2025 شتنبر 15 - تم تعديله في [التاريخ]

قمة‭ ‬التضامن‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬قطر


العلم الالكترونية 

تستضيف‭ ‬اليوم‭ ‬الدوحة‭ ‬عاصمة‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬،‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الطارئة،‭ ‬لمناقشة‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬بشأن‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الجبان‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬،‭ ‬قدمه‭ ‬الاجتماع‭ ‬التحضيري‭ ‬لوزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬للدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬ومنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬القطرية‭. ‬و‭ ‬تهدف‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬بعد‭ ‬قمة‭ ‬الرياض‭ ‬المنعقدة‭ ‬يوم‭ ‬11نوفمبر‭ ‬سنة‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬بلورة‭ ‬تحرك‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الدوحة،‭ ‬لمواجهة‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وتمس‭ ‬سلامة‭ ‬أراضي‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ .‬
 
وكانت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬سباقة‭ ‬إلى‭ ‬الإعراب‭ ‬عن‭ ‬إدانتها‭ ‬القوية‭ ‬للاعتداء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬السافر‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬الشقيقة،‭ ‬وعن‭ ‬استنكارها‭ ‬الشديد‭ ‬لانتهاك‭ ‬سيادة‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭. ‬وأكدت‭ ‬المملكة‭ ‬تضامنها‭ ‬التام‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬إزاء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمس‭ ‬أمنها‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها‭ ‬وطمأنينة‭ ‬مواطنيها‭ ‬والمقيمين‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬تعزيزاً‭ ‬للمبدأ‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬عدة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬المغرب‭ .‬
 
واللافت‭ ‬للانتباه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاعتداء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الغاشم‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬الدوحة‭ ‬عاصمة‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬،‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الهجوم‭ ‬الصاروخي‭ ‬الإيراني‭ ‬السافر‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬يونيو‭ ‬المنصرم‭ ‬،‭ ‬سيادة‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬ومجالها‭ ‬الجوي‭. ‬وهو‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬سارعت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬إدانته‭ ‬الشديدة،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬تضامنها‭ ‬الكامل‭ ‬والمطلق‭ ‬مع‭ ‬الشقيقة‭ ‬قطر‭. ‬و‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬الهجومين‭ ‬الإجراميين‭ ‬،‭ ‬الإيراني‭ ‬والإسرائيلي،‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المضمون‭ ‬و‭ ‬العمق،‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬صارت‭ ‬مهددة،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬في‭ ‬أمنها‭ ‬وسلامتها‭ ‬و‭ ‬مواردها‭ ‬ومصالحها‭ ‬العليا‭ .‬
 
‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬الاستيعاب‭ ‬والإحاطة‭ ‬الشاملة‭ ‬بما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬تراجم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬،‭ ‬صرح‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬صحافية‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬المفوضة‭ ‬الأوروبية‭ ‬لشؤون‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬،‭ ‬بأن‭ ‬التصريحات‭ ‬حول‭ ‬ترحيل‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬،‭ ‬تمثل‭ ‬خطراً‭ ‬وجودياً‭ ‬حقيقياً‭ ‬،‭ ‬يستدعي‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بكل‭ ‬الصرامة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬يسائل‭ ‬فقط‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭ . ‬وهذه‭ ‬التصريحات‭ ‬تعكس‭ ‬خطورة‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬،‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬يقظة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬وعن‭ ‬عمق‭ ‬الوعي‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬تستند‭ ‬إليه‭ . ‬و‭ ‬جاء‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الخطير‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬،‭ ‬ليثبت‭ ‬أن‭ ‬الخطر‭ ‬الوجودي‭ ‬يتهدد‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة‭ ‬،‭ ‬بقدرما‭ ‬يهدد‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ .‬
 
من‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ ‬،‭ ‬تكتسب‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬ستفتتح‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬،‭ ‬الأهمية‭ ‬القصوى‭ ‬،‭ ‬لأنها‭ ‬تعقد‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬إقليمي‭ ‬منذر‭ ‬بالعواقب‭ ‬الوخيمة‭ ‬،‭ ‬ومثير‭ ‬للقلق‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭ . ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعلنا‭ ‬موقنين‭ ‬عميق‭ ‬اليقين‭ ‬،‭ ‬بأن‭ ‬قمة‭ ‬الدوحة‭ ‬،‭ ‬ستكون‭ ‬قمة‭ ‬التضامن‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬التام‭ ‬و‭ ‬المطلق‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬الشقيقة‭ .‬
 
ولعل‭ ‬من‭ ‬المصادفات‭ ‬ذات‭ ‬الدلالات‭ ‬العميقة‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الطارئة‭ ‬،‭ ‬تعقد‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬مصادقة‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬نيويورك‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬دفع‭ ‬جديد‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬،‭ ‬عبر‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬عادلة‭ ‬وشاملة‭ ‬تنهي‭ ‬عقوداً‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬،‭ ‬وينص‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬ملموسة‭ ‬ومحددة‭ ‬زمنياً‭ ‬ولا‭ ‬رجعة‭ ‬فبها‭ . ‬وتلك‭ ‬خطوة‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬بناء‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬‭.‬
 
‭ ‬هذا‭ ‬الترابط‭ ‬العفوي‭ ‬بين‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الطارئة‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬المصادق‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬نيويورك‭ ‬من‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬،‭ ‬يترجم‭ ‬آمال‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬المحتدم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬،‭ ‬والاقتراب‭ ‬من‭ ‬بزوغ‭ ‬فجر‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬،‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬و‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ . ‬



في نفس الركن