2022 يناير 20 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد اللّه البقالي يكتب حديث اليوم


العلم الإلكترونية - عبد اللّه البقالي 

إصلاح قطاع التعليم يحتاج إلى مقاربة شاملة تضع الموارد البشرية في مقدمة الاهتمام و المعالجة .لذلك حينما نعاين حرص رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش على الحضور شخصيا في مراسم توقيع الاتفاق بين النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية و وزارة التربية الوطنية ، فإنه يعطي إشارة قوية مفادها أن الحكومة برمتها معنية بالحوار في قطاع استراتيجي من مستوى قطاع التعليم ، و يؤشر على أن الحكومة الحالية تتعامل مع ملف إصلاح التعليم بمقاربة مختلفة عن السابق ، و تؤكد أن معالجة القضايا التي تهم الموارد البشرية هي المدخل الرئيسي في مسار الاصلاح الذي يبدو طويلا و شاقا .
 
نتفهم دفوعات الذين يعتبرون الاتفاق غير مكتمل ، و أنه أغفل العديد من القضايا ، و هذا أمر نعتبره طبيعيا و عاديا ، لأن المهم في هذا المسار هو البداية ، كما أن الاتفاق تضمن فقرات واضحة تنص على مواصلة انتظام الحوار بهدف تسوية باقي القضايا العالقة ، و هنا يجب الحرص كل الحرص على تفعيل هذا المقتضى ، لأنه يرهن مستقبل و مصير مصداقية ما تم الاتفاق عليه و يرتبط بصفة مباشرة بالاستقرار في هذا القطاع الاستراتيجي لإقناع المعنيين بالأمر و الرأي العام قاطبة بأن إرادة الحكومة قوية للمضي إلى أبعد نقطة في هذا الصدد ، و لتجنب الاعتقاد بأن الحكومة ورطت النقابات في اتفاق لا أفق له .
 
طبعا ، النقابات ليست معنية بالأوضاع المادية و المهنية للشغيلة التعليمية فقط ، بل إنها معنية بصفة مباشرة بمسار إصلاح قطاع التعليم برمته ، لذلك لا بد من مواصلة العمل بالمنهجية التشاركية فيما يتعلق بجميع مراحل و مظاهر و مبادرات إصلاح التعليم .
 
على كل حال يسجل الرأي العام الجدية و السرعة و الفعالية التي ميزت أطوار الحوار الاجتماعي في هذا القطاع ، مما مكن من تحقيق نتائج ، نعتبرها إلى الآن ايجابية ، في زمن قياسي جدا . و أن هذا الحوار في عهد الحكومة الحالية حقق ما لم يتحقق في سنوات عجاف من حوار لم يكن الهدف منه غير السعي إلى ربح مزيد من الوقت . و هذا إنجاز يحسب للسيد وزير التربية الوطنية و لحكومة السيد عزيز أخنوش الذي أشرف بصفة شخصية على هذا الحوار .
 
   للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com 
 



في نفس الركن