2024 يناير 3 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد اللّه البقالي يكتب: حديث اليوم



إنه الهوس الحقيقي بالمغرب، هذا ما لا يحتاج الملاحظ إلى كبير جهد لاستنتاجه من الحوار الذي أجراه وزير الخارجية الجزائري مع قناة (الجزيرة) القطرية. حيث احتل المغرب جزءا كبيرا من مساحة الحوار.

وفيما يبدو تنسيقا مسبقا بين الصحافية الجزائرية المحاورة ووزير خارجية بلدها، كان المغرب موضوعا رئيسيا ومحوريا ومفصليا في الحوار، وحتى حينما كانت تطرح أسئلة تتعلق بدول أخرى في الحوار كانت الصحافية ووزير خارجية بلدها يقحمان المغرب.

ما الذي يعنيه أن يحظى المغرب بكل هذا الاهتمام من طرف وزير خارجية الجزائر؟ يعني ما يعنيه، أن حضور المغرب بصفة يومية داخل الجزائر، في وسائل الإعلام الجزائرية الموالية لمراكز القرار، وفي الأوساط الرسمية بما في ذلك رئاسة الجمهورية التي لا يمكن للسان رئيسها أن ينطق بجملة واحدة دون أن يقحم المغرب، ليس صدفة ، كما أنه ليس ظاهرة طبيعية ناتجة عن تعقيدات الجوار، ولا عن إرادة جزائرية رسمية في تطوير العلاقات بين البلدين وتخليصها من رواسب الماضي والحاضر، بل إن الأمر يتعلق بهوس حقيقي يصل مستوى المرض الذي يحتاج إلى علاج حقيقي لدى أطباء متخصصين في العقد النفسية المترتبة عن  أحقاد.

لا تفسير لما نلاحظ غير ذلك، لأنه لا يعقل أن يخصص الحاكمون في الجزائر وإعلامهم كل هذا الاهتمام للمغرب بهدف الإساءة، في الوقت نفسه الذي يتجنب فيه المغاربة التفاعل والرد على هذا الاستهداف.

الأكيد أن ثمة عقد مترتبة عن الماضي، لكن العديد من دول العالم تسبب لهم الماضي في صعوبات كبيرة في علاقات الجوار، لكنها نجحت في تجاوز ذلك الماضي، وخصصت جهودها لتنمية علاقات الجوار، في حين ظلت ترسبات الماضي عائقا نفسيا معقدا لدى رجالات ونساء النظام الجزائري.
 
 ولا نملك إلا أن ندعو لوزير خارجية الجزائر ولرئيسه ولرجالات مؤسسته العسكرية، ولصحافييهم في الداخل كما في قناة (الجزيرة) القطرية بالشفاء العاجل من مرضهم المستفحل.

عبد الله البقالي

للتواصل مع الكاتب:

bakkali_alam@hotmail.com



في نفس الركن