2022 دجنبر 20 - تم تعديله في [التاريخ]

قصر‭ ‬المرادية‭ ‬يبرم‭ ‬صفقات‭ ‬تسليح‭ ‬ضخمة‭ ‬مع‭ ‬روسيا ‬ويحاسب‭ ‬تركيا لعلاقاتها‭ ‬العسكرية‭ ‬مع‭ ‬المغرب


العلم الإلكترونية - الرباط

تجري‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع‭ ‬مشاورات‭ ‬حثيثة‭ ‬و‭ ‬سرية‭ ‬مع‭ ‬موسكو‭ ‬لكي‭ ‬يتضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الزيارة‭ ‬المرتقبة‭ ‬لعبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭ ‬لروسيا‭ ‬توقيع‭ ‬عقد‭ ‬ضخم‭ ‬لتوريد‭ ‬أسلحة‭ ‬روسية‭ ‬إضافية‭ ‬للجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬بقيمة‭ ‬تتراوح‭ ‬تفوق‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬تسددها‭ ‬الخزينة‭ ‬الجزائرية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬و‭ ‬تنضاف‭ ‬الى‭ ‬وثيقة‭ ‬تعاون‭ ‬استراتيجي‭ ‬يجري‭ ‬الإعداد‭ ‬لمسودتها‭ ‬النهائية‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬وموسكو‭ ‬منذ‭ ‬الصيف‭ ‬الماضي‭ .‬
 
في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك‭ ‬و‭ ‬رغم‭ ‬تحول‭ ‬الجزائر‭ ‬الى‭ ‬ثالث‭ ‬مستورد‭ ‬للسلاح‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وما‭ ‬أثاره‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬انتقادات‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬الشهية‭ ‬الجزائرية‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية‭ ‬للتسلح‭ ‬من‭ ‬موسكو‭ , ‬دعما‭ ‬ضمنيا‭ ‬لحرب‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬بوتين‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ .‬
 
على‭ ‬أن‭ ‬السعي‭ ‬الجزائري‭ ‬للهيمنة‭ ‬و‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬و‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليميين‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يلتزم‭ ‬بحدود‭ ‬أخلاقية‭ ‬أو‭ ‬أعراف‭ ‬دبلوماسية‭ , ‬يتجاوز‭ ‬أيضا‭ ‬كل‭ ‬شروط‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬مع‭ ‬جيرانه‭ , ‬حين‭ ‬تصل‭ ‬وقاحة‭ ‬و‭ ‬صلافة‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬مستوى‭ ‬التدخل‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬أجنبية‭ ‬لمطالبتها‭ ‬بوقف‭ ‬تعاونها‭ ‬العسكري‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ .‬
 
مجلة‭ ‬مغرب‭ ‬انتلجنس‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ , ‬كشفت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬أبلغ‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬بوزير‭ ‬الخارجية‭ ‬‭ ‬التركي‭ ‬مولود‭ ‬جاويش‭ ‬أوغلو،‭ ‬قلق‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬اللافت‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬العلاقات‭ ‬العسكرية‭ ‬التركية‭ ‬المغربية‭ ‬وأن‭ ‬الجزائر‭ ‬متخوفة‭ ‬و‭ ‬متوجسة‭ ‬من‭ ‬شحنات‭ ‬الأسلحة‭ ‬التركية‭ ‬المتوالية‭ ‬إلى‭ ‬الرباط‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تعتبر‭ ‬الجزائر‭ ‬تركيا‭ ‬أردوغان‭ ‬حليفًا‭ ‬موثوقًا‭ , ‬تضيف‭ ‬المجلة‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الأمنية‭ ‬و‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لمنطقة‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ .‬
 
التهافت‭ ‬الجزائري‭ ‬المحموم‭ ‬على‭ ‬صفقات‭ ‬التسلح‭ ‬الضخمة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬و‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬مصانع‭ ‬التسليح‭ ‬الروسية،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أثار‭ ‬حفيظة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬وأوروبا‭ ‬الذين‭ ‬اعتبرا‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬المتصاعد‭ ‬بأرقام‭ ‬خيالية،‭ ‬دعما‭ ‬ماليا‭ ‬مباشرا‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬لروسيا‭ ‬التي‭ ‬تخوض‭ ‬حربا‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الشمالية‭ ‬الشرقية‭ ‬للمجموعة‭ ‬الأوروبية‭ ‬و‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭.‬
 
وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬تعالت‭ ‬دعوات‭ ‬لنواب‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬والكونغرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬لمعاقبة‭ ‬الجزائر‭ ‬و‭ ‬مراجعة‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬المبرمة‭ ‬معها‭ .‬
 
فبواشنطن‭ ‬جمعت‭ ‬السيناتورة‭ ‬ليزا‭ ‬ماكين‭ ‬وهي‭ ‬ممثلة‭ ‬ولاية‭ ‬ميشيغان‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬قبل‭ ‬شهر‭ ‬27‭ ‬توقيعا‭ ‬داخل‭ ‬الكونغرس،‭ ‬لدعم‭ ‬رسالتها‭ ‬الموجهة‭ ‬لكاتب‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الخارجية‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن،‭ ‬التي‭ ‬تدعوه‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬معاداة‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬الجزائر،‭ ‬باعتبارها‭ ‬بلدا‭ ‬داعما‭ ‬لروسيا‭ ‬التي‭ ‬تشن‭ ‬حسبها‭ ‬حربا‭ ‬بربرية‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وهي‭ ‬بحاجة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬عبر‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭.‬
 
وتلت‭ ‬المبادرة‭ ‬النيابية‭ ‬للكونغرس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬توجيه‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الأميركي،‭ ‬ماركو‭ ‬روبيو،‭ ‬رسالة‭ ‬مماثلة‭ ‬وبنفس‭ ‬المبررات‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬منتصف‭ ‬غشت‭ ‬الماضي،‭ ‬اعتبر‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المشتريات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الجارية‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬وروسيا‮»‬،‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬‮«‬تدفق‭ ‬الأموال‭ ‬إلى‭ ‬روسيا،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تمكين‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‮»‬‭.‬
 
وقبل‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة‭ ‬أرسل‭ ‬أيضا‭ ‬17‭ ‬نائبا‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‭ ‬يطلبون‭ ‬فيها‭ ‬مراجعة‭ ‬اتفاقية‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والجزائر‭.‬
 
النواب‭ ‬الموقعون‭ ‬على‭ ‬الرسالة‭ ‬و‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬وليتوانيا‭ ‬والمجر‭ ‬وإستونيا‭ ‬والسويد‭ ‬وبلغاريا‭ ‬وفنلندا‭ ‬وبولندا‭ ‬والدنمارك‭ ‬وسلوفاكيا،‭ ‬اتهموا‭ ‬الجزائر ‭ ‬‮«بتمويل‭ ‬الحكومة‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراء‭ ‬معدات‭ ‬عسكرية‮»‬‭.
 
وتزامنت‭ ‬الحملة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأوروبية‭ ‬المشككة‭ ‬في‭ ‬النوايا‭ ‬الحقيقية‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الساعي‭ ‬الى‭ ‬الاصطفاف‭ ‬مجددا‭ ‬مع‭ ‬حليفه‭ ‬السائق‭ ‬في‭ ‬المعسكر‭ ‬الشرقي،‭ ‬مع‭ ‬طلب‭ ‬الجزائر‭ ‬رسميا‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬بريكس‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬جنوب‭ ‬افريقيا‭ ‬و‭ ‬الهند‭ ‬و‭ ‬البرازيل‭.



في نفس الركن