2022 يونيو/جوان 14 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم


العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي

تتواصل‭ ‬محاولات‭ ‬تبييض‭ ‬ملف‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬اكديم‭ ‬إيزيك‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬شكاية‭ ‬ضد‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬بتهمة‭ ‬ممارسة‭ ‬التعذيب‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬النكراء‭ ‬التي‭ ‬اقترف‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المتورطون‭ ‬أبشع‭ ‬أنواع‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬حد‭ ‬القتل‭ ‬البشع‭ ‬و‭ ‬التنكيل‭ ‬بالجثث‭ .‬

لن‭ ‬نكلف‭ ‬أنفسنا‭ ‬عناء‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬المرجعية‭ ‬الحقوقية‭ ‬التي‭ ‬تشتغل‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬الجواب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬مفيدا‭ ‬بالمرة‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬الخلفية‭) ‬السياسوية)‭  ‬الرخيصة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تؤطر‭ ‬اشتغال‭ ‬هؤلاء‭ ‬على‭ ‬ملف‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬توفرت‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬شروط‭ ‬المحاكمة‭ ‬العادلة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬حسم‭ ‬فيه‭ ‬القضاء‭ ‬بأحكام‭ ‬نهائية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬فإن‭ ‬جهة‭ ‬معينة‭ ‬توظف‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬لخدمة‭ ‬أجندة‭  ‬(سياسوية)‭ ‬رخيصة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬الجريمة‭ ‬يتم‭ ‬استخدامهم‭ ‬حطبا‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬تخدم‭ ‬أهدافا‭ ‬سياسية‭ ‬صرفة‭ .‬

البعد‭ ‬الحقوقي‭ ‬كان‭ ‬يلزم‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬المحاولات‭ ‬الجديدة‭ ‬أن‭ ‬تستحضر‭ ‬حقوق‭ ‬الضحايا‭ ‬قبل‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬مصالح‭ ‬الجناة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬الأهداف‭ ‬سياسية‭ ‬صرفة‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية‭ ‬لم‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الضحايا‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬الجلاد‭ ‬إلى‭ ‬ضحية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الظالم‭ ‬إلى‭ ‬مظلوم‭ . ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬المرجعية‭ ‬الحقوقية‭ ‬الكونية‭ .‬

الواضح‭ ‬أن‭ ‬أعداء‭ ‬المغرب‭ ‬يواجهون‭ ‬ظروفا‭ ‬صعبة‭ ‬دقيقة‭ ‬أمام‭ ‬توالي‭ ‬الانكسارات‭ ‬و‭ ‬الهزائم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬و‭ ‬القانوني‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬اعتدنا‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬اللعب‭ ‬بجميع‭ ‬الأوراق‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬اختاروا‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬معتقلي‭ ‬اكديم‭ ‬إزيك‭ ‬الذين‭ ‬يقضون‭ ‬عقوبات‭ ‬قضى‭ ‬بها‭ ‬القضاء‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬خلت‭ ‬،و‭ ‬لم‭ ‬يتذكروها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬خلالها‭ ‬خصوم‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬انتكاسات‭ ‬حقيقية‭ .‬

لذلك‭ ‬فالمحاولة‭ ‬الجديدة‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عما‭ ‬اعتدناه‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬قبلت‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬ذراعا‭ ‬استخباراتيا‭ ‬لأجهزة‭ ‬دولة‭ ‬معينة‭ ‬بالمقابل‭ .‬
 
      للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com 



في نفس الركن