خيار الاستفتاء دفن نهائيا منذ ربع قرن و مقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى طي صفحة التوتر الإقليمي
العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، نهاية الأسبوع بالداخلة، أن الدبلوماسية المغربية، كما يتم نهجها تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ترتكز على فلسفة “العمل” والفعل الملموس” وذلك لتجسيد مسار استثنائي.
السيد هلال، أوضح في مداخلة له خلال لقاء نظم في إطار فعاليات الدورة الخامسة للمنتدى السنوي “المغرب الدبلوماسي- الصحراء”، حول موضوع “الدبلوماسية المغربية في خدمة السلام، والاستقرار والتعاون الإفريقي”، أن الدبلوماسية الملكية تُمارس كتجسيد مميز لقناعة راسخة تتمثل في كون عظمة الأمم تُقاس بمدى قدرتها على بناء جماعي لمستقبلها، وأن التضامن يشكل الأساس الحقيقي لنظام عالمي أكثر عدلا وإنصافا.
في ذات السياق أبرز الدبلوماسي المغربي أن الدبلوماسية الملكية تقوم على فلسفة عمل متمفصلة، تراهن على الثقة بدلا من التوجس، وعلى التعاون بدلا من العزلة، وعلى الاستدامة بدلا من الانتهازية وعلى الكرامة الإنسانية بدلا من الهيمنة.
السيد هلال ذكر بأن هذه الرؤية الملكية تتجذر في الإرث العريق للبلاد في هذا الحوار الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت وتم نسجه بين المحيط الأطلسي والصحراء، وبين المنطقة المغاربية، وإفريقيا الصحراوية وأوروبا، والذي مكن من رسم معالم دبلوماسية ملتزمة ومنفتحة مشيرا إلى أن الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء تتيح فرصة للتأمل في هذا المسار المتميز ومؤكدا أن هذه المسيرة تجسد فلسفة دبلوماسية تجمع بين الشرعية التاريخية والوحدة الوطنية، وكذا التأكيد الإيجابي على الذات دون نفي الطرف الآخر.
وانطلاقا من الركائز الأساسية الثلاث لميثاق الأمم المتحدة، وهي التنمية، وحقوق الإنسان، والسلم والأمن الدوليان، دعا السيد هلال إلى دبلوماسية عمل ملموسة وعملية، مشددا على أن المغرب ما فتئ يدافع عن نهج تعددي قائم على نتائج ملموسة يتجاوز مجرد إعلان للقيم، ويسعى إلى ترجمتها إلى مبادرات ملموسة، بما يخدم نظاما دوليا أكثر تضامنا واستدامة.
السيد هلال كشف أن المملكة، المعتدة بخبرتها، تترشح لرئاسة لجنة تعزيز السلام (PBC) في الأمم المتحدة اعتبارًا من يناير المقبل. وهي مسؤولية من شأنها أن تضفي منظورا إفريقيا أصيلا على عمليات الأمم المتحدة، وتعكس أولويات القارة بشكل أكثر دقة.
في حوار مع شبكة بي بي س عربي كان الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة قد إعتبر القرار رقم 2797 الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء بمثابة الانتصار الدبلوماسي للمغرب لأنّه كرّس الحكم الذاتي كأساس لحل قضية الصحراء في إطار سيادة المغرب.
هلال صرح لبرنامج بلاقيود الذي تبثه المنصة الإخبارية البربطانية بأنّ القرار يعد انتصارا ضد الانفصال لأنّه بمثابة فيتو أي لا رجعة فيه في هذا الشأن .
وفيما يتعلق بالاستفتاء الذي تطالب به جبهة البوليساريو، شدد هلال على أن خيار الاستفتاء "دفن نهائيا منذ ربع قرن" وأن الأمم المتحدة وضعته جانبا وتتكلم عن الحل السياسي التوافقي المقبول من جميع الأطراف.
وردا على ما نُشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي بشأن محاولته حجب العلم الجزائري بالعلم الأمريكي قبل انطلاق مؤتمر صحفي جمعه مؤخراً بالسفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، نفى هلال هذه الواقعة مشيراً إلى أنّ الفيديو الذي تم تداوله لم يُنشر كاملا. وأعرب السفير المغربي عن تقديره للجزائر كدولة جارة ولعلمها قائلا: "العلم الجزائري على رأسي واقبّله" حسب تعبيره.
الممثل المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة أضاف أنّ من بين أهداف مقترح المغرب الذي يمنح حكما ذاتيا لإقليم الصحراء , الوصول إلى حالة من حسن الجوار مع الجزائر وحل المشاكل التي علّقَت مسيرة اتحاد المغرب العربي لنحو نصف قرن.
عمر هلال أكد في السياق , أن مقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية لا يمثل حلاً إدارياً أو سياسياً فحسب، بل هو رؤية استراتيجية تهدف إلى طي صفحة التوتر الذي عطل مسار اتحاد المغرب العربي لعقود , وشدد على أن المغرب، الذي استثمر أكثر من 10 مليارات دولار في تنمية أقاليمه الجنوبية، يمد يده بصدق للجميع للانخراط في حل تفاوضي، مع الإبقاء على ثوابته الوطنية “خطوطاً حمراء” لا تقبل التنازل.