Quantcast
2025 أغسطس 6 - تم تعديله في [التاريخ]

قراءة‭ ‬في‭ ‬برقية‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬


قراءة‭ ‬في‭ ‬برقية‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬
العلم الالكترونية

ليست‭ ‬برقية‭ ‬التهنئة‭ ‬التي‭ ‬بعث‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬العرش‭ ‬المجيد،‭ ‬مجرد‭ ‬برقية‭ ‬تقليدية‭ ‬حسب‭ ‬الأعراف‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المتبعة،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬وثيقة‭ ‬ذات‭ ‬شأن‭ ‬عظيم‭ ‬ووزن‭ ‬ثقيل‭ ‬وأهمية‭ ‬بالغة،‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الوثائق‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تعمق‭ ‬التأسيس‭ ‬لعلاقات‭ ‬استراتيجية،‭ ‬وترسخ‭ ‬لقواعد‭ ‬الشراكة‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد،‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬مجالات‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وتفضي‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬وإنماء‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬
 
لهذه‭ ‬البرقية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تفوق‭ ‬أهميتها‭ ‬البرقيات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬يتبادلها‭ ‬رؤساء‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات،‭ ‬ستة‭ ‬محاور،‭ ‬منها‭ ‬محوران‭ ‬جاءا‭ ‬في‭ ‬صيغتين‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬تكونا‭ ‬مكررتين،‭ ‬وما‭ ‬هما‭ ‬بمكررتين،‭ ‬ولكن‭ ‬لحساسية‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬ينبني‭ ‬المحوران‭ ‬عليها،‭ ‬اقتضى‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التأكيد‭ ‬عليهما‭.‬
 
يبدأ‭ ‬المحور‭ ‬الأول،‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬الأساس‭ ‬للبرقية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة،‭ ‬بتجديد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬اعتراف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بالسيادة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬الصحراء‭. ‬ومنه‭ ‬يأتي‭ ‬المحور‭ ‬الثاني،‭ ‬وهو‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للمقترح‭ ‬المغربي‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الصحراء،‭ ‬مع‭ ‬وصف‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬،‭ ‬بالجاد‭ ‬وذي‭ ‬المصداقية‭ ‬والواقعي،‭ ‬باعتباره‭ ‬الأساس‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسوية‭ ‬عادلة‭ ‬و‭ ‬دائمة‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ .‬
 
أما‭ ‬المحور‭ ‬الثالث‭ ‬،‭ ‬فهو‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬للشراكة‭ ‬القوية‭ ‬والدائمة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬يليه‭ ‬المحور‭ ‬الرابع،‭ ‬وهو‭ ‬المضي‭ ‬معا‭ ‬بأولياتنا‭ ‬المشتركة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ويعقبه‭ ‬المحور‭ ‬الخامس،‭ ‬وهو‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬التعاون‭ ‬التجاري،‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الأمريكيين‭ ‬و‭ ‬المغاربة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬
 
ويركز‭ ‬المحور‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬تعاوننا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي‭. ‬والجدير‭ ‬بالملاحظة،‭ ‬عند‭ ‬تحليل‭ ‬مضامين‭ ‬هذه‭ ‬البرقية‭/ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نبالغ‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وصفناه‭ ‬بالمتميز‭ ‬غاية‭ ‬التميز‭ ‬،‭ ‬التأكيد‭ ‬المتجدد‭ ‬للعمل‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لاسيما‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أبراهام‭ ‬و‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ومواصلة‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي‭. ‬وهذا‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬و‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬له‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دلالة‭ ‬استراتيجية‭ ‬عميقة،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬صار‭ ‬اليوم،‭ ‬وبالقيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬والسياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬الدولة‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬حسب‭ ‬المفهوم‭ ‬المعتمد‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬المغرب‭ ‬يتمتع‭ ‬بالأهلية‭ ‬والكفاءة‭ ‬والريادة،‭ ‬للاضطلاع‭ ‬بدور‭ ‬فاعل‭ ‬ومؤثر‭ ‬وضاغط،‭ ‬لبناء‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬أصبحت‭ ‬تلعب‭ ‬مع‭ ‬الكبار‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشرعية‭ ‬وأحكام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬و‭ ‬مقاصد‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ .‬
 
فهل‭ ‬تعد‭ ‬برقية‭ ‬الرئيس‭ ‬الامريكي‭ ‬التي‭ ‬بعث‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬وفقه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬بمناسبة‭ ‬اعتلائه‭ ‬العرش‭ ‬،‭ ‬مجرد‭ ‬برقية‭ ‬تهنئة‭ ‬تقليدية‭ ‬،‭ ‬أم‭ ‬هي‭ ‬وثيقة‭ ‬ذات‭ ‬شأن‭ ‬عظيم‭ ‬ووزن‭ ‬ثقيل‭ ‬و‭ ‬بعد‭ ‬استراتيجي‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ ‬،‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬ستؤسس‭ ‬لتجديد‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬وواشنطن‭ ‬؟‭ .‬
 
إن‭ ‬هذا‭ ‬التجديد‭ ‬لتأكيد‭ ‬اعتراف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لدعم‭ ‬واشنطن‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬للصحراء‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬معنى‭ ‬ذي‭ ‬دلالة‭ ‬لا‭ ‬تخطئها‭ ‬عين‭ ‬المحللين‭ ‬المنصفين‭ ‬والمراقبين‭ ‬النزهاء‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬صار‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬التسوية‭ ‬النهائية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬صار‭ ‬مقتنعاً‭ ‬بعدالة‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬،‭ ‬وبأهمية‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬الذي‭ ‬وصفته‭ ‬برقية‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬بالأساس‭ ‬الوحيد‭ ‬الجاد‭ ‬وذي‭ ‬مصداقية‭ ‬والواقعي‭ .‬
 
‭ ‬وتلك‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬النهاية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبإشرافها‭ ‬و‭ ‬رعايتها‭ ‬و‭ ‬مشروعيتها‭ . ‬

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار