2021 يونيو/جوان 22 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد اللّه البقالي يكتب حديث اليوم


العلم الإلكترونية - بقلم عبد اللّه البقالي 

نظم حزبا (بوديموس) و(اليسار الاشتراكي) الإسبانيان نهاية الأسبوع الماضي مسيرة للمطالبة بما سمياه ب (الحرية للشعب الصحراوي)، وطبعا عكست هذه المسيرة الحجم الشعبي المتواضع جدا لهذين الحزبين اللذين لا يزالان يجران ذيول هزيمة انتخابية مذلة جدا في الانتخابات التي جرت قبل أسابيع قليلة بالجارة الإسبانية، وهو ما دفع برئيس حزب (بوديموس) إلى إعلان الانسحاب من الحياة السياسية، حجم متواضع عكسه الحضور الضعيف جدا، و أن الغالبية من الحضور الضعيف كانوا من أعضاء الجبهة الانفصالية المكلفين بمهام في إسبانيا.
 
لا يهمنا في حدث تنظيم هذه المسيرة غير الوقوف عند حقيقة ثابتة لم تعد خافية على أحد ، فسواء تعلق الأمر ب( بوديموس) أو ب ( اليسار الاشتراكي) الإسبانيين، فإن مساندة ما يسمى ب (الشعب الصحراوي) ليست قضية مبدإ ، بل إن الأمر يتعلق بتجلي من تجليات تصريف عداء وأحقاد ضد المغرب والمغاربة، و أن القضية ذات مضمون سياسي يرتبط بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة.
 
أدلة كثيرة على وجود هذه الحقيقة، لأن الذي يساند قضية تتعلق بتقرير المصير من خلال انفصال عن التراب الوطني، كان أجدر به أن يساند هذه القضية في بلاده أولا، في قضية يتعايش معها هذان الحزبان وغيرهما من الأحزاب الإسبانية، حيث يطالب سكان منطقة إسبانية بحقهم في تقرير المصير، و أكدوا اختيارهم الحر من خلال استفتاء شعبي رسمي ، إلا أنهم لاقوا من بني جلدتهم ما لم يلقوه من أعتى الديكتاتوريات التي حكمت إسبانيا ، من تنكيل و اعتقال وأحكام قضائية قاسية جدا. و رغم كل ذلك لم يفتح قادة (بوديموس) و(اليسار الاشتراكي) الإسبانيين أفواههم، و لم ينظموا مسيرات تضامنية، ولم يناصروا مواطنين من شعبهم.
 
إنه النفاق بنكهة إسبانية استعلائية ، و بمرجعية استعمارية بغيضة.
 
   للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com  
 

 



في نفس الركن