2021 أبريل 3 - تم تعديله في [التاريخ]

في عالم يقسمه الوباء: لنحافظ على المغرب في المنطقة الخضراء

سيطرتنا الجيدة على الوباء والانخراط الكبير في التلقيح سيمكننا من أن نكون رابحين على ثلاث مستويات: تجنب تفشي الوباء في موجته الثالثة الشرسة، انقاد الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي المأمول خلال موسم الصيف، والحفاظ على مكانة المغرب في المنطقة "الخضراء" لضمان انتعاشها الاقتصادي والانفتاح على آفاق جديدة واعدة،
بين جزء "أخضر" من العالم منفتح على تجارة وسياحة شبه سلسة، وجزء آخر كبير "أحمر" معزول، الخيار أمامنا ليس صعبا، انتعاشنا الاقتصادي والاجتماعي متوقف على ذلك.


طبيب، باحث في السياسات والنظم الصحية

العلم الإلكترونية - بقلم الدكتور الطيب حمضي
 
من أجل انتعاش سريع، قوي وطموح
اعتبارًا من يونيو المقبل، ولمدة عام على الأقل، سيخضع العالم لتقسيم كوفيدي: منطقة خضراء للبلدان التي عرفت أو تمكنت من تطعيم جزء كبير من ساكنتها ومن السيطرة على الوباء، ومنطقة حمراء حيث سيستمر الفيروس في الانتشار بحرية تقريبًا، مع تلقيح قليل او منعدم، وبالتأكيد منطقة برتقالية بينهما، منطقة مواتية للتجارة والسياحة بفضل الجواز المناعي وبفضل هذا التقسيم، ومنطقة أخرى معزولة ومتروكة لمصيرها،
 
 قبل النظر في عالم أو مغرب ما بعد كوفيد، علينا أن ندبر بحكمة هذه الفترة التي تهدد بتفاقم الأزمة في العديد من البلدان، كما أنها من الممكن على العكس من ذلك أن تفضي إلى فرص لأولئك الذين سيكونون قادرين على الاستعداد لحصادها. 
 
 نحتاج ببلادنا إلى انتعاش اجتماعي واقتصادي وسياحي وثقافي في الأسابيع القليلة المقبلة، يجب أن يكون موسم الصيف بداية الانتعاش والتعافي، لدينا الوسائل: وضع وبائي تحت السيطرة منذ ثلاثة أشهر، وحملة تطعيم متقدمة، بل نموذجية. 
 
 المغرب حاليا من بين الدول العشر الأوائل في العالم بنسبة السكان الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، قبل غالبية الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا وبلجيكا،، وهو أيضا الى حدود اليوم في المرتبة السادسة من حيث عدد السكان الذين تم تطعيمهم بالكامل، متقدما على نفس هذه البلدان بل وأمام المملكة المتحدة نفسها وهي الدولة النموذجية في هذا السجل. 
 
 بحلول نهاية عام 2021، ستكون أقل من 60 دولة قد قامت بتطعيم سكانها، بينما الدول الـ 140 دولة المتبقية ستنتظر سنة 2022 أو بعد ذلك، هذا أمر غير مقبول أخلاقياً، وله خطورة وبائية على كوكب الأرض بأسره لأنه يؤجل التعافي من الجائحة، ولكن هذه هي النتيجة "المنطقية" للتباينات في وسائل الاستجابة والتلقيح. 
 
 بلدنا هو أحد البلدان الجنوبية القليلة جدًا التي تشكل جزءًا من هذه المنطقة الخضراء، علينا المثابرة للبقاء بها، سيسمح لنا ذلك، قبل نهاية الوباء، بالتبادل بحرية أو تقريبًا مع دول هذه المنطقة، ولاستقبال سياحهم، وحتى اغتنام هذه الفرصة التي ستعرف العديد من الوجهات الدولية الإغلاق والعزل للتعريف بإمكانياتنا. 
 
 إن تعزيز احترام الإجراءات الحاجزية والتدابير الترابية، والانخراط في التلقيح في الأسابيع القادمة سيساعدنا على تجنب موجة ثالثة شرسة، بسلالات أكثر عدوى وأكثر ضراوة، هذه الموجة تجتاح حاليا العديد من البلدان بما في ذلك جيراننا بالشمال، مما وضعهم في صعوبات بالغة، موجة تتميز للأسف بالسرعة والشراسة، يجب أن تكون الاستجابة سريعة وقوية ولمدة كافية، أو المجازفة بالعزلة لفترة طويلة جدًا لتدبير عواقبها،
 
 من الممكن أن نفوز على ثلاث مستويات: تجنب الموجة الثالثة بضراوتها وما يصاحبها من تدابير ترابية مشددة، وتأمين التعافي الاجتماعي والاقتصادي بعد ثلاث أشهر مع موسم الصيف بقيمة مضافة اجتماعية واقتصادية أكبر بكثير من الشهرين المقبلين، والحفاظ على مكانة المغرب وتعزيزها في المنطقة الخضراء لضمان انتعاش اقتصادي مهم، بل وللانفتاح على آفاق جديدة واعدة. 
 
اختيارات متوقفة على إرادتنا و مساهمتنا والتزامنا جميعا،
 
 



في نفس الركن