2024 فبراير 14 - تم تعديله في [التاريخ]

قصر‭ ‬المرادية‭ ‬يتربص‭ ‬بخطوات‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الرباط ونواكشوط

سعي‭ ‬محموم‭ ‬لإفشال‭ ‬مبادرة‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬الأطلسي‭ ‬و‭ ‬كبح‭ ‬التوسع‭ ‬


 
العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط

كثفت‭ ‬الجزائر‭ ‬‮ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬اتصالاتها‭ ‬بموريتانيا‭ , ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬وصفها‭ ‬الملاحظون‭ ‬بالهادفة‭ ‬الى‭ ‬التشويش‭ ‬على‭ ‬مسارات‭ ‬التقارب‭ ‬المسجلة‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬انواكشوط‭ ‬و‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬الموريتانية‭ ‬لحملها‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬الانضمام‭ ‬الى‭ ‬مبادرة‭ ‬الطريق‭ ‬الى‭ ‬الأطلسي‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬المملكة‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الافريقي‭ ‬لتمكينها‭ ‬من‭ ‬‮ ‬تسويق‭ ‬منتجاتها‭ ‬عبر‭ ‬البنيات‭ ‬الأساسية‭ ‬المغربية‭ ‬وتحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬شاملة‭ ‬لمواطنيها‭ .‬
النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬استقطبت‭ ‬بمجرد‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬دول‭ ‬مالي‭ ‬والنيجر‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬وتشاد‭, ‬تهديدا‭ ‬مباشرا‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬للجزائر‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عزلة‭ ‬اقليمية‭ ‬قاتلة‭ ‬غدتها‭ ‬أزمتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المفتوحة‭ ‬مع‭ ‬مالي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ , ‬و‭ ‬أيضا‭ ‬إدراك‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬مبادرة‭ ‬تسهيل‭ ‬ولوج‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬تعني‭ ‬مباشرة‭ ‬إنهيار‭ ‬المشروع‭ ‬الانفصالي‭ ‬الذي‭ ‬ترعاه‭ ‬و‭ ‬تموله‭ ‬بصحراء‭ ‬لحمادة‭ ‬و‭ ‬لذلك‭ ‬فالنظام‭ ‬العسكري‭ ‬يكابر‭ ‬و‭ ‬يعاند‭ ‬و‭ ‬يتحرك‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الجبهات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إفشال‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬عزل‭ ‬موريتانيا‭ ‬من‭ ‬الحلقة‭ ‬الجغرافية‭ ‬للمبادرة‭ ‬‮ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬ستتمدد‭ ‬مستقبلا‭ ‬الى‭ ‬أجزاء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬و‭ ‬غرب‭ ‬افريقيا‭ ‬بعد‭ ‬التفكك‭ ‬التدريجي‭ ‬الذي‭ ‬يعتري‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تجمع‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لغرب‭ ‬افريقيا‭ ‬و‭ ‬الآفاق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬و‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الواعدة‭ ‬لمشروع‭ ‬الخط‭ ‬الغازي‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬نيجيريا‭ ‬و‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬يثير‭ ‬اهتمام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬القاريين‭ ‬و‭ ‬الدوليين‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬سيفقد‭ ‬بحكم‭ ‬الواقع‮ ‬‭ ‬رهانه‭ ‬على‭ ‬جارته‭ ‬الجنوبية‭ ‬الغربية‭ ‬كبوابة‭ ‬استراتيجية‭ ‬نحو‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا،
الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬يركز‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬جهوده‭ ‬بشكل‭ ‬متعمد‭ ‬و‭ ‬غريب‭ ‬على‭ ‬موريتانيا‭ ‬بنوايا‭ ‬توثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬معها‭ ‬و‭ ‬استدراجها‭ ‬الى‭ ‬الأجندة‭ ‬الجزائرية‭ ‬المترصدة‭ ‬للتوسع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للرباط‭ ‬بعمق‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ , ‬وبعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬إيفاد‭ ‬‮ ‬وزير‭ ‬خارجيته‭ ‬‮ ‬عطاف‭ ‬الى‭ ‬نواكشوط‭ ‬حاملا‭ ‬رسالة‭ ‬خاصة‭ ‬للرئيس‭ ‬ولد‭ ‬الغزواني‭ ‬‭, ‬ها‭ ‬هو‭ ‬يهاتف‭ ‬نظيره‭ ‬الموريتاني‭ ‬للتداول‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬ثنائية‭ ‬و‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬زيارة‭ ‬مرتقبة‭ ‬قريبا‭ ‬للرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬للجزائر‭ ‬هي‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬للغزواني‭ ‬للجزائر‭ ‬منذ‭ ‬تقلده‭ ‬منصبه‭ ‬الرئاسي‭ ‬صيف‭ ‬سنة‭ ‬2019‭ ‬‮ ‬و‭ ‬تخصص‭ ‬لتوقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬ثنائية‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬‮ ‬اقتصادي‭ ‬وأمني‭ ‬ضمن‭ ‬مسعى‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬الى‭ ‬‮ ‬افشال‭ ‬‮ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬جارتها‭ ‬الجنوبية‭ ‬و‭ ‬‮ ‬تقليص‭ ‬نشاط‭ ‬و‭ ‬الاشعاع‭ ‬‮ ‬الدولي‭ ‬للمعبر‭ ‬الحدودي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بالكركرات‭ .‬



في نفس الركن