2025 نونبر 19 - تم تعديله في [التاريخ]

عمر‭ ‬هلال‭ ‬يستعرض‭ ‬ركائز‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة‭ :‬

‭ ‬فلسفة‭ ‬عمل‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التوجس،‭ ‬والتعاون‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬العزلة،‭ ‬وعلى‭ ‬الاستدامة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الانتهازية



خيار‭ ‬الاستفتاء‭ ‬دفن‭ ‬نهائيا‭ ‬منذ‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬و‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬التوتر‭ ‬الإقليمي


أكد‭ ‬السفير‭ ‬الممثل‭ ‬الدائم‭ ‬للمغرب‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬عمر‭ ‬هلال،‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬بالداخلة،‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬نهجها‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬فلسفة‭ ‬“العمل”‭ ‬والفعل‭ ‬الملموس”‭ ‬وذلك‭ ‬لتجسيد‭ ‬مسار‭ ‬استثنائي‭.‬
 
السيد‭ ‬هلال،‭ ‬أوضح‭ ‬في‭ ‬مداخلة‭ ‬له‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬نظم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الخامسة‭ ‬للمنتدى‭ ‬السنوي‭ ‬“المغرب‭ ‬الدبلوماسي‭- ‬الصحراء”،‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬“الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬السلام،‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتعاون‭ ‬الإفريقي”،‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الملكية‭ ‬تُمارس‭ ‬كتجسيد‭ ‬مميز‭ ‬لقناعة‭ ‬راسخة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬عظمة‭ ‬الأمم‭ ‬تُقاس‭ ‬بمدى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬جماعي‭ ‬لمستقبلها،‭ ‬وأن‭ ‬التضامن‭ ‬يشكل‭ ‬الأساس‭ ‬الحقيقي‭ ‬لنظام‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬عدلا‭ ‬وإنصافا‭.‬
 
في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬أبرز‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المغربي‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الملكية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬فلسفة‭ ‬عمل‭ ‬متمفصلة،‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التوجس،‭ ‬وعلى‭ ‬التعاون‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬العزلة،‭ ‬وعلى‭ ‬الاستدامة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الانتهازية‭ ‬وعلى‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭.‬
 
السيد‭ ‬هلال‭ ‬ذكر‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬تتجذر‭ ‬في‭ ‬الإرث‭ ‬العريق‭ ‬للبلاد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬تاريخه‭ ‬إلى‭ ‬قرون‭ ‬مضت‭ ‬وتم‭ ‬نسجه‭ ‬بين‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬والصحراء،‭ ‬وبين‭ ‬المنطقة‭ ‬المغاربية،‭ ‬وإفريقيا‭ ‬الصحراوية‭ ‬وأوروبا،‭ ‬والذي‭ ‬مكن‭ ‬من‭ ‬رسم‭ ‬معالم‭ ‬دبلوماسية‭ ‬ملتزمة‭ ‬ومنفتحة‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الذكرى‭ ‬الخمسين‭ ‬للمسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬تتيح‭ ‬فرصة‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬المتميز‭ ‬ومؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬تجسد‭ ‬فلسفة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الشرعية‭ ‬التاريخية‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وكذا‭ ‬التأكيد‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬دون‭ ‬نفي‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭.‬
 
وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬الثلاث‭ ‬لميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهي‭ ‬التنمية،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والسلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليان،‭ ‬دعا‭ ‬السيد‭ ‬هلال‭ ‬إلى‭ ‬دبلوماسية‭ ‬عمل‭ ‬ملموسة‭ ‬وعملية،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬نهج‭ ‬تعددي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬يتجاوز‭ ‬مجرد‭ ‬إعلان‭ ‬للقيم،‭ ‬ويسعى‭ ‬إلى‭ ‬ترجمتها‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬ملموسة،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬نظاما‭ ‬دوليا‭ ‬أكثر‭ ‬تضامنا‭ ‬واستدامة‭.‬
 
السيد‭ ‬هلال‭ ‬كشف‭ ‬أن‭ ‬المملكة،‭ ‬المعتدة‭ ‬بخبرتها،‭ ‬تترشح‭ ‬لرئاسة‭ ‬لجنة‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ (‬PBC‭) ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬المقبل‭. ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تضفي‭ ‬منظورا‭ ‬إفريقيا‭ ‬أصيلا‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتعكس‭ ‬أولويات‭ ‬القارة‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭.‬
 
في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬س‭ ‬عربي‭ ‬كان‭ ‬الممثل‭ ‬الدائم‭ ‬للمغرب‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬إعتبر‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬2797‭ ‬الأخير‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬بمثابة‭ ‬الانتصار‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬للمغرب‭ ‬لأنّه‭ ‬كرّس‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬كأساس‭ ‬لحل‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سيادة‭ ‬المغرب‭.‬
 
هلال‭ ‬صرح‭ ‬لبرنامج‭ ‬بلاقيود‭ ‬الذي‭ ‬تبثه‭ ‬المنصة‭ ‬الإخبارية‭ ‬البربطانية‭ ‬بأنّ‭ ‬القرار‭ ‬يعد‭ ‬انتصارا‭ ‬ضد‭ ‬الانفصال‭ ‬لأنّه‭ ‬بمثابة‭ ‬فيتو‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ .‬
 
‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاستفتاء‭ ‬الذي‭ ‬تطالب‭ ‬به‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬شدد‭ ‬هلال‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬خيار‭ ‬الاستفتاء‭ ‬‮«‬دفن‭ ‬نهائيا‭ ‬منذ‭ ‬ربع‭ ‬قرن‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وضعته‭ ‬جانبا‭ ‬وتتكلم‭ ‬عن‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬التوافقي‭ ‬المقبول‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭.‬
 
وردا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نُشر‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بشأن‭ ‬محاولته‭ ‬حجب‭ ‬العلم‭ ‬الجزائري‭ ‬بالعلم‭ ‬الأمريكي‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬جمعه‭ ‬مؤخراً‭ ‬بالسفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬نفى‭ ‬هلال‭ ‬هذه‭ ‬الواقعة‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تداوله‭ ‬لم‭ ‬يُنشر‭ ‬كاملا‭. ‬وأعرب‭ ‬السفير‭ ‬المغربي‭ ‬عن‭ ‬تقديره‭ ‬للجزائر‭ ‬كدولة‭ ‬جارة‭ ‬ولعلمها‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬العلم‭ ‬الجزائري‭ ‬على‭ ‬رأسي‭ ‬واقبّله‮»‬‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره‭.‬
 
الممثل‭ ‬المغربي‭ ‬الدائم‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أضاف‭ ‬أنّ‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهداف‭ ‬مقترح‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬يمنح‭ ‬حكما‭ ‬ذاتيا‭ ‬لإقليم‭ ‬الصحراء‭ , ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬مع‭ ‬الجزائر‭ ‬وحل‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬علّقَت‭ ‬مسيرة‭ ‬اتحاد‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬لنحو‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭.‬
 
عمر‭ ‬هلال‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬السياق‭ , ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬حلاً‭ ‬إدارياً‭ ‬أو‭ ‬سياسياً‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬التوتر‭ ‬الذي‭ ‬عطل‭ ‬مسار‭ ‬اتحاد‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬لعقود‭ , ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المغرب،‭ ‬الذي‭ ‬استثمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬أقاليمه‭ ‬الجنوبية،‭ ‬يمد‭ ‬يده‭ ‬بصدق‭ ‬للجميع‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬تفاوضي،‭ ‬مع‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬ثوابته‭ ‬الوطنية‭ ‬“خطوطاً‭ ‬حمراء”‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التنازل‭.‬



في نفس الركن