2021 شتنبر 3 - تم تعديله في [التاريخ]

عزيز هيلالي: شعار حزب الاستقلال في سلا هو التغيير الآن !

كدأبهم منذ بداية الحملة الانتخابية الممهدة لاستحقاقات 8 شتنبر 2021، ينطلق عزيز هيلالي وكيل اللائحة الجهوية لحزب الاستقلال بعمالة سلا، رفقةَ مناضلي الحزب بالمدينة المليونية في جولة تواصلية مع الساكنة.


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي 

قال عزيز هيلالي، وكيل اللائحة الجهوية لحزب الاستقلال بعمالة سلا، إن الاستحقاقات التي يعيشها المغرب اليوم والتي تجمع بين الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية فريدة من نوعها لاعتبارات عدة أولها، اجتماعُ كل هذه الانتخابات لأول مرة بالمغرب في يوم واحد، وثانيها أن المملكة بعد يوم ثامن شتنبر ستعرف -حسب تصوره- نقطة تحول في مسارها التاريخي والسياسي والديموقراطي، معتبرا أن حزب الاستقلال ينشد أن تكون المشاركة واسعة في هذه الانتخابات، وأن تحقق أعلى مستوياتها، وهو ما سيمثل النجاح الأول الذي ينتظره حزب الاستقلال من المحطة الانتخابية.
 
مشاركة الشباب في الانتخابات حاسمة حتى لا نرهن مستقبل  بلادنا لخمس سنوات عجاف أخرى
 
وشدد المتحدث، على أنه كلما كانت المشاركة مرتفعة فسيكون التغيير مهما على اعتبار أن التجربتين -الانتخابيتين- السابقتين عرفتا نسبة مشاركة ضعيفة، ولذلك استفاد من استفاد من تلك الانتخابات . ونوه بأن كل من صوت اليوم لأي حزب فهو ينشد التغيير، وأن كل من تقاعس ولم يصوت فهو راضٍ عن الوضع الحالي الذي جزم أن جميع المغاربة يرفضونه جملة وتفصيلا، كنتاجٍ للتجربتين الماضيتين للحكومة الحالية.
 
وعدّد هيلالي، جملة من التحديات التي تواجهها بلادنا في هذا الظرف الدقيق من تاريخها، قائلا إن أولها بالنسبة لحزبه الاستقلال، هو رفع نسبة المشاركة في الانتخابات، والتحدي الثاني هو مشاركة الشباب في الحياة السياسية، لأن هؤلاء هم المعنيون أكثر بمستقبل المغرب ومدنه، بينما الأجيال السابقة ترى مستقبلها وراء ظهرها على عكس الشباب الذي يرى مستقبله أمامه. لذلك فإنه يرى أن الشباب إذا ما أضاعوا هذه الفرصة بعدم المشاركة في الانتخابات فإنهم يفوتون الفرصة على أنفسهم أولا، وعلى وطنهم ثانيا خلال خمسِ سنواتٍ المقبلة من التراجعات على المستويات كافة.
 
أما التحدي الثالث والأهم، وفق هيلالي، فهو أن المغرب لم يعد قادرا على تحمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعانيها حاليا. وأضاف أن المغرب اليوم مضطر للانطلاق انطلاقة جديدة بالرغم من مشاكله الاقتصادية الاجتماعية الكثيرة والمتعددة، مشددا على أنه إن لم تأتِ حكومة جديدة قادرة على التغيير وذات إرادة سياسية حقيقية،ومنقذون ورجال إطفاء لا قدر الله فستكون أوضاعنا مأساوية.​

والأكثر من هذا، يقول هيلالي، هو مشاكل كورونا التي قهرت العالم المتقدم، فما بالك ببلد سائر في طريق النمو كالمغرب... ليخلص إلى أن التحدي التنموي هو تحدٍّ واسع وكبير، يرهن مستقبل المغرب العام بوضعيته التي وصلها اليوم مع كورونا.
 
سلا انتكست خلال ثلاث ولايات جماعية لوجوه اغتنت من صناديق الجماعة
 
وقال هيلالي، إذا كانت هذه هي طبيعة هذا الاستحقاق على المستوى الوطني، فعلى مستوى سلا فحدث ولا حرج، فالمدينة عاشت نكسات متعددة منذ أزيد من ثلاث ولايات جماعية، تعاقب فيها الأشخاص أنفسهم، الممارسات نفسها، حيث اغتنى هؤلاء جميعا من الصناديق الجماعية لسلا، كلهم بنوا القصور واستغلوا مواقعهم الانتخابية لتحقيق رغباتهم الشخصية، كلهم تناسوا مآسي ساكنة سلا وأزمة المدينة المليونية، كلهم بحثوا عن الاستمرار في الكراسي أكثر من البحث عن تحسين أوضاع السلاويات والسلاويين.
 
وأكد المناضل الاستقلالي، أنه إذا كان شعار حزب الاستقلال اليوم على المستوى الوطني هو "الإنصاف الآن"، وهي جملة تعطي تفسيرات عديدة أولها أن يتمتع الشعب المغربي بكل فئاته وطبقاته بالامتيازات نفسها والخصوصيات والخدمات ذاتها.
 
وبين هيلالي، أن حزب الاستقلال في سلا، لا يقبل أن تظل أوضاع سلا على حالها، حيث يريد التغيير من خلال وجوه جديدة، وإرادة سياسية حقيقية جديدة، وكفاءات وأطر تتحمل الشأن المحلي، "نريد من له القلب والكبدة على هذه المدينة"، الذي يقدر تاريخها المجيد، وهو تاريخ طويل وعريض لعب فيه حزب الاستقلال دورا محوريا عبر العمل الوطني الذي ينطلق من مدينة سلا.
 
وأشار إلى أن ساكنة سلا مازالت تتذكر الدور الذي لعبه المجاهد أبو بكر القادري إلى جانب الكثير من المواطنين المخلصين ومن موقعي وثيقة الاستقلال في النهضة الديمقراطية والسياسية في هذه البلاد، حتى أصبحت سلا مركز إشعاع وطني ومركز ديناميكيا للثورة الوطنية في طرد المستعمر.
 
كل هذا التاريخ المجيد لمدينة سلا، برجالاتها ونسائها المناضلات على مستوى الحركة الوطنية أمثال رقية المرانية، فاطمة الزنيبرية وفاطمة حصاد وغيرهن... وهذا دليل على أن السلاويات والسلاويين كانوا في خندق واحد وناضلوا من أجل معركة التحرير والاستقلال.
 
سلا المناضلة تحولت إلى مدينة مترديةِ الأوضاع على كافة الأصعدة
 
وتأسف هيلالي، على الصورة الضبابية التي تغشى سلا اليوم، مستنكرا معاناة هذه المدينة العريقة من كل المشاكل التي تعاني منها جميع مدن المغرب، وبصفة خاصة غياب الإنارة في الأحياء، وقنوات الصرف الصحي، وتدهور مجال التعمير والإسكان الذي يعرف عمرانا لا يستجيب لحاجيات الساكنة.
 
واعتبر هيلالي، أن الخدمات المرتبطة بالعمل الجماعي كلها متدهورة، فهي بحسب تقديره إما غير موجودة أصلا أو في وضعية سيئة، وإما هناك وعود بدون أفعال. كما قال إن الخدمات الجماعية الموجهة للمواطنين متخلفة على جميع المستويات، وبعيدة عن المواطنين، كما أن الموارد البشرية للجماعة محدودة جدا، بالمقابل هناك ميزانية لا بأس بها.
 
وشدد المتحدث، على أنه إذا كانت هناك إرادة وبرنامج واقعي وحقيقي، وإذا كانت إرادة قوية لتحويل سلا إلى ما هو أفضل، فالإمكانيات المادية موجودة وحتى طلب إمكانيات أخرى ممكن أن تكون وراءها برامج، مستدلا على ذلك بالمخطط الملكي لإحياء المدينة العتيقة لسلا الذي جنبها أن تكون أمام سراب من الإرث العمراني والمعماري التاريخي للمدينة.
 
وأكد المتحدث، على أن الإرادة الملكية دائما هي التي ترجمت برامج تهدف إلى إعادة الاعتبار لمدينة سلا، لكن للأسف نرى المنتخبين الحاليين يكتفون بالتفرج على هذا المشروع، دون تقديم العون أو الإسراع من أجل إنجازه، إنها وضعية سيئة على كل المستويات فيما يخص الخدمات الجماعية.
 
وبالتطرق إلى الخدمات المتعلقة بالتعليم والصحة والشغل فالأمر سيان بالنسبة لعزيز هيلالي، حيث أكد على أن الأقسام لا زالت تعرف الاكتظاظ، والمدارس معزولة وبعيدة عن بعض التلاميذ، دون إغفال ظاهرة ترويج المخدرات أمام المداخل الرئيسَةِ لأغلب المؤسسات التعليمية مع غياب المراقبة والمحاسبة، المجال يعرف أيضا استمرار معاناة الكثير من رجال التعليم مع الأزمات المختلفة، سواء المادية أو النفسية المتعلقة بأوضاعهم الخاصة، بالإضافة لتعرضهم إلى مختلف أشكال العنف نظرا لغياب الأمان بمدينة سلا، والتي للأسف رغم مجهودات الأجهزة الأمنية لازالت موصومة بالإرهاب والجريمة، إذن، كل هاته الأمور تعطي أوصافا لا تليق بسلاويات وسلاويي المدينة، وبالشباب الذي يطمح إلى عيش مستقبل أحسن.
 
وقال المصدر ذاته، يأتي اليوم حزب الاستقلال ليلتمس من المواطنات والمواطنين وضع أيديهم في يده قصد إحداث التغيير، وتجاوز الوجوه المألوفة والبالية التي تعطي الأولوية لمصالحها الخاصة، المطلوب حسب المتحدث هو جيل جديد من سلاويات وسلاويي المدينة يتسمون بروح المسؤولية.
 
كما ذكّر هيلالي، بتصدر حزب الاستقلال لأول انتخابات جماعية بالمغرب سنة 1960، حين ترأس المرحوم أحمد بليماني الجماعة بأغلبية ساحقة، موضحا أنه منذ تلك التجربة لم يحظَ الحزب بثقة السلاويات والسلاويين ليدبر الشأن الجماعي بالمدينة، بالرغم من مشاركة الحزب في بعض الأغلبيات، لهذا نادى بضرورة وضع السلاويات والسلاويين ثقتَهم في حزب الاستقلال كي يأخذ زمام الأمور، خاصة وأنه قدم زمرة من الشابات والشباب والنساء والرجال كلهم رغبة في إحداث التغيير.
 
سلا تستحق أن تكون قاطرة جذب على مستوى الجهة
 
وفي ما يخص المستوى الجهوي، شدد هيلالي، على أن سلا تستحق أن تكون موقع وقاطرة جذب للجهة بحكم عدد سكانها ومساحتها، إضافة إلى تنوع أنماط الحياة فيها، الأمر الذي سيجعلها تلعب دورا كبيرا.
 
واستدرك القيادي الاستقلالي، بأن مستوى استفادة سلا من مجلس الجهة ضعيف جدا إن لم نقل منعدما، داعيا مجلس الجهة المنتخب بعد الثامن من شتنبر، إلى القيام بدوره في إنقاذ سلا ورد اعتبارها، وذلك بتوفير الإمكانات وتمويل المشاريع التنموية سواء المرتبطة بدعم برامج التنمية للمدينة، أو من خلال ابتكار برامج جديدة.
 
والمنتظر إذن من مجلس الجهة، حسب هيلالي، بعد ترشيح فريق متكامل بشبابه وكهوله من نساء ورجال ومسؤولي حزب الاستقلال وأطر وكفاءات تمثل قيمة مضافة، هو إنجاح البرامج الكفيلة بإنقاذ مدينة سلا، كذلك ترجمة أماني وطموحات الشباب السلاوي، التي كانت تعتبر في وقت سابق سرابا، على أرض الواقع، إضافة إلى منح المدينة انطلاقة جديدة ونقطة تحول في المجال الاقتصادي والاجتماعي للجهة ككل، لأن كل جزء فيها لديه مكانته وموارده الخاصة، وبتكامل هاته الجهود وتضافرها والبحث عن إمكانات قادرة على تغذية البرامج الجهوية يمكن أن تعيش بفضلها المدينة طفرة ضاعت عليها طوال سنوات.
 
 وتمنى هيلالي، أن تمثل انتخابات ثامن شتنبر نقطة انطلاق جديدة، ووعد المصوتين بتحقيق كل التطلعات والانتظارات المتعلقة بإنقاذ مدينة سلا محليا وجهويا.
 



في نفس الركن