
الرباط
لا تزال تداعيات الزلزال السياسي العاصف الذي أحدثه الرئيس السابق لجمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما بدعمه لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية تحت السيادة الوطنية المغربية الكاملة غير المنقوصة ، لا تزال هذه التداعيات تتفاعل على أكثر من صعيد ، بعد أن أحدثت رجة عنيفة في الجزائر ، جعلت الرئيس عبد المجيد تبون يسارع بإرسال وفد من رئاسة الجمهورية و المخابرات العامة ، إلى بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا ، لتقصي الحقائق ، ولرصد ردود الفعل للتصريحات القوية والشجاعة و الجريئة التي أدلى بها جاكوب زوما ، خلال زيارته للرباط التي التقى فيها بناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج . وكان جاكوب زوما الذي يرأس حزب أومكونتو ويسيزوي ، قد أعلن في تصريحاته خلال المؤتمر الصحافي عقب المباحثات التي أجراها مع بوريطة ، عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي ، و أكد أهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات بين جنوب أفريقيا و المملكة المغربية . وقال لدينا إمكانات كبيرة للعمل المشترك .
لا تزال تداعيات الزلزال السياسي العاصف الذي أحدثه الرئيس السابق لجمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما بدعمه لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية تحت السيادة الوطنية المغربية الكاملة غير المنقوصة ، لا تزال هذه التداعيات تتفاعل على أكثر من صعيد ، بعد أن أحدثت رجة عنيفة في الجزائر ، جعلت الرئيس عبد المجيد تبون يسارع بإرسال وفد من رئاسة الجمهورية و المخابرات العامة ، إلى بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا ، لتقصي الحقائق ، ولرصد ردود الفعل للتصريحات القوية والشجاعة و الجريئة التي أدلى بها جاكوب زوما ، خلال زيارته للرباط التي التقى فيها بناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج . وكان جاكوب زوما الذي يرأس حزب أومكونتو ويسيزوي ، قد أعلن في تصريحاته خلال المؤتمر الصحافي عقب المباحثات التي أجراها مع بوريطة ، عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي ، و أكد أهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات بين جنوب أفريقيا و المملكة المغربية . وقال لدينا إمكانات كبيرة للعمل المشترك .
وكانت جنوب أفريقيا قد اعترفت بالجبهة الانفصالية البوليساريو في 27 فبراير عام 1976 ، أي بعد يوم واحد من انسحاب إسبانيا من الصحراء المغربية ، واستكمال تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية ، ثم اعترفت جنوب أفريقيا بالجمهورية الوهمية في 15 سبتمبر عام 2004 . وظلت إحدى الركائز التي تعتمد عليها الجزائر ، في إرساء القواعد للسياسة الانفصالية التي تمارسها في أفريقيا ، وتعمل على استقطاب الدول التي تساندها و تعترف بالأوهام التي تبني قصورها الورقية في القارة الأفريقية .
وليس مهماً السؤال عن عدم الإعلان عن دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي ، خلال فترة رئاسته لبلاده ، و لا عن الدوافع التي أدت إلى اتخاذ الموقف العقلاني المساند لعدالة قضية الصحراء المغربية ، فلا قيمة لاسترجاع الماضي، و إنما القيمة في الإعلان عن هذا الموقف من رئيس دولة كانت بلاده من ضمن الكيانات الأفريقية التي اعترفت بالجبهة الانفصالية في وقت مبكر ، بتحريض وتحفيز من الجزائر . وهذا هو التحول الذي اهتزت له الجزائر و أحدث ارتباكاً كبيراً في سياستها الأفريقية ، ولو لم يكن لتصريحات جاكوب زوما أي اعتبار ، كما يزعم حكام الجزائر ، لما بادر رئيس الجمهورية بإيفاد من يستطلع رد الفعل الرسمي على تلك التصريحات من لدن المسؤولين في جنوب أفريقيا ، ومن الأوساط السياسية والرأي العام في هذا البلد الأفريقي الدائر في فلك السياسة الجزائرية . فقد أصيب النظام الجزائري بالرعب الشديد ، و هو اليوم ينتظر أن تصله الأخبار بأن الرئيس الحالي لجنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ، ليس في حسابه ، العدول عن السياسة التي اتخذتها بلاده بالسير في الاتجاه التي تسير فيه الجزائر ، منذ نشوء النزاع حول الصحراء المغربية .
ولكن البعد السياسي للتحول الذي طرأ على موقف الرئيس السابق لجمهورية جنوب أفريقيا ، يتجاوز التغيير في الموقف الرسمي للدولة الجنوب أفريقية حيال ملف الصحراء المغربية ، في هذه المرحلة ، إلى التصدع الذي حصل في السياسة الجزائرية الأفريقية ، وهو الأمر الذي يتمثل في تزايد الدول الأفريقية ، بالخصوص ، التي سحبت اعترافها بجمهورية الوهم التي دخلت منظمة الوحدة الأفريقية التي تحولت إلى الاتحاد الأفريقي ، في غفلة من الزمن ، إضافة إلى التغيير الذي تعرفه القارة الأفريقية ، والذي يتمثل أساساً في انتكاس السياسة التي تمارسها الجزائر لجذب المؤيدين لها وشرائهم بالمال . فهذا النمط العتيق من السياسات فشل و تهاوى و تراجع وصار من العهد الشمولي الاستبدادي الذي ولى وانقضى .
إن انعكاسات التحول الذي فاجأ به الرئيس السابق لجنوب أفريقيا العالم ، وقبل ذلك النظام الجزائري والحكم القائم في بريتوريا ، ستظهر في المستقبل القريب ، بعد ارتفاع منسوب الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء ، و الدعم المتصاعد لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية . والمهم في الأمر أن الجزائر أصابها الهلع المفزع و اختلطت لها الأوراق ، وصارت في حالة من الارتباك و الذهول ، بالتصريحات التي أدلى بها جاكوب زوما من الرباط . وتلك هي البداية لأفول نجم ( الجزائر الأفريقية) التي تقود معسكراً من التابعين أخذوا يسحبون اعترافهم بالجمهورية الوهمية ، ويدعمون المقترح المغربي للحكم الذاتي . فلم يبق بين يدي الجزائر إلا الأوهام .