2022 يونيو/جوان 30 - تم تعديله في [التاريخ]

لا رجوع إلى تشديد الإجراءات في المغرب

توقعات باستمرار ارتفاع منحى إصابات كورونا خلال الأيام المقبلة ودعوات إلى تحمل المواطنين لمسؤوليتهم إزاء الموجة الجديدة...


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي

بعدما كانت التوقعات تشير إلى احتمالِ عودة منحى إصابات كوفيد-19 إلى الارتفاع في المغرب خلال شهر دجنبر المقبل، تسارعت وتيرة هذه الإصابات خلال الأسبوعين الأخيرين، مما يثير جملة من الأسئلة حول طبيعة متحورات الموجة الجديدة، والاحتياطات والإجراءات الواجب اتخاذها، خاصة ونحن على مقربة من العطلة الصيفية وعيد الأضحى حيث يكثر التنقل والاختلاط.

في هذا السياق، قال الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس، كان أمرًا متوقعا ومن المنتظر أن يزيد أكثر خلال الأيام المقبلة، لكنه لا يستلزم العودة إلى تشديد الإجراءات.
وأوضح الباحث ذاته، أن ما يملي ضرورة اتخاذ جملة من الإجراءات من عدمه، ليس هو ارتفاع منحى الإصابات، وإنما عدد الحالات الخطيرة والوفيات، موضحا في تصريح لـ"العلم"، أنه كلما ارتفعت الحالات ارتفع معها عدد الوفيات، لكن الأمر هنا يختلف عن الموجة الأولى والثانية، لأن المغرب أصبح يتوفر على عدد كبير من المواطنين المكتسبين للمناعة بحكم تلقيهم للجرعات الثلاث من اللقاح أو مرورهم بتجربة المرض، وهو ما يستبعد الحالات الخطيرة والوفيات ويقلل منها، وبما أن الأخيرة محدودة فليس هناك تفكير في الإجراءات.

وشدد حمضي، على ان الحالات المفترض انتقالها للمستشفى أو وفاتها، هي للأشخاص ذوي الهشاشة الصحية، ومن يبلغون من العمر 60 سنة فما فوق، وأصحاب الأمراض المزمنة ممن لم يتلقوا الجرعات الثلاث من اللقاح، لذا يجب وفق المتحدث، على هاته الفئة تحديدًا حماية أنفسهم وعدم التفكير أو انتظار الحجر الصحي أو إغلاق الحدود أو منع السفر بين المدن.
 
وأضاف أن المعرضين للإصابة الخطرة أيضا، هم أصحاب الوضعية الصحية الأكثر هشاشة (الهشاشة المفرطة)، والبالغة أعمارهم 80 سنة فما فوق، والمصابون بأكثر من مرض مزمن واحد (السرطان، أمراض القلب، أمراض القصور الكلوي، زراعة الأعضاء، أصحاب الأمراض المناعية...)، رغم تلقيهم الجرعات الثلاثة من اللقاح، مطالبا بفتح الباب أمام هؤلاء لتلقي الجرعة الرابعة وتمكينهم من هذا الحق عاجلا كما وقع في مجموعة من الدول.

في المجل وحسب التوقعات الشخصية، يرى حمضي، أولاً أن لا حاجة للتفكير في الحجر الصحي، ثانياً لا مجال للتفكير في تشديد الإجراءات، فالمواطنون الأكثر عرضة للوفاة أو دخول الإنعاش يجب عليهم التوجه لأخذ جرعات اللقاح، وفي حالة تطور الوضعية يجب التفكير في تقنين الفضاءات الخاصة، وفرض جملة من الإجراءات الخاصة بهم، بشروط معينة وبشكل عقلاني لأن الفضاءات الخاصة والتجمعات هي المكان الخصب لانتقال الفيروس بشكل أكبر.

فاطمة الزهراء الصقلي حسيني، الأخصائية في أمراض الجهاز التنفسي والحساسية والربو، ترى أن المغرب اليوم، في قلب موجة جديدة من جائحة كوفيد-19، من خصائصها أنها ناجمة عن متحور جديد من سلالة أوميكرون.

واعتبرت الأخصائية، أن هذا الفيروس على غرار جميع الفيروسات الأخرى، يخضع لطفرات تغير من خصائصه، وهكذا فإن كوفيد-19 ومنذ بداية الوباء، أفرز عدة متحورات منها ألفا دلتا وأوميكرون، هذا الأخير الذي شهد بدوره عدة متحورات منها حاليا متحور بي آن 5 الجديد، ومن خصوصيته انتشار أسرع ومدة حضانة قصيرة، لكن أعراضه مختلفة.

وفسرت الباحثة هذه الأعراض، بارتفاع درجة حرارة الجسم، وآلام الرأس والحنجرة، والإعياء الشديد، مع عودة السعال الذي كان اختفى مع متحور أوميكرون بي آ 1، وهذه الأعراض أكثر حدة، لكن أقل شراسة.

وشددت الصقلي حسني، على ضرورة الجرعة المعززة، بالنسبة للمسنين وذوي النقص في المناعة. وأكدت على أن التلقيح، لا يحمي من الإصابة وإنما يحمي من الحالات الحرجة التي يمكن أن تصل إلى الإنعاش أو الوفاة.



في نفس الركن