقيا، قبل أن يكذب نفسه بنفسه ويسافر بعد أيام للعلاج في المانيا؟

تهريب رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية يكشف الوضع القانوني والاعتباري للدولة الوهمية التي يرأسها، بحيث اضطر إلى تزوير هويته لأن لا أحد يعترف له بالصفة المزعومة، ولا بالدولة الوهمية التي يرأسها، ولمجرد سفر قصد العلاج، اضطرت المخابرات الجزائرية والمخابرات الإسبانية وبالتواطؤ مع الحكومة الإسبانية إلى التزوير والتدليس والتهريب والكذب.

ما حدث يؤكد أن دولة الوهم لا يتجاوز الاعتراف الفعلي بها حدود الجزائر.

*** بقلم // عبد الله البقالي ***

للتواصل مع الكاتب:

bakkali_alam@hotmail.com



في نفس الركن