
العلم الالكترونية
ليست برقية التهنئة التي بعث بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، إلى جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، بمناسبة عيد العرش المجيد، مجرد برقية تقليدية حسب الأعراف الدبلوماسية المتبعة، وإنما هي وثيقة ذات شأن عظيم ووزن ثقيل وأهمية بالغة، بكل المقاييس الدبلوماسية والسياسية والأمنية والاقتصادية، ترقى إلى مستوى الوثائق التاريخية التي تعمق التأسيس لعلاقات استراتيجية، وترسخ لقواعد الشراكة متعددة الأبعاد، التي تشمل مجالات كثيرة، منها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتفضي إلى تجديد وإنماء الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
ليست برقية التهنئة التي بعث بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، إلى جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، بمناسبة عيد العرش المجيد، مجرد برقية تقليدية حسب الأعراف الدبلوماسية المتبعة، وإنما هي وثيقة ذات شأن عظيم ووزن ثقيل وأهمية بالغة، بكل المقاييس الدبلوماسية والسياسية والأمنية والاقتصادية، ترقى إلى مستوى الوثائق التاريخية التي تعمق التأسيس لعلاقات استراتيجية، وترسخ لقواعد الشراكة متعددة الأبعاد، التي تشمل مجالات كثيرة، منها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتفضي إلى تجديد وإنماء الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
لهذه البرقية الاستثنائية ، التي تفوق أهميتها البرقيات التقليدية التي يتبادلها رؤساء الدول في مثل هذه المناسبات، ستة محاور، منها محوران جاءا في صيغتين أقرب ما تكونا مكررتين، وما هما بمكررتين، ولكن لحساسية القضية التي ينبني المحوران عليها، اقتضى السياق أن يتم التأكيد عليهما.
يبدأ المحور الأول، من المحاور الأساس للبرقية غير المسبوقة، بتجديد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، بالسيادة المغربية على الصحراء. ومنه يأتي المحور الثاني، وهو دعم الولايات المتحدة الأمريكية للمقترح المغربي بالحكم الذاتي في الصحراء، مع وصف هذا المقترح الذي تقدم به المغرب إلى مجلس الأمن الدولي في عام 2007 ، بالجاد وذي المصداقية والواقعي، باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة و دائمة لهذا النزاع الإقليمي .
أما المحور الثالث ، فهو التأكيد على الأهمية الكبرى للشراكة القوية والدائمة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية ، يليه المحور الرابع، وهو المضي معا بأولياتنا المشتركة من أجل السلام والأمن في المنطقة، ويعقبه المحور الخامس، وهو توسيع نطاق التعاون التجاري، بما يعود بالنفع على الأمريكيين و المغاربة على حد سواء.
ويركز المحور السادس ، على مواصلة تعاوننا من أجل تعزيز الاستقرار والأمن على الصعيد الإقليمي. والجدير بالملاحظة، عند تحليل مضامين هذه البرقية/ الحدث الذي لا نبالغ إذا ما وصفناه بالمتميز غاية التميز ، التأكيد المتجدد للعمل المشترك من أجل السلام والأمن في المنطقة، لاسيما بالاعتماد على اتفاقيات أبراهام و مكافحة الإرهاب، ومواصلة التعاون من أجل الاستقرار والأمن والسلام على الصعيد الإقليمي. وهذا التركيز على العمل المشترك من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والسلام، بين الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المغربية ، له أكثر من دلالة استراتيجية عميقة، منها أن المغرب صار اليوم، وبالقيادة الرشيدة والسياسة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الدولة المركزية في هذه المنطقة، التي تشمل حسب المفهوم المعتمد لدى الأمم المتحدة، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو الأمر الذي جعل المغرب يتمتع بالأهلية والكفاءة والريادة، للاضطلاع بدور فاعل ومؤثر وضاغط، لبناء السلام العالمي. وهو ما يثبت أن بلادنا أصبحت تلعب مع الكبار على مسرح السياسة الدولية ، في إطار الشرعية وأحكام القانون الدولي و مقاصد ميثاق الأمم المتحدة .
فهل تعد برقية الرئيس الامريكي التي بعث بها إلى جلالة الملك محمد السادس ، وفقه الله ، بمناسبة اعتلائه العرش ، مجرد برقية تهنئة تقليدية ، أم هي وثيقة ذات شأن عظيم ووزن ثقيل و بعد استراتيجي طويل المدى ، سيكون لها ما بعدها ، و ستؤسس لتجديد الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن ؟ .
إن هذا التجديد لتأكيد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء ، و لدعم واشنطن لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية ، ينطوي على معنى ذي دلالة لا تخطئها عين المحللين المنصفين والمراقبين النزهاء ، و تتمثل في أن ملف الصحراء صار قاب قوسين أو أدنى من التسوية النهائية ، و أن المجتمع الدولي صار مقتنعاً بعدالة الموقف المغربي ، وبأهمية مقترح الحكم الذاتي الذي وصفته برقية الرئيس دونالد ترامب إلى جلالة الملك ، نصره الله ، بالأساس الوحيد الجاد وذي مصداقية والواقعي .
وتلك بداية الطريق إلى النهاية في ظل الأمم المتحدة وبإشرافها و رعايتها و مشروعيتها .