2022 دجنبر 5 - تم تعديله في [التاريخ]

فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬يهدد‭ ‬باجتماع‭ ‬عدة‭ ‬فيروسات‭ ‬تنفسية‭ ‬وتسجيل‭ ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬بالمغرب..

كوفيد‭ 19-‬والأنفلونزا‭ ‬والتهاب‭ ‬القصيبات‭ ‬الهوائية‭ ‬تفرض‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحذر


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي

يبدو‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬الحالي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬وفق‭ ‬تعبير‭ ‬جريدة ‭ ‬‮«‬لوموند‮» ‬‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وذلك‭ ‬لانتشار‭ ‬فيروسات‭ ‬كوفيد-‬19‭ ‬والأنفلونزا‭ ‬الموسمية‭ ‬والتهاب‭ ‬القصيبات‭ ‬الهوائية،‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه‭ ‬وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬بموازاة‭ ‬رفع‭ ‬التدابير‭ ‬الاحترازية،‭ ‬من‭ ‬حجر‭ ‬صحي‭ ‬وكمامات‭ ‬وتباعد‭ ‬اجتماعي،‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬هذه‭ ‬الفيروسات‭ ‬فرصا‭ ‬أكبر‭ ‬للانتشار‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭.‬

وبالأرقام،‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬السبت،‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬145‭ ‬إصابة‭ ‬جديدة‭ ‬بـ(كوفيد-‬19‭‬)،‭ ‬مقابل‭ ‬تعافي‭ ‬194‭ ‬شخصا،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬واحدة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يحذر‭ ‬الخبراء،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الفيروسات‭ ‬في‭ ‬صيغتها‭ ‬الحالية‭ ‬تتسم‭ ‬بشراسة‭ ‬أكبر‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬المواسم‭ ‬السابقة،‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬تقيدا‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجائحة،‭ ‬مما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬الموسمية‭ ‬وكوفيد-19، ‬مشددين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المرضى‭ ‬تأخروا‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬أنفسهم‭ ‬على‭ ‬الطبيب‭ ‬وبدء‭ ‬العلاج،‭ ‬ولجأوا‭ ‬لحلول‭ ‬أخرى‭ ‬تقليدية‭ ‬وغيرها‭.‬

وتتحدث‭ ‬الدراسات،‭ ‬عن‭ ‬مصابين‭ ‬دخلوا‭ ‬مصالح‭ ‬الإنعاش‭ ‬والعناية‭ ‬المركزة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬بسبب‭ ‬المضاعفات‭ ‬ووجود‭ ‬أرضية‭ ‬مرضية،‭ ‬ساعدت‭ ‬الفيروس‭ ‬على‭ ‬الفتك‭ ‬بحياتهم‭.‬

وأوضح‭ ‬مولاي‭ ‬المصطفى‭ ‬الناجي،‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬العلمية‭ ‬لتدبير‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬أن‭ ‬أعراض‭ ‬الإصابة‭ ‬بالأنفلونزا‭ ‬الموسمية‭ ‬تتشابه‭ ‬وأعراض‭ ‬الإصابة‭ ‬بكوفيد‭-‬19،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬خلط‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬المرضي‭ ‬للمصاب،‭ ‬مطالبا‭ ‬الأشخاص‭ ‬المسنين‭ ‬والمصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬مزمنة‭ ‬والحوامل‭ ‬بتلقيح‭ ‬أنفسهم‭ ‬ضد‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬الموسمية‭ ‬كوفيد‭-‬19،‭ ‬مع‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تطبيق‭ ‬التدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬انتشار‭ ‬العدوى‭ ‬وتفشي‭ ‬الفيروسات‭ ‬المختلفة‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬الطيب‭ ‬حمضي،‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬والنظم‭ ‬الصحية،‭ ‬لاشك‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬حالياً‭ ‬يشهد‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الإصابات‭ ‬الصدرية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬الإصابة‭ ‬بكوفيد-‭‬19،‭ ‬وحالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالأنفلونزا‭ ‬الموسمية،‭ ‬لأن‭ ‬عدد‭ ‬التحاليل‭ ‬ضعيف‭ ‬جدا،‭ ‬مضيفا‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬‭ ‬ أن‭ ‬الأرقام‭ ‬المعلن‭ ‬عنها‭ ‬تعكس‭ ‬واقع‭ ‬الإصابات‭ ‬الحقيقية،‭ ‬بحكم‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬المصابين‭ ‬لا‭ ‬يسارعون‭ ‬إلى‭ ‬الكشف‭ ‬والتلقيح‭.‬

وتابع‭ ‬المتحدث،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أشخاصا‭ ‬مصابين‭ ‬بالأنفلونزا‭ ‬الموسمية‭ ‬وآخرين‭ ‬بكوفيد-‬19،‭ ‬أما‭ ‬الأطفال‭ ‬فيصابون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬بالتهاب‭ ‬القصبات‭ ‬الهوائية،‭ ‬خصوصا‭ ‬فئة‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬سنتين،‭ ‬إذ‭ ‬حالاتهم‭ ‬تتطلب‭ ‬دخولهم‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬الموسمية‭ ‬ستكون‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬قوية،‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬معطيات‭ ‬رسمية‭ ‬تؤكد‭ ‬ذلك‭.‬

وأشار‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬والنظم‭ ‬الصحية،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬كان‭ ‬المغاربة‭ ‬يتعاملون‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬كمامات‭ ‬ونحوها‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬نسبيا‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬مناعتهم،‭ ‬مؤكدا‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬موجة‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬الموسمية‭ ‬بدول‭ ‬جنوب‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬حيث‭ ‬توقع‭ ‬الخبراء‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬قوية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الشمالي‭ ‬للكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬كوفيد-19 ‭‬بالانتشار‭ ‬في‭ ‬المغرب‭.‬

ودعا‭ ‬حمضي،‭ ‬المغاربة‭ ‬وخصوصا‭ ‬الأطفال‭ ‬الصغار،‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬أنفسهم‭ ‬على‭ ‬الأطباء‭ ‬المختصين‭ ‬حين‭ ‬ظهور‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬عليهم‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬التهاب‭ ‬القصبات‭ ‬الهوائية‭ ‬سيكون‭ ‬قويا‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬والحوامل،‭ ‬الإسراع‭ ‬إلى‭ ‬التطعيم‭ ‬بلقاح‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬الموسمية،‭ ‬كما‭ ‬وجه‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬المهنيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬يدعوهم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬التلقيح‭ ‬ضد‭ ‬كورونا‭ ‬والأنفلونزا‭ ‬الموسمية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يكونوا‭ ‬عنصرا‭ ‬لنقل‭ ‬العدوى‭ ‬إلى‭ ‬المواطنين‭.‬



في نفس الركن