2025 أكتوبر 13 - تم تعديله في [التاريخ]

في‭ ‬دلالات‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭:‬ تسريع‭ ‬مسيرة‭ ‬الـمغرب‭ ‬الصاعد


العلم
 
استوعب‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‮ ‬‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬الدورة‭ ‬الخريفية‭ ‬للبرلمان‭ ‬،‮ ‬‭ ‬كتلة‭ ‬الأسباب‭ ‬والعوامل‭ ‬والعناصر‭ ‬التي‭ ‬تعرقل‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬بدعوة‭ ‬الجميع‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬محاربة‭ ‬كل‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬تضيع‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬و‭ ‬الإمكانات‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬مسيرة‭ ‬المغرب‭ ‬الصاعد‭ ‬و‭ ‬إطلاق‮ ‬‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬الزمن‭ ‬الحكومي‭ ‬والبرلماني‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬موازاة‭ ‬مع‭ ‬أربع‭ ‬أولويات‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬تشجيع‭ ‬المبادرات‭ ‬والأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬الشغل‭ ‬للشباب‭ ‬،‭ ‬والنهوض‭ ‬بقطاعات‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬،‭ ‬وتأهيل‭ ‬المجال‭ ‬الترابي‭ . ‬وهي‭ ‬مخارج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬بلادنا‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‮ ‬‭ ‬،‭ ‬تترافق‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬إليها‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬لخريطة‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬التغيير‭ ‬الشامل‭ ‬والعميق‭ ‬والإيجابي‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمغرب‭ ‬من‭ ‬النواحي‭ ‬كافة‭ .‬
ويأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬،‭ ‬إعطاء‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬للمناطق‭ ‬الأكثر‭ ‬هشاشة‭ ‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬مناطق‭ ‬الجبال‭ ‬و‭ ‬الواحات‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬مساحة‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬ترابية‭ ‬منسجمة‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تكامل‭ ‬وتضامن‭ ‬فعلي‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬والجهات‭ . ‬أما‭ ‬ثانية‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬،‭ ‬فهي‭ ‬التفعيل‭ ‬الأمثل‭ ‬والجدي‭ ‬لآليات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للسواحل‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالساحل‭ ‬والمخطط‭ ‬الوطني‭ ‬للساحل‮ ‬‭ ‬،‭ ‬بما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الضروري‭ ‬بين‭ ‬التنمية‭ ‬المتسارعة‭ ‬لهذه‭ ‬الفضاءات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬حمايتها‭ ‬وتثمين‭ ‬مؤهلاتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬،‭ ‬ضمن‭ ‬اقتصاد‭ ‬بحري‭ ‬وطني‭ ‬يخلق‭ ‬الثروة‭ ‬وفرص‭ ‬الشغل‭ .‬
وتتعلق‭ ‬القضية‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬،‭ ‬بتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬المراكز‭ ‬القروية‭ ‬باعتبارها‭ ‬فضاءات‭ ‬ملائمة‭ ‬لتدبير‭ ‬التوسع‭ ‬الحضري‭ ‬،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬آثاره‭ ‬السلبية‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬الناشئة‭ ‬،‭ ‬حلقة‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬القروي‭ .‬
ومن‭ ‬أجل‭ ‬التجاوب‭ ‬والتكامل‭ ‬والانسجام‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأولويات‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمجالية‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬اليوم‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬،‭ ‬تعبئة‭ ‬جميع‭ ‬الطاقات،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬الحقيقة‭ ‬الثابتة‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬التحول‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية،‭ ‬يقول‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وفقه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬يقتضي‭ ‬تغييرا‭ ‬ملموساً‭ ‬في‭ ‬العقليات‭ ‬وفي‭ ‬طرق‭ ‬العمل‭ ‬،‭ ‬وترسيخاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬لثقافة‭ ‬النتائج‭ ‬،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معطيات‭ ‬ميدانية‭ ‬دقيقة‭ ‬،‭ ‬واستثماراً‭ ‬أمثل‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭.‬
وعلى‭ ‬أساس‭ ‬هذا‭ ‬التأصيل‭ ‬العميق‭ ‬للمفاهيم‭ ‬الجديدة‭ ‬،‭ ‬وللرؤى‭ ‬الشفافة‭ ‬التي‭ ‬استند‭ ‬إليها‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬مستوى‭ ‬التنمية‭ ‬المحلية‭ ‬هو‭ ‬المرآة‭ ‬الصادقة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬مدى‭ ‬تقدم‭ ‬المغرب‭ ‬الصاعد‭ ‬والمتضامن‭ ‬الذي‭ ‬نعمل‭ ‬جميعاً‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬أركانه‭ . ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ .‬
وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬التأصيل‭ ‬المرتكز‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية‭ ‬،‭ ‬فليست‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفوارق‭ ‬المجالية‭ ‬مجرد‭ ‬شعار‭ ‬فارغ‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬أولوية‭ ‬مرحلية‭ ‬قد‭ ‬تتراجع‭ ‬أهميتها‭ ‬حسب‭ ‬الظروف‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬يعدهما‭ ‬،‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬،‭ ‬توجهاً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الفاعلين‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭ ‬،‭ ‬ورهاناً‭ ‬مصيرياً‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يحكم‭ ‬مختلف‭ ‬سياساتنا‭ ‬التنموية‭ .‬
ونظراً‭ ‬للحاجة‭ ‬الشديدة‭ ‬إلى‭ ‬ترجمة‭ ‬التوجهات‭ ‬الملكية‭ ‬إلى‭ ‬ممارسات‭ ‬فعلية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬تكرر‭ ( ‬التسريع‭ ) ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ( ‬ننتظر‭ ‬وتيرة‭ ‬أسرع‭ ‬وأثراً‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية‮ ‬‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬علاقة‭ ‬رابح‭/ ‬رابح‭ ‬بين‭ ‬المجالات‭ ‬الحضرية‭ ‬والقروية‮ ‬‭ ) . ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬العنوان‭ ‬الأبرز‭ ‬لخطاب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬أعز‭ ‬الله‭ ‬أمره‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬تسريع‭ ‬مسيرة‭ ‬المغرب‭ ‬الصاعد‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬تجاوز‭ ‬مرحلة‭ ‬النمو‮ ‬‭ ‬ودخل‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الإقلاع‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬صار‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الصعود‭ . ‬وتلك‭ ‬مؤشرات‭ ‬للتقدم‭ ‬حري‭ ‬بجميع‭ ‬المواطنين‮ ‬‭ ‬قراءتها‭ ‬والتمعن‭ ‬فيه‭ ‬واستحضارها‭ ‬حينما‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬دعانا‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬إلى‭ ‬عبورها‭ ‬،‭ ‬راسماً‭ ‬لنا‭ ‬معالم‭ ‬طريق‭ ‬العبور‭ .‬
 



في نفس الركن